لكل من اتبع بن لادن وحاول تنصيبه محاميا ومدافعا عن كل عربي...
اذكر تلك الايام التي قضيتها مع صديقي سلطان عجارمه في قرية المشقّر غرب عمّان، بساطه في العيش وعفوية في التعامل، لا زلت اشتاق واحن لخبز الصاج التي كانت تعده والدة سلطان، تلك الام البسيطه ما زال صوتها يعشش في ذاكرتي، اذكر مصطلح المرياع الذي كانوا يطلقونه اهالي المشقر على قائد القطيع.
المرياع لمن يجهله هو القائد والزعيم في مجتمع تسوده الخراف، المرياع هو ذلك الخروف السّمين الذي يستخدمه الراعي لتوجيه القطيع، المرياع هو موسيقار القطيع، يخاطب القطيع عبر الجرس الذي يلتف حول عنقه،المرياع هو قائد لكنه خروف مخصي.
الخراف يتبعون المرياع في المسير، لا ادري ما سبب تبعية القطيع للمرياع!، حتى الخروف حديث الولاده يتبع المرياع!. من اول القطيع حتى آخر القطيع يسيرون مطئطئي الراس متبعين صوت المرياع الزعيم.
هناك قصه قد تكون طريفه لشخص برجوازي لا يابه بالرفق بالحيوان ولا يكن للراعي الاحترام، تقول القصه : كان هناك مرياع جديد على \"المريعه\"بين قوسين (غشيم)، كان يقود قطيع كبير، لا ادري اذا كان ذلك المرياع يعاني من الاكتئاب حتى اقدم على الانتحار!، لكن اغلب الروايات تقول ان المرياع الجديد (تدعثر سهوا) فسقط هو والتابعين من القطيع في وادي سحيق.
الرابط العجيب بيننا نحن البشر وبين مرياع \"غشيم\" قاد القطيع الى وادي سحيق، ان هناك اناس من بنوا البشر يتجاهلون انهم مخيرون ويفرضون على انفسهم بانهم مسيرون، اذا كنا فعلا مسيرون ما الفرق بيننا وبين قطيع هوى في وادي سحيق!
لم اشعر بالحزن والمرار على الذين تغولوا على الناس باسم الدين بقدر حزني على الناس المغولون المسيرون الذين لم يحتكموا لعقولهم ودحضوا الافكار والايديولوجيات المختلفه، وتبنوا ثقافة القطيع واتبعوا مرياع غشيم يقودهم الى وادي سحيق.
الشخوص في هذه القصه ليست محظ صدفة ولم تاتي من الخيال ، تعمدنا ان نشبه بن لادن بالمرياع والراعي هوالمحتل الذي جنّد ذلك المرياع الغشيم...
هيثم ضمره ضمره
*جامعة فيلادلفيا
Hi20080@yahoo.com