في احد المشاهد السينمائية القديمة يحضر الرئيس ويجلس في الصف الاول من المسرح وقريبا من الخشبة وعلى يمينه وشماله رجاله وحاشيته ، وعند رفع الستارة وبدء العرض يأخذ احد المقربين منه ورقة وقلم ويبدء بتسجيل كل ما يقال من الرئيس الممثل ورجاله الكومبارس عن الرئيس الحقيقي، ويقوم الممثلين بلعب الدور جيدا ويتقمصون شخصية الرئيس ورجاله ويعلو الضحك وتدمع العيون وتسحب اوراق الفاين من صناديقها لمسح العيون والانوف ولا يتبقى شيء الا ويقال عنه من فراغ جيب الحكومة من النقود وصلف الوزراء وطولة لسانهم وكيف ان الوزارة تشريف ولسيت تكليف وكيف تسير امور البلاد العائلية وما هو السبب في حالة الطفر التي تصيب المواطن والحكومة معا ، ولماذا تتوارث الحكومات وتنقل كنقل السجلات الشرعية للمواريث لدرجة أن هناك اقتراح بأن تورث الاناث الحكم كما يرثه الذكور ، وخلال العرض ينظر الرئيس للخلف فيجد جمهور كبير وكلهم جلوس وعيونهم على خشبة المسرح وليس عليه وأمامهم ما لذ وطاب من اطايب الطعام فهؤلاء مواطنين امتلكوا قيمة بطاقة المسرح السياسي البرجوازي الطبقي الحكومي ذو الخمسة نجوم ، وهذا الجمهور من التخمة بحيث انه لايتذكر ان الرئيس من الحضور وكأن الامر لايعنيهم ، وعند انتهاء العرض المسرحي يصعد الرئيس الحقيقي على الخشبة ويحي الممثليين وعندها يكتشف الجمهور أن الرئيس الحقيقي من ضمن المشاهدين ويبدأو بالابتسام له وللممثلين ويخرج احدهم من بين الجمهور يمكن وصفه بهزاز الذنب أو المتصلق أو الذي يصيد بالماء العكر وهو عادة ذو شخصية كريهه وينادي بصوته العالي راكضا باتجاه المسرح ( لقد تجاوزت الادب وأطلت لسانك على دولة الرئيس )موجهه حديثه للممثل الرئيس ،وهنا تختلط الصورة عليهم وتعلوا الاصوات المنادية بضرب الرئيس الممثل لأنه تجاوز حدود الادب من خلال تقليده لشخصية الرئيس الحقيقي وفي حضوره ، ويظهر ذلك جليا للرئيس فيشطاط غضبا ويبدء بممارسة دور في الحياة الطبيعية ويصدر اوامره وتعليماته لرجاله الحقيقين بمحاولة فرض النظام ، وعندها تحدث جلبة في مقاعد الجمهور وعلى خشبة المسرح لأن الممثل الرئيسي نسي أن يخلع قناعه الذي يشبه وجه الرئيس وتقوم الدنيا ولاتقعد ويعلوا الصراخ وتتطاير الاشياء فوق الرؤس وعلى خشبة المسرج يجتمع الحابل بالنابل ولايستطيع احد أن يميز ما بين الرئيس الحقيقي والرئيس الممثل ويحاول رجال الرئيس الحقيقي أن يحموه وتختلط عندهم الامور ولايميزون بين الرئيس الحقيقي والرئيس المممثل ، وفي نهاية المشهد السينمائي نجد الرئيس الحقيقي جالس في قاعة رئاسية فخمة والضمادات الطبية تغطي وجهة ولا يكاد يظهر منه سوى عينيه ويخرج صوته من خلف الشاش خشننا وغير مسموع ، وتكون اخر كلماته في الفيلم أنه الى الان لايعرف لماذ اختلط الامر على الجمهور وقاموا بضربه بدلا من ضرب الممثل الذي قلد شخصيته .