نحن العرب والمسلمين اهل الحضارة والفكر والعلم عندما كان الغرب غارقا في دهاليز الظلام والجهل ومصائب العصور الوسطى حتى ان أشرس الحملات العسكريه عبر التاريخ كان الهدف منها تحطيم هذا الفكر وهذه الحضاره ابتداء من حملة هولاكو على مدينة الرشيد بغداد وانتهاء بنفس المدينه بغداد ولكن على ايدي من هم اكثر شراسه من هولاكو حيث كان السبب الرئيسي للحملات العسكريه السابقة على هذه المنطقه من العالم هو تحطيم اسطورة انتماء هذا المواطن لدينه ووطنه وجعله تابعا يلهث وراء لقمة العيش التي بالكاد يحصل عليها بينما هم ينعمون بخيرات هذه البلاد التي انعم الله بها علينا , انظروا معي على آخر نعم الله وهي البترول والموارد الطبيعيه التي انعم الله بها على هذه البلاد اين هي..؟؟ وما هو مصيرها وكيف ان القليل القليل من عوائدها يستعمل في افساد هذا المواطن من خلال منحه الكثير من القنوات الفضائية التي يصرف عليها مئات الملايين من الدولارات والموجهة الى تلاف عقل وفكر مواطننا المسكين القابع في بيته , والحائر ما بين تعاليم ربه ودينه وفتاوي تلك الفضائيات المشغوله بالتحريم والتحليل بينما مصادر التشريع في ديننا الحنيف واضحه ولا لبس فيها من خلال القرآن الكريم وسنة اشرف الخلق سيدنا محمد ( صلعم ) , انظروا معي كيف ان تلك الفضائيات انتهكت حرمة هذ الشهر الفضيل وحولته من شهر عباده وتواصل وتقرب الى الله الى شهر ينتظره الناس على احر من الجمر لمتابعة مسلسلات ما انزل الله بها من سلطان تدعو للرذيله وارتكاب المحرمات واجراء مقابلات مع ساقطات وبائعات هوى من خلال برامج موجهه تغزونا ونحن قابعين في منازلنا حيث افسدوا علينا الأستمتاع بحرمة هذا الشهر الفضيل , حتى الفن لدينا اصبح موسميا فهاهم جهابذة الفنانين لدينا ينشطون خلال هذا الشهر بتقديم عروضهم المسرحيه لعلية القوم متزامنه مع وقت آذان المغرب وفي الفنادق الراقيه للترفيه عنهم بعد صيام يوم المفروض ان يكون كفاره للناس وبعد ذلك يغط هؤلاء الفنانين في سبات عميق في الأيام المتبقيه من العام يندبون حظهم العاثر بعد ان كانت الأعمال الفنيه الأردنيه تغزو معظم تلفزيونات العالم العربي .
انظروا معي كيف اصبحت ثقافة الأنتماء للوطن لدينا .... الأنتماء اصبح عباره عن وضع العلم على تابلوه السياره والأستماع الى الكثير من الأغاني المحليه والحرص على رفع الصوت حتى يسمعك المجاورين ويعرفو انك منتمي .... اما عندما يتعلق الموضوع بدفع فاتورة كهرباء او ماء او ضريبه معينه او على الأقل مخالفة سير عندها تكون الطامة الكبرى ويصبح الوزير ومدير الأمن ورئيس الوزراء في مرمى الهدف لهؤلاء المنتمين ..؟؟ .
مراره كبيره شعرت بها حيث لاحظت كيف تم تحويل شخصية العقيد ابو شهاب الذي كان يمثل العز والشرف والقوه والسلطان وجميع مقومات مواطننا الحر الشريف الذي يبذل الغالي والرخيص في سبيل ابناء حارته .... كيف تم تحويل هذه الشخصيه الى سائق التاكسي ابو جانتي ( مع احترامي لهذه المهنة ) الذي يجوب حارات الشام بحثا عن لقمة العيش و يغني في شوارعها مثل ( الهبيله ) وكل الخوف ان يتم تحويل رموز هذه الأمه الى ابو جانتيات وحينها لاينفع الندم .
وليد المزرعاوي
wmezrawi@hotmail.com