يتم رفع سعر المشتقات النفطية مجددا وهناك معلومات تتسرب عن احتمال رفع سعر الكهرباء والماء هذا العام بعد ان امر الملك العام الماضي بعدم رفعها انذاك الا ان العام الجديد له ظروفه ومن بينها ارتفاع اسعار المشتقات النفطية.
ليست معلومة مؤكدة ونهائية ان الحكومة قد تقوم برفع سعر الكهرباء غير ان هناك تسريبات تتحدث عن قرارات اقتصادية صعبة ستقوم بها الحكومة خلال الفترة المقبلة ورئيس الحكومة ذاته يحدثك في مقابلته قبل ايام عن عمليات جراحية متحملة لانقاذ الجسد من وضعه ومايقال اليوم ان الحكومة ستعيد دراسة اوجه الانفاق الحكومي وقد تلجأ الى وصفة تخفيف الدعم الذي تسمع عنه في احاديث المسؤولين بما في ذلك دعم فاتورة الكهرباء والماء هذا على الرغم من عدم تصديق الناس لوجود دعم اساسا لهذه الفواتير.
وضع الناس سيىء للغاية من الناحية الاقتصادية والمؤشرات تقول لك اننا امام شهور صعبة جدا على صعيد القطاعين العام والخاص ومايمكن توقعه ازاء رفع سعر المشتقات النفطية الاخيرة هو رد الفعل القائم على عدم الرضى لان جيب المواطن المثقوبة لم تعد قادرة على اللحوق وراء التطلبات والطلبات العائلية والحكومية وفي حال تم رفع سعر الكهرباء فان العبء سيزداد على الناس حتى لو قلنا للناس ان هناك فئات وشرائح متعددة وتسعيرات متعددة ، والامر ينطبق على فواتير الماء الذي يتم ضخه عبر مضخات تعتمد على الكهرباء والوقود.
لايستطيع اي احد ان يبرر للحكومة رفع سعر الكهرباء او الماء لان الاسعار في الاردن باتت مرتفعة جدا مقارنة بما يحصل عليه المواطن وفي دول اخرى يدفع الانسان مبالغ مرتفعة لكنه يحصل على حزمة مكتسبات اقتصادية واجتماعية وصحية وتعليمية عندنا الامر مختلف وفقط رفع تلو رفع وتراجع في مستوى الخدمات التي يحصل عليها المواطن بحيث لم يتبق هناك اي قطاع آمن للناس اذ حتى قطاعا التعليم والصحة تم تحريرهما وتعاني هذه القطاعات من مشاكل كبيرة يلمسها المواطنون.
رئيس وزراء سابق قال ذات مرة ان المعادلة في الاردن كانت ان تحصل الحكومة على القليل من اموال الناس وتمنحهم الكثير ثم اصبحت الحصول على الكثير من اموال الناس ومنحهم القليل معتقدا ان المعادلة تسير نحو الحصول على كل شيء من الناس ومنحهم ماهو ممكن فقط بحيث يتم الفصل تماما بين طرفي المعادلة اي الاخذ والعطاء والحكومة والمواطن سيصير الوضع هكذا بعد قليل....لايمكن منحك كمواطن اي خدمة او سلعة دون ان تدفع ثمنها بشكل واضح ومباشر وهذا يعني رفع الدعم المتبقي عن كل القطاعات وتحرير كل القطاعات حتى شبكات الامن الاجتماعي سوف تتقلص وتتراجع معاييرها.
رفع اسعار الكهرباء والماء امر خطير يجب عدم اللجوء اليه بذريعة خسائر هذه الجهة او تلك واي عمليات جراحية يرغب الرئيس باجرائها فعليه ان يعرف ان "البنج" لم يعد مؤثرا هذه الايام في الجسد المريض وان التوجه نحو تراجعات في بعض انواع الدعم سيكون له نتائج سلبية جدا على حياة الناس ، هذا اذا صدقنا قصة وجود دعم من اساسه.
....."غطيني يا صفية"،،
mtair@addustour.com.jo