قبل أيام قررت العودة الى الفضائية الأردنية لمتابعة برامجها،لعلي أجد ما يسر البال والخاطر،وما ان تسمرت إمام الشاشة حتى اطل برنامج الكاميرا الخفية معلنا عن بدايته،قالت لي نفسي أبقى هنا لتضحك قليلا،قد يكون البرنامج يستحق المتابعة،رضخت الى أماني نفسي فاغتلت أفكاري التي تحيط بي وتسيطر على كياني في سبيل – من اجل عيونه - لحظة مرح وفرح قد يجلبها البرنامج.
لكن(...) حظي العاثر وقف لي بالمرصاد متربصاً،فما ان بدأت الحلقة حتى أصابني مغص نظري من المعدين والمقدمين،من الفكرة،ومن الهدف والمضمون ،من المكان والزمان،ومن الأسلوب الذي يتم التعامل به مع المواطنين،هنا أيقنت بما لا يدع مجالا للشك او الريبة ان القائمين على البرنامج لا يعلمون من أمره شيئا،بل أمنت أنهم اخذين الامر وفق وصفة\"المقاولة\".
...............................................
لا اعلم من أين أتى تلفزيوننا الوطني الذي نحب ونعشق بهؤلاء ليقدموا هكذا برنامج،مع ان البرامج على شاكلة الكاميرا الخفية تحتاج الى دراسة وتحليل من قبل أصحاب الاختصاص،قبل الشروع في تصويرها،مراعاة لشعور المواطن وعاداته وتقاليده ومدى تقبله لمثل هذه الأمور برحابة صدر.
لنأخذ مثال\"بايخ\"حملته احدى مسخرات ما يسمى الكاميرا الخفية،المشهد يضم ثلاث أشخاص رجلان وفتاة،يمثل الأول دور رجل دوريات،والثاني مساعد له،أما الفتاة فدورها سخيف جدا يتمحور حول الإيقاع\"بالفريسة\" المواطن.
تبدأ الحلقة عندما حيث يقوم احد الرجلين بإيقاف سيارة،ليقوم بسؤال صاحب السيارة سؤلاً بايخا لا يحمل أي دعوة للفرح او للابتسام او للضحك،بهدف استثارة أعصابة،تأتي الفتاة بأسلوب تعتقد انه دلع يعتمد على النط هنا وهناك للفت الانظار اليها لتقول أنها تعرضت الى ذات المشكل وقد تمت مخالفتها!!!يصاب المواطن بشيء من الضغط النفسي والكبت يصل حد الانفجار.
...............................................
هنا تكمن الحبكة والسر والمفاجئة،يأتي\"طافي!!!!(اسم خيالي اطلقة على من يقوم بأي دور في برامج الكاميرا الخفية)\"ويقول للمواطن هه هه هه معك الكاميرا الخفية...قوللهااااااااااااااااااااااا باي(....)يضحك المواطن بشي من القرف والاشمئزاز،أما المشاهد فلا يسعه إلا ان يقول ببساطة بايخهههههههههههههههههههه،ويجمع أمره على الانتقال لمشاهده قناة اخرى.
هنا يكمن الخلل،تسألني نفسي يا ترى الذي شاهدته قبل قليل هل يندرج في إطار ما يسمى برنامج الكاميرا الخفية،ام تراه برنامج بعنوان الكاميرا القاتلة او تراه برنامج بعنوان كرت إرهاب.
...............................................
أقول في قراره نفسي،ماذا لو كان احد هؤلاء العينات\"المواطنين\" الذين تحولوا على يد المعدين لـ \"فئران تجارب\" يصار الى إقحامها إقحاماً في المشهد، ماذا لو كان احدهم مصابا بالسكري،او بالضغط،او بأي مرض أخر(...)ما هي النتيجة المرتجاة،ألا هذا يدلل وبالبنط العريض على عدم اكتراث ومسؤولية ومعرفة أصحاب البرنامج بأذواق الناس وأحوال الناس وظروف الناس.
بالله عليكم يا أخوان هل رأيتم أسخف من هذا الإعداد وهذا السيناريو وهذا التقديم،بالله عليكم هل الفقرات المقدمة في البرنامج تدعو الى الابتسام والضحك.
كنت أتمنى ان يتم الاستعانة بأمثال حسن السبايلة او حسين طبيشات او غيرهم من الممثلين الأردنيين المبدعين،لكن ماذا نقول ان تحول \"الخروف\" الى \"راعي\"وبات الراعي خاروفاً.
...............................................
نتمنى ان يعاد النظر في البرنامج الذي يستحق إعطاءه جائزة ثقاله الدم وقلة الذوق وعد التقدير والاحترام،كما نتمنى على تلفزيوننا الأردني ان يعيد النظر في سياسته الفكاهيه والعدم الرضوخ لسياسة الامر الواقع... كما نتمنى ان تحمل لنا السنوات القادمة شيئا مميزا للغاية يلخص مدى مقدرة كوادرنا الإعلامية والبرامجية في مؤسستنا الوطنية على ابتداع برامج تحاكي الواقع الحقيقي لمجتمعنا الأردني... الله يرحمنا برحمته ... وسلام على أردننا الهاشمي ورحمة من الله وبركه.
خالد عياصرة
KHALEDAYASRH.2000@YAHOO.COM