زاد الاردن الاخباري -
لم يقبل خليل المحاسنة أي تعويض عن ولده ابن الثمانية اعوام والذي فقده يوم الخميس الماضي، دهسا تحت عجلات سيارة في منطقة الزريقات بالطفيلة، اذ سامح السائق المتسبب بالدهس وتنازل عن تعويضات التأمين، كما اقدم على التبرع بكليتي ابنه وقرنيتيه لمن يحتاجهما.
ويقول المحاسنة بقلب ملؤه الإيمان بقضاء الله وقدره ورزانة الرجل الصبور، وبكرم الإنسان المعطاء الذي جاد بأعضاء أغلى" الغوالي " وهو فلذة كبده، إنه تبرع بأعضاء ولده محمد لتكون أجرا وثوابا عنه، وليكون ذلك درسا للناس حتى يستفيدوا من أعضاء المتوفين في تغيير ونقل أحوال الكثيرين من المرضى من حالة إلى حالة، تعيد لهم الأمل والحياة والبسمة من جديد، بعدما أغلقت في وجوههم نوافذ الظلمة والوحشة والألم.
ويشير إلى أنه بتبرعه بأعضاء أبنه الذي رقد على سرير الشفاء قبل وفاته عدة أيام وكان في حالة موت دماغي إلى أنه فكر في كيفية أن يرى ابنه محمد كل يوم ويحس بأن الحياة تتدفق من جديد من خلال التبرع بأعضائه لآخرين شارفوا على الهلاك نتيجة فشل كلوي أو غمت عليهم الظلمة نتيجة عطب القرنيتين ، فكان القرار الصحيح وفق ما يقول بأن بادر وتبرع فورا بكل الأعضاء التي يمكن نقلها لآخرين.
ويضيف أنه وعلى وجه السرعة تم استئصال تلك الأعضاء لتزرع في أجساد أربعة من المحتاجين والذين طال بهم الانتظار.
ويضيف أنه وبعد نجاح عمليات الأشخاص الأربعة الذين تم التبرع لهم بأعضاء ابنه محمد فقد بات يرى محمد مكررا أربع مرات، معتبرا أن ذلك عوض لا مثيل له من عند الله.
واكد المحاسنة أنه بات يحس بعظم هذا الفعل بعدما نجحت كافة عمليات الزرع الأربع.
ولفت إلى أنه لو تبرع ذوو المتوفين بأعضاء موتاهم الى محتاجين لمدة ستة أشهر لما بقي مريض محتاجا لأي عضو في الأردن، داعيا المواطنين لأن يتصرفوا مثلما تصرف هو حيال التبرع باعضاء أبنه.
ويشير أبو محمد إلى أنه يحتفظ بأرقام هواتف الذين استفادوا من التبرع، ليبقى على تواصل مستمر معهم، ويشعر بأن محمد ما يزال حيا ليس من خلال شخص واحد فقط بل من خلال أربعة أشخاص.
الغد