تحت رعاية أميركية ، وبمشاركة ممثل اللجنة الرباعية طوني بلير ، وبحضور مصري أردني رفيع المستوى ، تم في واشنطن يوم 2/9/2010 ، الإفتتاح الرسمي للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة من الطرفين برئاسة الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء نتنياهو ، على أن تبدأ المفاوضات بعد أسبوعين في شرم الشيخ المصرية بين الوفدين والرئاستين .
المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية لن تكون مقطوعة الصلة وحصيلة ما سبقها في أوسلو 1993 وكامب ديفيد عام 2000 وطابا 2001 ، وأخيراً مفاوضات أنابوليس في تشرين ثاني 2007 وهي الأهم التي توقفت في كانون أول 2008 ، وها هي تتجدد مرة أخرى في واشنطن في عهد الرئيس أوباما وإدارته ، معتمداً على وثيقة أودعها له الرئيس بوش قبل رحيله .
مفاوضات أنابوليس قطعا شوطاً مهماً ومفيداً بين الجانبين ولذلك ستكون نقطة الإرتكاز رغم محاولات نتنياهو التنصل من نتائجها ، رافضاً بدء التفاوض من النقطة التي وصلت إليها .
في 30/ تموز 2008 ، عقد لقاء أمريكي – فلسطيني – إسرائيلي في وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن برئاسة وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس ، وبحضور وفدين إسرائيلي وفلسطيني وتم الاتفاق على ما يلي :-
أ- قاعدة المفاوضات هي خارطة الرابع من حزيران عام 1967 وبما يشمل القدس الشرقية ، والبحر الميت وغور الأردن ، والمناطق الحرام (No man\"s Land) وقطاع غزة .
ب - مبدأ تبادل الأرض بشكل متفق عليه وبما يشمل ربط جغرافي بين الضفة الفلسطينية وقطاع غزة.
ج- مساحة المناطق الحرام عشية الرابع من حزيران عام 1967 ، 46كم2 ، تم الاتفاق على اقتسامها مناصفة بين الدولتين .
د- هدف عملية السلام تحقيق مبدأ الدولتين استناداً لهذا التفاهم.
وجاءت الوزيرة رايس إلى رام الله وأكدت هذا الاتفاق للرئيس محمود عباس يوم 15/8/2008 ،
وعلى ضوء هذا الاتفاق كُثفت اللقاءات الفلسطينية – الإسرائيلية على كافة المستويات ومن ضمن ذلك تشكيل 12 لجنة لكافة قضايا المفاوضات عقدت ( 288 لقاءاً) ، إلا أن المفاوضات الجدية جرت بين الرئيس أبو مازن ورئيس الوزراء أيهود أولمرت ووصلت إلى ما يلي :-
أولا ً الحدود : الرابع من حزيران 1967 ، طرح الجانب الفلسطيني ، تبادل ما نسبته 1.9% بالقيمة والمثل ، وذلك بعد تثبيت حدود دولة فلسطين على خطوط الرابع من حزيران 1967.
بينما طرح الجانب الإسرائيلي ضم 6.5% من مساحة الضفة الفلسطينية ، وإعطاء ما نسبة 5.8% من أراضي عام 1948، وتكون النسبة الباقية 0.07% بدل الممر الجغرافي الرابط بين الضفة الفلسطينية وقطاع غزة.
ثانياً :- القـــدس و طرح الجانب الإسرائيلي أن الأحياء العربية في القدس الشرقية تكون جزءاً من فلسطين ( بيت حنينا، شعفاط، العيسوية ، الطور ، سلوان ، رأس العامود، الصوانة والثوري وباقي الأحياء العربية) ، في حين تكون جميع المستوطنات الإسرائيلية التي أقيمت في القدس الشرقية جزءاً من إسرائيل.
أما فيما يتعلق بالبلدة القديمة ، طرح الطرف الإسرائيلي مفهوماً لما يسمى الحوض المقدس، مع ترتيبات خاصة ، تُرفع فيها السيادة عن الطرفين.
أما الجانب الفلسطيني فتمسك أن القدس الشرقية ، مثلها مثل باقي الأراضي الفلسطينية في الضفة وغزة ، تُعتبر منطقة محتلة وينطبق عليها مبدأ عدم جواز احتلال أراضي الغير بالقوة، وسوف تكون عاصمة لدولة فلسطين التي سوف تحترم الديانات وتؤسس على ركائز حرية العبادة للجميع.
ثالثاً اللاجئون و طرح الجانب الإسرائيلي : -
-عودة 1000 لاجئ فلسطيني إلى إسرائيل سنوياً ولمدة خمس سنوات ، وتكون عودتهم لأسباب إنسانية .
-العودة لدولة فلسطين شأن داخلي فلسطيني .
-ينشأ صندوق دولي للتعويضات وتكون إسرائيل عضواً فيه.
-رفضت إسرائيل تحمل أي مسؤولية عن مأساة اللاجئين الفلسطينيين .
-تتحمل إسرائيل مسؤولية خاصة في تعويض اللاجئين .
-يتم بحث إيجاد حلول لممتلكات اللاجئين.
بينما كان الطرح الفلسطيني كما يلي :-
-حق العودة كفله القانون الدولي وقرار الجمعية العامة رقم \"194\".
-اللاجئ له الحق في الاختيار ، 1- العودة إلى إسرائيل ، 2 - العودة إلى الدولة الفلسطينية وهذا يخضع للقانون الفلسطيني فقط ، أو 3- البقاء مكانه أو 4- الذهاب إلى مكان أخر.
- ينشأ صندوق دولي للتعويضات ، بحيث يتم تعويض كافة اللاجئين مهما كان خيارهم، فالحق هو العودة والتعويض وليس العودة أو التعويض.
-تعويض الدول المضيفة.
رابعاً الميــاه و طرح الجانب الإسرائيلي :-
-تأسيس تعاون إقليمي لحل مشكلة المياه.
-إقامة محطات تحليه للمياه في إسرائيل وتزويد دولة فلسطين بما تحتاجه من مياه .
-احتفاظ إسرائيل بسيطرتها على أحواض المياه.
الجانب الفلسطيني طرح : -
-حل قضية المياه وفقاً للقانون الدولي .
-أحواض المياه الفلسطينية تكون ضمن سيادة دولة فلسطينية.
-حقوق فلسطين المائية في نهر الأردن.
-البحر الميت ، فلسطين دولة مشاطئة لها 37 كم طول و المساحة الإجمالية 220 كم2 .
ولفلسطين 12 ميل إقليمي لقطاع غزة على البحر المتوسط.
-التعويض عن سرقة إسرائيل للمياه منذ عام 1967.
-التعاون لحل مشكلة المياه إقليمياً.
خامساً الأمن و طرح الجانب الإسرائيلي :
-دولة فلسطينية منزوعة السلاح.
-وجود إسرائيلي في عدة مواقع في دولة فلسطين.
-يكون لإسرائيل السيطرة على المجال الجوي لفلسطين .
طرح الجانب الفلسطيني :
-تحريم أي وجود إسرائيلي على أراضي الدولة الفلسطينية.
-تكون حدود فلسطين ومعابرها وأجوائها ومياهها الإقليمية تحت سيادتها الكاملة.
-الموافقة على وجود طرف ثالث لفترة زمنية محددة.
-يكون لدى فلسطين وبالتعاون مع الطرف الثالث الحق في امتلاك الأسلحة المطلوبة للنهوض بمسؤولياتها كاملة.
سادساً الأسرى :
طرح الجانب الفلسطيني أن تقوم إسرائيل بالإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين عند توقيع الاتفاق النهائي.
وفي تاريخ 18/12/2008 ، وقبل شهر من انتهاء ولاية الرئيس بوش توجه الرئيس محمود عباس إلى واشنطن والتقى الرئيس الأمريكي جورج بوش ، حيث قدم له منظومة احتوت على ملخص لأين وصلت المفاوضات بين الجانبين حول كافة القضايا . وعندما أطلع الرئيس بوش عليها قال \" أريد وفداً إسرائيلياً وفلسطينياً في الثالث من شهر يناير 2009 لمراجعة هذه المنظومة والخرائط ووضع الأحرف الأولى عليها ، وذلك لنقلها إلى الإدارة الأمريكية الجديدة مع توصية ببدء المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها في ديسمبر 2008\". وأضاف قائلاً للرئيس أبو مازن : \" لقد قمت بكل ما عليك ، لا يستطيع أحد أن يوجه لكم اللوم، أنا قمت بما علي وأنت قمت بما عليك ، لكن الجانب الإسرائيلي سقط في دوامة مشاكله الداخلية ، وتهرب من الاتفاق\".
رد الرئيس أبو مازن : سأرسل د. صائب عريقات ومعه فريق فني لمراجعة منظومة المواقف والخرائط يوم الثالث من يناير 2009 ، وسيكون ذلك بمثابة الوديعة عندكم.
بدلاً من الذهاب إلى واشنطن قرر أولمرت شن الحرب الإجرامية على قطاع غزة .
وقد أعلمت إدارة بوش أنهم تركوا رسالة مكونة من (11) صفحة لإدارة الرئيس أوباما تتضمن تفاهم رايس في 30/7/2008، وملخص لأين وصلت المفاوضات بين الجانبين .
* ملاحظة : المصدر تقارير قدمها د . صائب عريقات لكل من اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي الفلسطيني .
h.faraneh@yahoo.com