كل هذه الإجراءات الاقتصادية الشنعاء, وكل هذه الضرائب التي قطعت الحكومة فيها الأنفاس, وأنزل المواطن فيها اللباس, وبات يضرب أخماس بأسداس, نفاجأ بأنها من أجل الأجيال المقبلة..؟ نعم أيها الشعب الأردني عليك أن تتحمل المزيد من الضرائب, وتجوع وتموت قهرا, من أجل أبناء أبناء أبنائكم, ففيهم تفكر الحكومة, وعليهم تخشى, ولمستقبلهم تعمل ...سبحانك ربي؟!
هذا ما جاءت وجهرت به الحكومة الفريدة من خلال اللقاء الذي تم مع رؤوساء تحرير الصحف اليومية لتطل علينا بعنوان:\" الإجراءات الاقتصادية تهدف لحماية الأجيال المقبلة...\" عنوان مضحك مبكي فيه كل الاستخفاف بالعقول أو ما تبقى منها.
الأجيال القادمة لا تحميها الضرائب التي تتفنن في سنها الحكومة, الأجيال القادمة تحميها المشاريع الإستراتيجية الكبرى كمشروع حكومة الأنباط الذي تعتاش وتتغذى منه حكوماتنا الحالية, مشروع البتراء الذي بنته سواعد الأجداد ليخلفوا مشروعا عملاقا وأعجوبة من عجائب الدنيا السبع, ما زال إلى يومنا هذا يوفر فرص العمل , ويعد من أهم مصادر الدخل لخزينة الدولة الأردنية, نعم هذه المشاريع التي تؤمن حياة الأجيال المقبلة, بل تفخر وتباهي بها, وليست الضرائب والرسوم التي استنزفت جيوب المواطنين وأثقلت كثيرا كاهلهم, حيث بات المواطن يعمل فقط من أجل أن يدفع الضرائب ( ويصرف على الحكومة), الأجيال القادمة لا يحميها بيع ممتلكات الدولة ومشاريعها الكبرى الناجحة كالفوسفات مثلا والتي هي ملك لهذا الجيل والأجيال القادمة, نعم, الأجيال المقبلة تحميها المحافظة على ممتلكات الدولة وحمايتها من المتربصين الطامعين..؟!
ما ذنب المواطن الأردني في المديونية التي تزيد عاما بعد عام؟ ما ذنبنا في أن نتحمل الأخطاء الكبرى التي أوقعتنا فيها الحكومات المتعاقبة؟ ما ذنبنا في أن ندفع ثمن ما تم سرقته من خزينة الدولة والحرامية ما زالوا بين ظهرانينا يتمتعون بأموال الشعب التي نهبوها...؟ لماذا نتحمل نحن الفقراء عجز الميزانية الذي لا ذنب لنا فيها؟ في حين ينعم الأثرياء بأموال الدولة والمعفاة أيضا من الضرائب. ( على فكرة شو أخبار اختلاس وزارة الزراعة الذي لم نعد نسمع عنه شيئا)
يا حكومة الأجيال المقبلة: قد بتنا غرباء في أوطاننا, لم نعد نمتلك من حقوق المواطنة إلا الرقم الوطني, نحن لسنا شعبا... نحن دافعو ضرائب, نحن سبب سعادتكم بما تسلبوه منا تحت مسميات ضريبية شتى, وأنتم سبب تعاستنا وفقرنا وبؤسنا.
وإلى الضيف القادم أقول: ارحل أيها العيد فلا مكان لك عندنا, ارحل ناشدتك الله فلا تثقل علينا, ارحل يا عيد فلم تعد بسمة أطفالنا, ولا زيارة أرحامنا, ارحل فقد بتّ عبئا وحزنا وقهرا على نفوسنا وجيوبنا, ارحل فقد أقسم الكثيرون( حزنا ) على مقاطعتك... فعذرا أيها العيد, وعذرا أبنائي فلم تترك لي الحكومة خيارا آخرا سوى النوم صباح العيد معكم ومع أحزاني, فلا ملابس جديدة ولا حلوى ولا حتى مرجوحة. ودامت الأحزان في ظل حكومة الضرائب والأجيال...؟!
rawwad2010@yahoo.com