زاد الاردن الاخباري -
سهير بشناق - يبدو مربكا السؤال حول معاني الأمومة .. أمام واقع تعيشه كثير من النساء وهو عدم القدرة على الانجاب.
فهل الام هي التي حملت طفلها طيلة تسعة شهور أم هي التي تتولى المشقة والتربية والتنشئة السليمة لطفل لم تلده، فيملأ الحياة بهجة، ويقدم عطاء لمجتمعه يعجز عنه من هم في أكناف امهات حقيقيات وآباء حقيقيين؟
الامومة كما الأبوة تتحول من البعد البيولوجي البحت بما يعنيه من الارتباط بالحمل والولادة الى التربية والاعتناء بطفل في فترات طفولته وشبابه .
هي قصص لنساء عملن على احتضان اطفال - مجهولي النسب - من وزارة التنمية الاجتماعية بصفتها مسؤولة عن استقبال والاهتمام بهذه الفئة من الاطفال - وتحولت الامومة عندهن الى رعاية هؤلاء الاطفال وتربيتهم ليستبدلوا الامومة الطبيعية بالامومة الرعائية والتي بنظرهن هي الاهم .
روان - سيدة - لم تحظ بتجربة الحمل والولادة لان مشيئة الله سبحانه وتعالى كانت الا تنجب لكنها بعد معاناة طويلة مع الاطباء وعمليات اطفال الانابييب التي لم تنجح اختارت ان تحتضن طفلة - غير
معروفة الوالدين - وتصبح ابنتها بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني .
تقول روان عن تجربتها : لا يمكن ان اصف بكلمات الحزن الذي كان يخيم على بيتي بسبب عدم وجود اطفال فالحياة ليس لها معنى وبالرغم من محاولاتي المستمرة للأنجاب الا انها جمعيها باءت بالفشل .
واضافت : رغبتي بالامومة كانت حية في حياتي كل لحظة ولم اتصور ان ارحل عن هذا العالم دون ان اخوض تجربة الامومة ، لهذا كله كان قراري انا وزوجي باللجوء الى وزارة التنمية الاجتماعية لاحتضان طفل يعوضنا عن ما لم نحظ به .
وكانت لحظة الخيار هي الاصعب كما تقول روان : لم اصدق انني امام مجموعة من الاطفال الابرياء - حديثي الولادة - الذين ينامون باسرتهم دون اباء وامهات فكانت لحظة الاختيار صعبة لكن بعد ان اخترت طفلتي ادركت ان الحقيقية هي ان الطفل هو الذي يفرض نفسه على الراغبين بالاحتضان فهو الذي يختار وليس نحن .
وتشرح : طفلتي هي التي اختارتنا وقد لا يصدق احد ما حدث فهي بنظراتها الطفولية وابتسامتها لنا كانت تود ان تقول : انا طفلتكم فلا تتركوني ... وبالفعل جاء القرار فكانت هي الفرحة التي لا تعوض بثمن .
وعن اختيار الام الجديدة - روان - لطفلة لا طفل قالت : كنت دائما احلم ان تكون عندي طفلة لم يكن هاجسي طفل ذكر الا ان رغبتي بالامومة هي كانت الاساس في حياتي وكان قرارنا انا وزوجي ان نختار طفلة او كما - ذكرت - هي التي اختارتنا .
المحطة الجميلة في قصة روان وزوجها انهما اقاما حفلة كبيرة لطفلتهما عندما قاما باحتضانها شاركت بها وزيرة التنمية الاجتماعية هالة لطوف بسيسو كنوع من التشجيع لهذين الزوجين اللذين اختارا قرار الاحتضان الذي لا يزال غير حاضر في حياة الكثيرين من الازواج غير القادرين على الانجاب بالرغم من شعورهم بالتعاسة والحزن لعدم وجود اطفال في حياتهم وخاصة النساء منهن فهن بطبيعة تكوينهن يعتبرن الامومة محطة هامة في الحياة ان لم تمر المراة بها بتفاصيلها وفرحها ومتاعبها لا تشعر بوجودها وكيانها ولا تلبي فطرتها كأنثى . طفلة روان التي تبلغ من العمر الان عاما واحد ا،ادخلت الفرح على حياة والديها وبدلت حياة كان الحزن سيدها الى حياة عنوانها الامل والفرح ...
وقد حرصت روان على ان تقوم شقيقة زوجها بارضاع الطفلة عند احتضانها وكان عمرها انذاك لا يتجاوز الاسبوع وقد تمكنت من ذلك لتصبح الطفلة في المستقبل - محرمة - شرعا على والدها بالاحتضان .
محطة روان وتجربتها تستحق الاشادة ،فقد كان قرارها جريئا وفي حديثها عنها تقول : من خلالها استطعت ان أسمع الكلمة الاغلى في حياة كل امراة وهي ( ماما ) - وتنصح روان كل زوجين غير قادرين على الانجاب التوقف عن الاستمرار بالحزن وتجرع الاسى كل يوم لعدم وجود اطفال والقيام بزيارة واحدة لهؤلاء الاطفال التابعين لوزارة التنمية الاجتماعية ليدركوا معنى الحياة من جديد .
«فرؤية هؤلاء الابرياء دون امهات واباء كافية بان تغير قرار كل زوج وكل زوجة لأن يقدما على احتضان طفل او طفلة «كما تقول روان مؤكدة رغبتها المستقبلية باحتضان طفلة اخرى لتزيد من كم الفرح الذي تعيشه وتمنح بذات الوقت حياة جديدة لطفلة كان ذنبها الوحيد في الحياة انها حرمت من حنان وعطف أم واب حقيقيين انجباها وتركاها دون ان يدركا حجم الخطيئة ولكن روان وزوجها وأمثالهما يثبتون انه لا يزال للفرح مكان .