يتملك الفرد منا كثيرا التفكير العميق في مدى التدني الاخلاقي وبرود التعاطي المفترض مع القضية المركزية فلسطين ، ويحاول فهم الضعف والهوان الذي وصلت فيه الجماهير والحكومات العربية وتركها للضحية ونخبه وسلطته للتعاطي مع عدو يملك الحقد والعتاد والدعم ،عندها يصطدم الفرد منا بأكثر من مصيبة تدفعه للتفكير في اكثر من قضية .
هذا التشويش والاضعاف والتشتيت المتعمد للهمة العربية والنخوة النخبوية لاخذ مفاتيح الحل المفروض حكما بالجهاد يرجع الى اكثر من عامل محبط ، ، أولها عجزنا المادي والعقائدي المتراكم والناتج عن اختراقات واستهتار وتعاون غير بريء من بعض اجزاء اللحمة العربية بالاضافة الى قوى الاستعمار الاولى ، مما لم يساهم في تطويع وتجهيز المقدرات البشرية والمادية لفك الاشتباك الحضاري والانساني مع عدونا وبالتالي اسقاطه وتحرير الارض العربية من النهر للبحر ، مع عدم انكارنا للقوة العسكرية التي يتمتع بها عدونا والتي قد لا تشكل شيئا له قيمته التحريرية بعد عشرين عاما ان تم العمل على منافستها بالشكل العلمي الصحيح مع امتلاكنا لكل الاسباب التي تدفعنا لنكون خلاقين وعلميين ومنطقيين في معرفة موقفنا .
فالتشتيت الفكري والمادي والتعبوي المفروض على نخب الوطن العربي نجده بجردة بسيطة انه بالاضافة الى الحرب الماكرة والمستنزفة من عدونا الصهيوني فهناك تشتيت ناتج عن الصراعات الاقليمية الدائرة في الشرق الاوسط حيث ان اغلبية هذه الصراعات ناتجة عن شحنات ( الثورة ) الفاسدة والمصدرة من طهران والتي ما زالت تتوالى التخزين والتفريغ على اراضيه ، ففي اليمن ظهر الحوثيين بعد تكديس البضائع المستوردة من المصدر الرئيسي لهذه ( الثورة ) ، حيث برزت قوة مدربة ومؤدلجة ومسلحة باعلى درجات الاستعداد وتقوم بتأجيج الصراع بوتيرة متذبذبة حسب التعليمات الصادرة من طهران .
وفي العراق أسقط وكلاء هذا المصنع من ابناء البلد دولة بكاملها وتعاونوا مع الشيطان لاجل انجاح الصفقة ، وحديثا في البحرين ظهرت جليا مفرزات هذه البضاعة الفاسدة بعد ان كشفت السلطات الامنية عن مؤامرة كانت تستهدف الاطاحة بالحكم ، وفي جزر القمر الدولة العربية التي نسيناها على عجل تم تغيير المنهج العقائدي الكامل لنسبة كبيرة من المواطنين هناك وحتى رأس الدولة وبدأت تجهز نفسها كوكيل للصانع .
وفي اليه العمل في نقل هذه ( الثورة ) نجد في لبنان أحد اكبر وكلاء هذا المصدر وهو نقطة تدريب وتجهيز وتمويل ودعم لوجستي لهذه البضاعة .وكذلك هناك دولة عربية اخرى تم تجهيزها كمحطة ترانزيت لوكلاء وتجار ومتعاطي هذه ( الثورة ) ، وبينما باقي الدول العربية وخصوصا الخليج العربي في ترقب واستشعار للخطر القادم حيث تتجهز خلايا نائمة فيها ومن ابناءها المغررين للانقضاض على مراكز البلاد الحيوية والهيئات الحكومية املا في الخراب والوصول الى سدة الحكم .
واللافت للأمر ان هذه الثورة المصدرة لم تصل منها شرارة واحدة للامبريالية او الصهيونية بل بدأت الثورة الاسلامية في ايران ملفها السياسي بفضيحة ايران غيت حيث استوردت السلاح الاسرائيلي لضرب العراق في الخميني ، وقامت بالتعاون المطلق مع امريكا في هدم العراق وافغانستان .
كما قامت طهران ووكلائه في الوطن العربي بمصادرة الفكر المقاومي بوضع اسس ونظريات مدعومة ببعض التمثيليات جعلت من الفكر المقاومي أحجية ، وقامت بوضع أحقية التعاطي مع المقاومة من خلال هذه المنظومة فقط ، لتقوم بالتالي بجلب جزء من مشاريع حركات التحرر والتمرد الى الحظيرة الايرانية وبحيث أصحبت كثير من هذه الحركات تعمل وفق خريطة الطريق الموضوعة في مطابخ طهران .
وكذلك ورغم التنافر العقائدي بين مخرجات هذه الثورة وتنظيم القاعدة وبالرغم من الدور الايراني في اسقاط افغانستان الا اننا نجد أن هناك تنسيق غير قصدي ربما او تم تيسيره بطريقة الايحاء او الاختراق حيث ادى ذلك التنسيق الى تزامن علميات التخريب والتشويش من قبل القاعدة والحركات المحركة بالريموت كنترول الايراني ، كما يحدث الان في اليمن مثلا .
اذا نجحت ايران في عمليات التنغيص وعمليات ( ثأر الحسين ) للتصدير مبدئيا وبدأت المرحلة الثانية في التصدير وعلينا ان نتوقع ونحذر من المزيد من شحنات القرف الثائر لخراب الوطن وتشتيت القوى العربية النخبوية عن وضع الخطوة الاولى على دروب التحرير بالشكل الحق ودون الوصاية العقائدية النابعة من قم حيث تعتبر ان تحرير فلسطين يتم عبر تحرير الخليج العربي وبلاد الشام والمغرب العربي .
جرير خلف