قال صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم في معرض حديثة لرؤساء تحرير الصحف اليومية والمسئولين الإعلاميين ، ( إنّ أولويتنا هي حماية وطننا ومستقبلنا ، ونحن قادرون على ذلك ) .
أجل أيها السادة الكرام ، إنّ كلام الملوك ملوك الكلام ، ولا شك بأنّ العربيّ حرّ بطبعه ، شريف بفطرته ،فكيف إذا كان ذلك العربي ، ملك هاشمي ومن أخلص بيت من بيوت العرب ، ناهيك بقوم نطق القرآن بمدحهم .
مما لا شك فيه أنّ الخطابات – أيّا كانت تلك الخطابات – في جوهرها بنية لغوية ، وعلاقة تشكيلية ، ورؤية مجازية ، وعلاقات تشكيلية ، لا يصح مقاربتها عن سياقها وتقويمها بعيدا عن وسيلتها الأساسية ، بل ينبغي البحث في واقع البنية ، لاكتشاف أسرارها وفهم علاقاتها واستجلاء ما يستكن فيها وما يختلج في ثناياها .
فهل يا يرعاك الله ، هناك أوضح من كلام سيد البلاد ، ولعمري ليست أسلات الألسنة واليراع ، وبطون الكتب والرقاع ، وإن تفجرت البلاغة من خلالها ، وانضوت الحكمة تحت ظلالها ، إلا موسومة بطابع العجز والتقصير عن شرح ما لذلك الكلام من عظمة ، نعم أيها السادة ، إنّ ملوك بني هاشم ، ما ذكروا إلا قُرن الشمم والإباء ، والكرم والوفاء ، والنجدة والحمية ، والحصافة والألمعية ، ومن ذا الذي يجادلهم في مقاتلة الشر ومحاربة الفساد ، وإنهم سائرون بثقة وعزيمة أكيدة ، وإنهم لفائزون بإذن الله ، وبالغون كل مأرب خطير ومطمح كبير، بإذن الواحد الديّان ، لأنهم على الحق ، ومتكلون على الله ، نعم المولى ونعم النصير .
ومما لا شك فيه ، أنّ هذه الكلمة ، مما يصح أن تكون لنا وسيلة لفتح باب تلك المباحث ، لما اشتملت عليه من الحكمة ، وما يستكن فيها من اليقين ، والمعربة عن وصف حقيقة الداء العضال الذي رزء به كثير من ناشئة العصر ، نعم إننا بالغون الضفاف ، وبالغون المأرب ، وبكل تأكيد ، لا بل المؤكد لا يؤكد ، لأنّ الذي قال هو سيد البلاد ، سليل الدوحة القرشية ، ووريث الثورة العربية الكبرى ، ثورة أحرار العرب ، بقيادة مخلص العرب من براثن الظلم والاستبداد ،
ألستم خير من ركب المطايا ----------- وأندى العالمين بطون راح .
مما لاشك فيه ، إن المتأمل في ساحة المشهد الأردني ، منذ تأسيس الإمارة ، يكشف عمق التحديات والمشكلات التي واجهته ، ولكن بحنكة الهاشميين ، ونباهة عقولهم ، وحكمتهم السديدة ، خرج الأردن منها رافعا رأسه ، وحافظ على وحدته الوطنية ، وكيانه العظيم .
نعم أيها الأحرار ، يا عشّاق العرش الهاشمي ، إنّنا حين نملك زمام الحقيقة ، نستطيع أن نعبر عنها بوضوح ، ولقد عبّر سيد البلاد عنها بكل وضوح ، وهل هناك أوضح من قوله : ( إنّ أولويتنا هي حماية وطننا ومستقبلنا ، وإنّا قادرون على ذلك ) .
على قدر أهل العزم تأتي العزائم --------- وتأتي على قدر الكرام المكارم .
وتعظم في عين الصغير صغارها -------- وتصغر في عين العظيم العظائم .
تمر بك الأبطال كلمى هزيمة --------- ووجهك وضاح وثغرك باسم .
َويْهًا حماة الديار ، َويْهًا أيها الشرفاء .
أكابرنا والسابقون إلى العلى ------- ألا تلك أسياد ونحن أشبالها .
حمى الله الأردن وعاش الملك .
الدكتور محمود سليم هياجنه