رغم ان البعض يُمَتـِعون الأخرين بما يقدموه الا انهم يعطون اكثر ما لديهم لإخفاء حزنهم
فليس كل من ابتسم سعيدا، فوراء ابتسامات البعض قصة لا تنتهي من الألم.
تعزف الحياة أحيانا على أوتار مؤلمة عصفت بنا الى ما لم نتوقعه، وتتوقف قيثارة الذكريات عند بعض من سنفونياتها الاكثر حلاوة لنتذكرها بعد انتهاء صلاحيتها، فنراها امامنا ونتذكر ما مررنا به من سعادة، ولكن...لن نقدرعلى تذوقها مرة اخرى والا لـَمـِتنا من سمها، ولو كان الخيار منطقيا اكثر لاخترنا الموت عى ان نتذكر ما يوجعنا ويجعلنا لا نسامح انفسنا على ما فعلناه بحق غيرنا وحق انفسنا.
ان الحياة رغم ما تعنيه للبعض من جمال وحب وبقاء لأجل غير معلوم فهي لا تعني شيئا لمن فقد عزيزا ولا اشترط هنا ان يكون فقط العزيز بمعنى العاشق والحبيب، فمنا من فقد والده،والدته، اخته، اخيه، زوجته، زوجه، صديقه، قريبه، او مجرد اشخاص جمعتنا بهم بعض المواقف وتركوا بصمة مؤثرة في حياتنا.
في بعض الاحيان لا نقدر قيمة ما لدينا الا عندما نفقده، فنحن لا نشعر بما اعطانا اياه الله من نعم الا حين تزول، وهذه طبيعتنا البشرية التي فطرنا عليها وتأقلمنا بصفاتنا المكتسبة ممن حولنا على هذا الشعور اكثر فاكثر، حتى اصبح جزءا متأصلاً فينا لا يكاد يفارقنا الا وقت المِحَنْ، فهذه حقيقة لا يمكننا انكارها.
حافظوا على نعم الله عليكم ورزقه ، فرزق الله لا ينحصر فقط بالاموال والعمل فالأهل رزق من الله غيرنا يتمناه لحظة، السعادة رزق وكم ممن حولنا لا يعرفون طعمها اصلاً، والزوج والزوجة الصالحة رزق، والاولاد رزق وكل ما حولنا رزق لكننا خصخصنا الرزق في محور المال والجاه والسلطة، ونسينا اننا كلنا في هذه الحياة لدينا ارزاق موزعة بالتساوي فيهب الله ما يشاء لمن يشاء حينما يشاء، ويأخذ ممن يشاء ما يشاء في اي وقت شاء، اشكروا الله على نعمه وهباته وحافظو على من تحبونهم فربما تأتي ساعة ياخذ فيها الله ما اعطانا ونندم على ما فرطنا به من وقتنا بدونهم .