صحراء مقحلة
لأول مرة في الحياة سيتقبل الأردنيون عيد الفطر السعيد والمبارك بهموم مضاعفة , فأشتداد الضائقة المالية والاقتصادية والتي استمرت ولم تتراجع بتراجع اسعار النفط العالمي , ولن تسمح للكثيرين من الشعب الأردني بإبداء البهجة والفرحة وهذا ينعكس على أطفالهم كذلك .
وحتى عطلة العيد يومين حيث اليومان الآخران عطلة نهاية الأسبوع ولا أعرف كم ضريبة عطلة عيد الفطر السعيد وحسبتها جيدا 20% حيث ناقص يوم من العطلة .
ولكن الضائقة المالية هل بدأت تعلٌم الاردنييون دروساً في كيفية التكيف مع الظروف الصعبة , طبعاً ( لا ) لأننا بالحقيقة غير قادرين وغير متعودين ولسنا مصدقين , وحتى لو حتمت علينا الظروف القاسية على التكيف مع الوضع القائم لا ولن تنجح خطتهم والسبب ما زال حجم الاسرة أحد اسباب تفاقم مشكلة الفقر وكذلك انفلات الأسعار بات جاريا وخصوصا في الشهر الفضيل ولا حسيب او رقيب واسعار معومة مثل العوامة في الزيت , واخفاء التجار بعض السلع او التقليل من العرض لرفع السعر .
وحتى لو صرف مائة دينار لموظفي الحكومة والأجهزة الأمنية لن تحل اي مشكله سوى المساعدة في التحضير للعيد وتكاليفه اكبر وأكثر بكثير, فتصوروا الوضع ولم تأتي المائة دينار وشعبنا أصبح فنان بإطلاق الإشاعات وأصبحوا يصدقونها , ولا ننسى القوة الشرائية للدينار الأردني اصبحت أقل بكثير من قبل وذلك لإرتباطها بصرف الدولار ويوم أمس انخفض إلى اقل مستوى له منذ 15 عام , ولا أتوقع بأن تصرف الحكومة اي دينار حيث ميزانية الدولة بتراجع وزيادة المديونه سبب رئيسي كذلك وللأسف حتى القطاع الخاص لن يصرف او يهدي الموظفين , لأنهم غير ملزمين .
الشعب الأردني الذي اتسعت الفجوة فيما بينهم وذابت الطبقة الوسطى دون رجعة تذكر, فهل من وسيلة يجدونها لحفظ كرامتهم وأدميتهم وتبعدهم عن جحيم الفقر والحاجة القسوى والمرة في آن واحد , والتي تؤدي في بعض الأحوال الى الإنحرافات وركب صهوة الاستقطابات والإغراءات في اتجاهات كثير , قد تضر بالفقير نفسه وبوطنه وامته واستقرارها .
إن الفقر بوجهه الجديد بظل التضخم والغلاء أصبح يتفاقم يوماً بعد أخر وعدد الفقراء يزداد ازدياد الجراد والأغنياء يزدادون غني ويعيشون حياة البذخ والترف ولن اسألهم من اين لكم وكيف ولماذا ... لا يحق لي ومن أكون أنا لأسأل وحتى الكتابة تزعجهم ... ؟
المهم في المقال\" عيد وأطفال وهدايا وفرح وكلهم بنفس التركيبة في جميع الدول وبنفس الإحساس وحتى اللون واللغة لا تفرق فالطفل طفلا اينما كان , وهل يستحق الطفل الأردني ان تكون هناك طفولة العيد ويستمتع بعيده , فلماذا هناك طفولة تداس وطفولة مقدسه , ولماذا تمطر سماوات اطفال العراق وفلسطين نارا وتمطر سماوات الأردن فقرا وحرماناً لأطفالنا وطبعاً ليس جميع الطبقات وفقط الطبقة التي لا تتعدى 95% من الشعب ً.
اذن في العيد الأضحى السعيد من يعيد الفرحة لأطفالنا والعيد للأطفال ومن حقهم أن يفرحوا ويمرحوا ويلبسوا احلى الملابس ويصرفوا ونعطيهم عيدياتهم بدون نقص , لأان هذا يومهم والجود من الموجود , ولا نشعرهم بتذمرنا من الحياة والشكوى لهم قبل بدْ العيد حيث يؤثر على نفسياتهم المرهفة حيث يبقى الطفل طفلاً