أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
وزير الشباب يؤكد أهمية الحركة الكشفية في تمكن وتزويد قدرات الشباب القيادية "صناعة الأردن": لا وجود لمصانع محلية مرخصة لإنتاج سائل السجائر الإلكترونية دائرة الجمارك : إقبال كبيرعلى الاستفادة من تخفيض الضريبة الخاصة بنسبة ٥٠% على السيارات الكهربائية العقيد عامر السرطاوي يجري عملية بعد 20 سنة وفدان من تونس وعُمان يطلعان على تقنيات إدارة المياه في الأردن الخيرية الهاشمية: تسيير قافلة جديدة لغزة الأربعاء سيناريوهات بعثة قوات اليونيفيل في لبنان منح دراسية للبكالوريوس والماجستير والدكتوراه ودراسات ما بعد الدكتوراه مقدمة من النمسا القتل العمد لقاتل ابنة شقيقه في محافظة البلقاء "تنمية المهارات" تبحث رفع كفاءة العاملين في القطاع السياحي الأمير علي: قصف الفلسطينيين وقتلهم عداء للسامية بورصة عمان تغلق تداولاتها على انخفاض ضريبة الدخل والمبيعات: ضرورة تأكد مدققي الحسابات من انضمام عملائهم لنظام الفوترة وزير الداخلية مازن الفراية يستقبل في مقر الوزارة السفير التركي لدى المملكة اردام اوزان العيسوي يلتقي أبناء الزرقاء وشعراء وأدباء من عجلون هجوم إسرائيلي على الأزهر وشيخه. 628 مصابا بالايدز في الاردن الأردن .. ينفذ إنزالاً جوياً جديداً لمساعدات إنسانية شمال قطاع غزة "أونروا" تنفي إنهاء عقود موظفيها وتؤكد استمرارية العمل النائب النعيمات: تهميش غير مبرر للكرك وسأواصل التصدي بكل قوة
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام مات أحمد عبد العزيز صالح

مات أحمد عبد العزيز صالح

07-09-2010 11:54 PM

مات أحمد وسط صراع مؤسسة الضمان الاجتماعي, وإدارة المصنع الذي عمل به 15 عاما وكان سببا في وفاته, نعم مات أحمد وهو والد لثلاثة أطفال صغار تيتموا مبكرا ليُتركوا في هذه الدنيا التي قست فيها القلوب, وغابت عنها المبادئ, وانتهت فيها الأخوة والزمالة وكثر فيها شهود الزور والجبناء, وغاب عنها التكافل, وبات كل شيء فيها له ثمن إلا الإنسان وكرامته فبدون ثمن, وما قيمة الإنسان وحقوقه والشعارات الزائفة التي يتغنون فيها صباح مساء إلا كذب وكذب ثم كذب....
قصة موت أحمد عبد العزيز صالح, غريبة وعجيبة ومحزنة لمن بقى لديه شيء من المشاعر والإنسانية ليتأثر, وليس الغرابة في موته فكلنا على هذا الدرب الذي بتنا نرى فيه راحة لنا ( لباطن الأرض خير من ظاهرها) وإنما الغرابة والقهر في القيمة التي وصل إليها الإنسان الفقير والضعيف والمظلوم في زمن الرأسمالية العمياء والليبرالية السوداء بسواد قلوب من يدعو لها ويسعى لتطبيقها, لتدوسنا أقدامهم, وليسلبونا كرامتنا أو ما تبقى منها.
بالتأكيد لم تسمعوا بأحمد رحمة الله عليه, فهو ليس ثريا ولا صاحب مصنع أو شركة, ولا وزيرا, ولا حرامي كبير, ولا رئيسا لجامعة حامت حوله الشبهات ولا خائن لوطنه, ولم يكن يسعى لقبة البرلمان ليسهل عليه الثراء السريع وبيع الأوطان والمبادئ وغش الناس... أحمد عامل كادح فقير يعمل في مصنع للكيماويات أفنى شبابه وعمره فيه, وانتهت حياته هناك بسبب استنشاقه أثناء عمله لمادة كيماوية سامة كان يقوم بنقلها, حيث أكدت التقارير الطبية للمستشفى الخاص في الزرقاء الذي أدخل فيه قبل موته ذلك السبب, وبأن سبب دخوله في غيبوبة كان نتيجة ألم حاد في بطنه ثم فشل جهاز التنفس لديه ثم موته سريريا؛ بسبب المواد الكيماوية التي استنشقها أثناء عمله بعد وقوع جالونات تحتوي على مواد سامة كان يعمل على نقلها, وهو ما أكده أيضا زملاؤه في العمل... وبعد انتهاء السقف المالي ( الثمن ) المخصص للإقامة داخل المستشفى الخاص الذي حدده المصنع كحد أقصى للمريض الذي يعالج هناك, تم نقله إلى المستشفى الحكومي في الزرقاء لاستكمال علاجه رغم أن حالته كانت سيئة, وفيها توفي بعد عدة أيام.
إلى هنا لم تنتهِ مأساة أحمد (رحمه الله) وأسرته البسيطة, بل من هنا بدأت؟؟
فقد نشرت صحيفة الرأي الأردنية في عددها الصادر بتاريخ 15/8/2010 في الصفحة رقم 51 قصة أحمد, ولم يكن في حينها قد توفي بعد , بل كان في موت سريري, وصاحبَ الخبر الذي نشر أيضا صورة كبيرة لأحمد على سرير الشفاء وعليه الأجهزة التي تبقيه حيا, وداخل إطار هذه الصورة المحزنة صورة أخرى تجمعه مع أطفاله الصغار الثلاثة وزوجته, وبالرغم من حزني وقهري ذلك اليوم بسبب تسلمي لقرار ظالم من المؤسسة التي أعمل بها, إلا أن هذا الخبر وتلك الصورة كان لها الأثر الأكبر عليّ, وطغت على تفكيري المأساة الحقيقية لجوهر الخبر, هذه المأساة التي تضمنت الصراع الذي دار بين مؤسسة ( الضمان الاجتماعي ) من خلال اللجنة التي أرسلت للتحقيق بشأن إصابة العمل وبين إدارة مصنع الكيماويات من جهة أخرى, هذا الصراع( وأحمد يصارع الموت) أيها الناس يا أصحاب من تبقى لهم قلوب, ومن بقي في أعينهم دموع, ليس من أجل العمل على تخفيف مصاب الأسرة, أو البحث عن علاج يسعف حالته, ولا من أجل تأمين حياة أطفاله اليتامى القصر لحياة مقرفة وملعونة أكثر, بل إن الصراع كان لإثبات أن المرحوم أحمد كان مريضا بالأصل, ولا علاقة لموته باستنشاق المواد السامة ( يعني ليست إصابة عمل) كل ذلك للتنصل من حقوق هذا العامل وحقوق أسرته وأطفاله يا دعاة حقوق الطفل والإنسان, بل لقد وصلت القذارة وقسوة القلوب وعمى الأبصار إلى أن يتم استبعاد زملاؤه الذين كانوا معه أثناء الإصابة من الشهادة التي تثبت إصابته أثناء العمل, واستبدالهم بشهود زور لكي يثبتوا أنه كان مريضا بالأصل..ألا لعنة الله عليكم في كل نفس تستنشقونه, ألم تفكروا للحظة بأن ما حدث لأحمد قد يحدث معكم, أم أن الحياة الدنيا غرتكم..؟!
التقارير الطبية تؤكد ذلك, وفشل جهازه التنفسي يؤكد ذلك, وزوجته التي ذكرت أنه في ذلك اليوم ذهب إلى عمله صباحا بهمة وصحة عالية ولم يكن مريضا تؤكد ذلك, وزملاؤه الذين أسعفوه ونقلوه من المصنع إلى المستشفى يؤكدون ذلك, أما لجنة الضمان فلا تؤكد ذلك وإدارة المصنع ينفون ذلك, وشهود الزور ذكروا أنه مريض بالأصل.. ولو كان مريضا بالأصل لقذفه المصنع وطرده لأن قيمته عندهم بهمته التي قتلوها قبل موته فهم بالتأكيد ليسوا مصنعا للتنمية الاجتماعية..؟!
أيها البشر من الناس, أيها العمال والفقراء, إن القوانين التي يضعها الكبار في بلادنا, لا يضعونها حماية وضمان لكم بل حماية وضمان لهم ولمصالحهم, إن الدينار عند المتنفذين وأصحاب المال (الرأسماليين) يساويكم, وهو أغلى عندهم منكم, هم الإقطاعيون ونحن العبيد, وما نقباء العمال عنهم بمختلفين وقد تذوقوا حياتهم بعرقكم وكدحكم, وركبوا سياراتهم الفارهة, وسكنوا قصورهم, وذاقوا طعم نسائهم وخمر لياليهم الحمراء, فأنّ ينتصروا لكم؟ وما أحمد إلا حالة مشابهة لكثير من العمال والفقراء والبسطاء الذين ضاعت حقوقهم فلم تسعفهم كاميرة مصور, ولا قلم كاتب, ولا ضمير صحفي حي لإظهار مأساتهم.
اللهمّ أرحم أحمد برحمتك التي وسعت كل شيء, وتكفل بأبنائه ولا تتركهم فريسة لشرار خلقك الكثيرون فأنت حسبهم ونعم الوكيل, اللهم عليك بالظالمين وسارقي حقوق المواطنين, وشهود الزور, والمنافقين, وسلط عليهم سموم العقارب والأفاعي, في الدنيا وفي أولى منازل الآخرة, واشدد ضمة القبر عليهم, وزد وحشته, واشفي صدور قوم مظلومين مقهورين.

rawwad2010@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع