مولاي المعظم:
وكأنّي بلسان حال شعاب الأردن وبواديها البيْضاء ، وجبالها الشماء وسهولها الخضراء ، وقراها ومدنها القعْساء ، تردّدُ صبيحة العيد :
قد مضى الصومُ صاحبا محمودا ........... وأتى الفطرُ صاحبا موْد ودا
ذهب الصوم وهو يحيك نُسُكا ........... وأتى الفطر وهو يحيك جودا
وكأني بلسان حال شعبها الوفيّ ، يترنّمُ مهنئا للقائد الشريف الهاشمي ، جلالة الملك المفدى عبد الله الثاني بن الحسين المعظم ، قائلا :
العيدُ أقبل فليهنأ بك العيد.............. وليطرب الشعبُ إذْ تُتلى الأناشيدُ
يا حبّة القلب يا أحلى قصائدنا .............. يا درّة العيد فليهنأ بك العيدُ
أجل أيها السادة ، لقد أشرقت شمس يوم العيد السعيد ، ولسان حالها يردد قائلا :
ملك تعانقُه العلياءُ من صغرٍ ............ ومن شمائلِه الإنعامُ والجودُ
كلّ عام وأنت بخير ، يا صاحب الطلعة البهية ، يا وريث النهضة العربية ، ويا ذا المزايا الفريدة الهاشمية ، أجل ؛ لأنك كالشمس في رابعة النهار ،في جميع أعمالك الوحيدة وآرائك السديدة ، حيث أنت خيرُ خلف لخير سلف ، فالثناء كل الثناء على محض فخرك ، وهذا التاريخ ناطق بمآثرك ، ومُثنٍ بلسان الحال عن جميع مظاهرك ،فلتقرّ عين الشعب بك والعرب ، وليرق عرشك أعلى الرتب ، ولتعش أنت مودعا شهرا ومستقبلا شهرا ، وليترنم بمدحك نظما ونثرا .
وإنّي – وأيْمُ الحق – إذا تصفحتُ الملوك لِتعرّفِ منازلها من الشرف ، وتبيّن مواقعها من العظم ، وتدبّر أيّهم الأحقّ بالتقديم ، والأسبق في استيجاب التحية والتكريم ، وجدت جلالتكم ، الأوْلى بذلك ، وأوْلاها هنالك ؛ إذ لا شرف إلا وأنتم السبيل إليه ، ولا خير إلا وأنتم الدليل عليه ، ولا منقبة إلا وأنتم ذروتها وسنامها ، ولا مفخرة إلا وبكم صحتها وتمامها ، ولا حسنة إلا وأنتم مفتاحها ولا محمدة إلا ومنكم يتقد مصباها ، لقد اشرأبّت إليكم الأعناق ، مذ تبوأتم غارب الملك ، وقبضتم على أعنة الأمور ، وتعلقت بكم القلوب مذ تربعتم على عرش القلوب ، لأنكم أهلٌ لذاك ، فالمهج والأرواح فداك ، يا غرة في جبين الزمان ، ويا درّة الكون والإنسان ، حمتك ملائكة الرحمن .
مولاي المعظم : إنّ شعبك الوفيّ ، إذ يرفع إلى السدّة الهاشمية والدوحة القرشية ، واسطة عقد الفضائل ، من تفخر بمزاياهم الأواخر على الأوائل ، أسمى آيات التهنئة والتبريك بهذه المناسبة العطرة ، وهو إذْ ذاك ، يمدّ أكفّ الضراعة إلى من لا يردّ سائلا ، أنْ يحصّنك بأسمائه العظام ، وأنْ يحرسك بعينه التي لا تنام ، وأنْ يكنفك بالكنف الذي لا يضام ، وأنْ يدخلك الحصن الذي لا يرام ، وأنْ تحميك الصمدانية على الدوام .
أجلْ ، لقد عرفناك فأكبرناك ، ورأيناك فأعظمناك ، فإيّاك نجلّ ، وإيّاك نطمع ، وإيّاك نودّ ، ومن عسى أنْ يلومنا على حبك ، أو يعذلنا على التفاني في خدمتك ، أو يجادلنا في التباهي والافتخار بك ، أو يماحكنا في الاعتزاز بإنسانيتك .
مولاي المفدّى : لقد علم الخاص والعام ، أنّ هذه المملكة ، قد أصبحت في مصاف الدول المتقدمة والمتحضرة ، وإنّنا لا نقول ذلك جُزافا ، بعد أنْ شهد الغربُ والشرق ، بأنّ نعمة الأمن لم تتمّ إلا على أيدي الهاشميين البَرَرة ، حتى بلغت بعهدكم الميمون مبلغا يحقّ لنا أن نفاخر به ، وإنّ العدل قد نشر لواءه ، في كل زاوية وجِهة ، لا فرق بين البوادي والحضر ، أجل ، كلّ ذلك حصل بالفعل ، وظهرت نتائجه للذي يبصر بعينيه ، وللأعمى الذي يتحسس بيديْه ، وبذلك ازداد تعلق القلوب الطاهرة بعرى عرشكم المفدّى ، وحَرِصَتْ الأسرة الأردنية ، على استدامة هذه النِعَم التي يسّرها الله لها من غيبِ علمه ، و فاضت من خلال أياديكم الطاهرة ، فبخٍ بخٍ يا آل هاشم ، لهذا الفخر الأثيل ، والمجد الأصيل ، ولا غرو في ذلك ، إذ هو عزّ ورثتموه أكبرا أكبرا ، شهامة أباء ، وشَمَمُ أجداد ، آيات صدق ووفاء ، وجواهر علم وصفاء .
مولاي المعظم :سليل الاختلاف ورائد البصيرة ، كم أنتم فريدون فما أكثركم ، وكم نحن مأخوذون بلذة الانتماء والولاء إليكم ، فكل عام وأنتم بألف خير ، ودام العزّ في ركابكم على المدى .
الدكتور محمود سليم هياجنه