- كاظم الكفيري
رئيس جمعية حماية الأسرة والطفولة / اربد
رحل معالي الدكتور منذر المصري ، وبقي الكثير مما فعل هذا الرجل في سنوات عطائه شاهداً على عقله المستنير وريادته الفكرية ، وفي رحيله يعتصر القلب ألماً والنفس كدراً بعد أعوام من البذل و الإخلاص في المواقع المختلفة التي شغلها على امتداد عمره .
لقد عرفته عن قرب وتوطدت بيننا صداقة فيها الكثير من المودة في منتصف التسعينيات ، وهي الفترة التي رعى فيها المصري ودعم التطور المتسارع الذي شهدته جمعية حماية الأسرة والطفولة في مدينة اربد ، وأذكر جيداً تلك الحماسة الوقادّة التي كان يبديها المصري عندما يتعلق الأمر بإحدى فعاليات وأنشطة الجمعية ، ولن أنسى شخصياً تواضعه الجمّ حين كان في موقع المسؤولية وتحديداً عندما كان وزيراً للتربية فلم يتوانى للحظة عن مبادراته بالاتصال والاطمئنان عن أنشطة الجمعية وفعالياتها وهو من تشرفنا باستضافته مراراً في الجمعية .
كان المرحوم شديد الايمان في صلاح التربيه والتعليم وان يعطى المعلم التدريب المستمر وتحسين اوضاعه المعيشيه وانفتاح المدرسه على المجتمع واالاهتمام بمراجعة وتطوير المناهج
وقد تسنى لنا أن نستمع في احدى زياراته الى اربد الى مجموعة من قصائده الشعرية التي نظمها في فترات مختلفة من حياته جسدّت عوالمه الخاصة وتجاربه التي مرّ بها وهو الجانب غير المعروف من شخصية المصري ، لقد كان شاعراً بكل ما تحتمل الكلمة من معنى ، وأنا أتمنى لو يصار قريباً الى اصدارها في مجموعة مطبوعة حتى يتمكن الكثيرين من محبي المصري الاطلاع على خلاصة تجربته الشعرية .
لقد احب رحمه تراب الاردن مثلما لم تغب عن فكره وعقله فلسطين حيث الطفوله والشباب والقضيه العادله احب الناس واندمج مع همومهم وقد تشرفت في مرافقته في زياراته ومشاركته الناس في مدينة اربد وقراها في مشاركته الجمعيات والنوادي انشطتها دعما للعمل التطوعي والاجتماعي واكثر المناسبات التي كانت تسره تلك التي كان يكرم فيه المعلم والطلبه المتفوقين من طلبة الثانويه العامه
رحم الله أبا واصف ، هذا الرجل الذي يفيض بالإنسانية والدماثة ، وأسكنه فسيح جناته ، وانه لفقدٌ عظيم أن يرحل من بيننا رجل بمواصفات وأخلاق أبي واصف لم يكن الاردن لديه حقيبة سفر اورصيد في بنك او منصب .و انا لله وانا اليه راجعون .