القران الكريم لن يحرق ، فهو ليس مجرد اوراق كتبت عليها كلمات بل هو عقيدة الكون انزلها الله على رسوله عليه افضل الصلوات ليهدي به عباده ووضعت في صدونا وعقولنا واكتملت هذه العقيدة بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
استطاع هذا المسخ تيري جونز ان يجعل من قضيته مركزا خبريا تحوم حوله وكالات الاعلام واستطاعت وسائل اعلام مسانده له ان تجعلنا نتخيل ان القران الكريم قد يحرق لا سمح الله في كل خبر او تصريح ، وخلال هذه الضجة يتم محاولة كسر قدسية القران الكريم بتكرار الخبر وبصياغات عدة وباراء مختلفة ، وذلك لان طرح الحرق بهذا الشكل ليس مقصود منه حرق اوراق القران الشريف الطاهر ، بل هم يحاولون ان يحرقوا القران الكريم المتأصل في صدورنا في كل لحظه وكل خبر يذاع عنه .
هناك جهات اعلامية غربية تشارك في حملة هذا المسخ من خلال تكرار الخبر والبكاء عليه وهم بعيدين كل البعد عن الحرص في عدم التنفيذ .
في وسائل الاعلام الغربية وايضا العربية هناك ادخال معطيات جديدة على الموضوع فبينما موضوعنا هو ان هذا المسخ الذي لا يملك سوى ثلاثين مخبولا يتبعون كنيسته ويتجرأ على المساس بعقيدتنا وبحقارة واضح منها الاستفزاز ، نجد ان الموضوع تحول الى ان هناك حقوق لمن يشاء في تحدي الله وكتبه ، وان المقدسات والعقيدة التي يتبعها اكثر من مليار مسلم ماهي الا افكار قد تطرح للنقاش او الانكار او الاحراق ايضا .
واستطاعت مواقع الكترونية وصحف غربية ان تجعل العالم ينظر الى هذه اللحظة بأنها لحظة تحدي بين تيري جونز وبين رب المسلمين .
ان طريقة تعاطي الغرب مع هذه القضية ساعد في اعطاء حجم مبالغ فيه لهذا الحاقد المخبول ، حيث كلما زاد عدد الاشخاص او الهيئات التي تطلب منه التوقف عن ذلك علنا وبوسائل اعلامية ضخمة ... زاد اصرار هذا المخبول على اكمال ما خطط له وقام باعطاء الذرائع لذلك واخذ الفرصة ليكرر الاعلان عن يوم الشيطان .
ان ايقاف هذا العمل الحقير الان اصبح مطلب ضروري وأولوية كبرى وانا مع ايقافه بالقوة ان لزم الامر وبقانون مؤقت من البلدية او أمر من الفاتيكان او من اي جهة رسمية يتبع لها هذا الحاقد الاخرق .
ومع ان هناك احتمال بأن يقوم هذا المخبول بالتراجع عن نيته المريضة والماجنة في استنهاض الشيطان لكنه استطاع ان يعلن لنا ان هناك من ينظر لنا بنوع مسموم من الافكار وهناك من ينتظر الفرص لكي يقهرنا وهناك من يعنيه ان يزرع الذل فينا ، وعليه توجب علينا النظر الى موضوع الاخر بطريقة شاملة والتمعن في فلسفة الفكر المتضاد مع عقيدتنا ودراسة اسباب الاشتباك مع حضارته وتراثه بطريقة نعود الى فيها اسس التخاطب والتناقض والتعامل والمؤدلجة بوضوح في القران الكريم وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
وفي المقابل يجب ان لا ننظر بان هذا المسخ استطاع ان يقهر الله فينا من خلال تحديه لنا ، لا بل لن ينال شرف تحدى الايمان داخلنا ، ويجب ان تصله الرساله انه لن يصل الى مرتبة حتى شيطان في عقيدتنا ويجب اعطاء هذا العمل صفة الاعمال الحقيرة التي لن تطال حتى ذرة غبار على كعب طفل صلى صلاة الفجر حاضرا في المسجد الاقصى .
جرير خلف