لا أخال عاقلا ، يسبر أغوار الحقيقة ثم ينكر ما لهذا المِقدام ، من مواقف يشهد لها أقصى جنوب المملكة ، وشمالها ، حتى سُجلت له في سِفر الخلود ، سفر امتطاء كاهل المجد والسؤدد ، أجل أيها الوحدويون ، إنّ المبادئ لها أربابها وعظماؤها ، وإنّ الشعوب الحرة الأبية هي التي تقدم هؤلاء العظماء ، وتمجد أفعالهم ، نعم ، لأنّ هؤلاء هم من يسعون جاهدين ، في سبيل تحقيق مجتمع ناهض تنتصر إرادته على التخلف والجمود ، أجل أيها السادة ، إنّ دولته – كما عهدناه – همة عالية قصية المرمى ، بعيدة المناط ، طمّاحة للتحديث مع المحافظة على الأصيل ، فكم سمعناه يتكلم عن الثوابت ، وكم سمعناه يتكلم عن الوحدة الوطنية ، أجل أيها السادة إنها شخصيّة رغّابة في العدل والمساواة والشورى والحرية ، فكم رأيناه قريبا من الناس ، يسمع لهم بأذن صاغية ، نعم – يا يرعاك الله – عندما تجالسه تشعر بنفس أبية شريفة وثّابة ، تؤمن بمجد الأمة وتعتز بعراقتها وكبريائها وتاريخا التليد ، نفس يقطر المجد من ثناياها ، وتجتهد بل تسعى إلى عهد نضر وضاح ، تأبى الضيم والظلم ، نفس لا تنالها مذمّة ، ولا تلحق بها شيْنة ، أجل – يا يحفظك الله- هذا هو فيصل الفايز ، بل أكثر من ذلك .
ولا غرو، فدولته الثقة إذا لم يوثق بناصح ،ومن وثق بماء لم يظمأ أبدا ، كيف لا ، وصفته ألصق في سبيل المروءة والكرم ، وأشد مناسبة للسجاحة والشيم ،
بيض الوجوه كريمة أحسابهم ----------- شمّ الأنوف من الطراز الأول .
إنّ فيكم شموخا لا يضاهيه شموخ ، وإباء لا يدانيه إباء ، وعطاء لا يوازيه عطاء ، فسقيا لأرض صدرت عنها ، ورعيا لعشيرة درجت منها ، وبورك ما عقدتم العزم عليه .
ولقد كان بطيب اللقاء بكم ما لنا ، ولقد سمعنا من تجليات حديثكم ما سمعنا ، التي كان أشدها وقعا في النفس ، تجليات الوحدوية ، أو الوحدة الوطنية ، فضلا عن الولاء والانتماء ، نعم يا دولة الرئيس ، الولاء والانتماء ، هو العمل للوطن على الوفاء ، وليس على الرجاء ، لان من يعمل على الرجاء ، فبمهنة التجار قد فعل ، بيْد من يعمل على الوفاء فبمهنة الأحرار المخلصين المحبين الأوفياء قد فعل ، وشتان بين الُلتيّا والتي ، أجل هذا ما تعلمناه من مدرستكم ، مدرسة الوفاء والعطاء والإخلاص ، وإنّ استيفاء شرط التكيف مع الوحدة الوطنية ، هو الفهم الحقيقي للوعي المعرفي ، الذي يكرس المواطنة التي تتجاوز كل الأيدولوجيات والمعتقدات والمنابت والأصول ، وتنفتح على مفهوم الوطن وقداسته ، والمواطنة ومكانتها ، بإطارهما الحيوي والشامل ، وشتان بين من يتماهى في غيابة الأنا الذاتية ، ومن يتفانى في سماء المصلحة العليا ، إنّ الوطن لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك ، ولا شك بأنّ الوحدة الوطنية من الثوابت ، التي يجب على كل مواطن مخلص أن يتشبث بأهدابها ، ويتمسك بعراها ، لأنها السور والسياج المنيع ، لقلعتنا الأردنية الهاشمية ، أردن الكرامة والمجد والشموخ ، أجل يا دولة الرئيس لقد تعلمنا من مدرستكم الكثير ، وما زال النبع منكم وارف الظِّلال ، غزير العطاء ، فسر على بركة الله ،
فلا يستطيع الفاعلون كفعلكم ---------------- وإن حاولوا في النائبات وأجملوا .
حمى الله الأردن وعاش الملك .
الدكتور محمود سليم هياجنه