زاد الاردن الاخباري -
جرش ـ الدستور ـ حسني العتوم
تشكل اقراص العيد التي تنتشر بين الاحياء والقرى الجرشية وبعض انواع الحلوى الاخرى التي اعتاد القرويون على اعدادها كاحد مناسك العيد كل عام فلم تستطع معامل الحلويات الحديثة ان تنتزع من ارياف جرش تلك العادة التي اعتادوا عليها وتوارثوها عن الاباء والاجداد في الاعياد الدينية والمتمثلة بخبز اقراص العيد وتقديمها الى زوارهم بهذه المناسبة السعيدة .
فلا يكاد بيت من البيوت الريفية او القروية الا وتعد هذا النوع من الخبز ذي النكهة الخاصة والطعم الخاص والذي يقدمه القرويون الى ضيوفهم والمهنئين لهم بالعيد فهذه الحاجة ام محمد واسرتها تمضي ليلة العيد في اعداد مادة العجين والتي تتالف من مادة الدقيق البلدي وكميات متفاوتة من حبة البركة والقزحة والكركم والسمسم والكمون واليانسون والخميرة وبعد خلطه جيدا وعجنه يترك الى صبيحة يوم العيد حيث يتم اعداد الرقاقات منه على قالب خشبي خاص ويغطى بمادة زيت الزيتون وبعدها توضع الرقائق في الفرن الحراري حتى تنضج بعدها توضع على طبق من القش حتى تبرد وتقسم الدفعة الاولى منها الى قطع وتهدى للاطفال الذين يتحلقون حول جدتهم بانتظار هذه الوجبة الشهية فيما يقدم الباقي الى الزوار بعد نقعه بزيت الزيتون او السمن البلدي
وتقول ام محمد ان جمالية هذه الوجبة تزداد بهاء عندما ياتي الينا كافة افراد الاسرة الممتدة وحتى بعض الجيران من الاطفال والكبار على حد سواء للمشاركة في تناول هذه الوجبة التي تكاد محصورة على ايام العيد والتي تشعر فيها الاسرة بالسعادة والفرح والمرح وتبادل الاحاديث والذكريات .
وتؤكد ام محمد وهي تتحدث عن هذه الاقراص باعجاب بانها موسم للفرح في العيد ولا يضاهي رونقها كل المعجنات او الحلوى الجاهزة مستذكرة الطابع التاريخي لهذه الاقراص والتي توارثتها عن والدتها وجداتها .
اما ابو محمد فيهتم كثيرا بان يقدم مساعدته ومشاركته في هذه الاقراص ويكاد ينحصر دورة في احضار الزيت والسمن البلدي التي يغمس الاقراص بها وعادة ما يقدمها بداية الى احفاده الذين يتحلقون حوله ويبقى يمازحهم الى ان تنضج الاقراص ويقول ان هذه الوجبة لها خصوصية بانها سنوية ويلتقي عندها الاحباب من الابناء والاحفاد والاصدقاء .
اما باقي افراد الاسرة فياتون الى بيت جدهم صبيحة يوم العيد ويملأون المنزل بضحكاتهم ويتحلقون حول الجدة بانتظار الاقراص الشهية التي وعدتهم بها منذ الليالي الاخيرة من الشهر الكريم .
وعند قدوم المهنئين بالعيد تقدم هذه الاقراص المحببة لدى الزوار ويستذكرون وهم يتناولونها ايام زمان وما حفلت به من احداث وذكريات جميلة واذا كان احد الضيوف من المقربين فتجده يحمل كيسا صغيرا عندما يغادر البيت فيه عدد من الاقراص لزوجته واطفاله وهي الهدية والعيدية الطيبة التي يحملها الزوار عند عودتهم الى منازلهم
وهناك انواع اخرى من الحلوى المنزلية التي اعتاد على اعدادها القرويون والريفيون منها ما اصطلح على تسميتها "بالنواعم"وهي عبارة عن عجينة الدقيق تخلط مع السكر المطحون والبهارات والهال وتحشى بالمكسرات وتشوى حتى تنضج وتقدم الى الضيوف في ايام العيد
وتبقى اقراص العيد هي السمة المميزة التي تزدان بها منازل القرويين في الاعياد ومظهر شعبي متوارث يتناقل عبر الاباء والاجداد يحظى بحضور واقبال شعبي في هذه المناسبات.