زاد الاردن الاخباري -
ماجدة ابو طير- يعتبر المستقبل من اهم المحطات التي يفكر بها الانسان ، وهنالك من يفكر بالمستقبل بشكل كبير ليؤثر ذلك على حياته ، ويصبح كل همه ان يتوقع ماذا سيحدث بحياته ، وما التفاصيل التي سيلاقيها في ذاك المستقبل ، نختلف في طرق تفكيرنا وفي الجوانب التي نفكر بها وفي مدى تغلغل فكرة المستقبل في حياتنا الخاصة.
"اخاف من المستقبل القريب وليس فقط المستقبل البعيد": هذا ما قاله المهندس سلامة الطيرواي فتسيطر علي فكرة الخوف من القادم وخاصة انني ناجح في حياتي وحققت العديد من الانجازات الا ان الانسان بطبيعته البشرية يصبح لديه تساؤل هل سيحافظ على هذا النجاح؟.
فالنجاح يشعر الشخص بالاطمئنان للفترة التي هويسكنها ولكنه يصبح يفكر هل سيستمر هذا الى مستقبله ، هذا اهم محور يأخذ تفكيري في مجال المستقبل الا وهو "النجاح" هل سيبقى نجاحي مستمرا وبالتالي ستبقى حياتي مستقرة بجميع جوانبها النفسية والاجتماعية.
اغلب جوانب الحياة قائمة على المادة ، وهذا الاستقرار المادي يأتي من النجاح الذي يحققه الفرد في بداية حياته ، وان لم يحقق نجاحا في تلك الفترات سيكون من الصعب ان يترك بصمته بعد سنوات طويلة.
ان المستقبل مخيف ومن الجيد ان يفكر به الانسان ولكن لا يجعله يسيطر عليه ويسلبه قدرته على اتخاذ القرار ليفقد بالتالي حياته الحالية والمستقبلية.
"انني مؤمنة بالقدر"
وتضيف منار حراحشة: إن المستقبل لا يخيفني لانني اؤمن ان كل شئ مقدر للانسان وسوف يحصل له ، ان ما يخيفني حقا ان يكون مقدر لي اشياء لا ارغب بها ومن هذه الامور التي افكر بها كثيرا: الصحة وفقدانها.
فبحكم تجربتي مع امي ورؤيتي لها وهي تعاني من المرض لمدة ثلاث سنوات شعرت بالخوف من اصابتي بالشلل واصبحت معتمدة على الاخرين بشكل كلي ، الصحة اهم ما نملك والانسان ممكن ان يعوض كل شئ الا الصحة فان فقدها فمن الصعب ان يستعيدها وخاصة مع هذه الامراض المخيفة التي اجتاحت عصرنا وسلبت منا تحركاتنا ، هذا ما يخيفني من المستقبل ولكنني مؤمنة اشد الايمان ان ما يحدث للانسان يكون مقدرا له ولايستطيع ان يغيره بسهولة ولكن حين يواجهه يجب ان يكون مرنا ومستعدا لمواجهة الظروف الصعبة.
"لا افكر بمستقبلي فقط"
اما سناء فهي ترى ان فكرة التفكير بالمستقبل بحد ذاته يجب ان لا تأخذ الكثير من الوقت لدى الانسان ، وان يستغل هذه الفكرة من اجل توجيه قدراته والاستفادة من وقته وعدم اضاعته ليذهب هباء منثورا ، والانسان الذي لايفكر بالمستقبل من النادر ان تجده ولكن هنالك درجات متفاوتة في طريقة التفكير ومن المهم ان نجعل المستقبل حافزا للعمل الجيد في الوقت الحاضر من اجل حصد النتيجة في المستقبل ، من اكثر الجوانب التي افكر بها ان الايام المقبلة ستكون كهذه الايام الهادئة فانا متزوجة ولدي خمسة ابناء الا ان تفكيري بالمستقبل لا يقتصر فقط على الجانب الشخصي ، بل افكر بابنائي وخططهم وماذا سيعملون في الايام القادمة وهل سيعيشون حياة هانئة وميسرة كما عشتها انا وزوجي.
اتمنى حقا ان يكون المستقبل آمنا وهادئا وان تتوفر الظروف المناسبة لابنائي لتحقيق النجاحات كما توفرت لنا.
"خائف من ابنائي"
"احيانا اصاب بالاحباط والقلق من هذا الموضوع. في حقيقة الامر انني ابن اساء معاملة والديه وانني خائف من ان تساء معاملتي من قبل اولادي عندما اكبر واشعر ان هذا الامر سيحدث كون المعادلة متساوية": هذا ما قاله بكل اسف الحاج ابو فيصل وعندما قالها بدت عليه مشاعر الخوف والقلق من الايام القادمة ، فهو أسف على الايام السابقة ويتمنى ان لا يحدث معه ما حدث لوالديه جراء افعاله"بالاضافة الى انني خائف ان يحدث هنالك مشاكل بعد وفاتي بين ابنائي على الارث وتعمل على تفريقهم ، فهم من الان هنالك مشاكل بينهم واتوقع حدوث مشاكل معقدة اكثر ليحول الامر الى الاساءة الى اسمي واسم العائلة". هذه التوقعات التي انتظرها بالمستقبل وكلها جراء افعالي مع ابي وامي ، مجرد التفكير بالمستقبل يرفع ضغط دمي ويجعلني اصاب بنوبات السكري.
وتبين الاختصاصية النفسية مروة فلاح اثر التفكير بالمستقبل من الناحية النفسية فتقول:
التفكير بالمستقبل من الامور التي تأخذ حيزا من فكر الانسان ولكن هناك فرقا كبيرا بين أن تفكر بمستقبلك ، وأن تقلق على مستقبلك ، فالأول إيجابي لأنه يحفزك للتخطيط والاستعداد ، ووضع التصورات لما تريده وتطمح إليه. ومن ثم تسعى - بعد الاتكال على الله - لتحقيقه .
أما الثاني فهو أمر سلبي ، لأنه يعني الدخول في متاهات القلق السلبي المدمر نحو أمور لم تزل في علم الغيب ولا يزيدك القلق عليها إلا وهناً في دنياك ونقصا في دينك : فهي معارضة لمبدأ التوكل على الله حق التوكل وحسن الظن به .
وقد أوضحت دراسة بجامعة كانسس الامريكية أن من يفكر بالمستقبل يحافظ على صحته ، فقد وجد الباحثون أن الناس الذين يميلون للتفكير على المدى الطويل هم أكثر عرضة لاتخاذ قرارات إيجابية بشأن صحتهم سواء كان ذلك بمقدار ما يشربون ، وما يأكلون ، أو قرارهم باستخدام كريمات الوقاية من الشمس.
وقد طبقت الدراسة على مجموعة من طلاب الجامعات متوسط أعمارهم 19 عاما ، وذلك بعمل استطلاعات الرأي حول ما إذا كانوا يفكرون على المدى القصير أو على المدى الطويل ، وقام الباحثون بعمل مقارنة بين وجهات نظر الناس في الوقت المناسب مع السلوكيات الصحية ، والمخاوف من وجود مخاطر صحية كارتفاع الكولسترول وغيرها من الإصابات وكيفية التعامل مع السلوكيات الصحية السلبية. وقد وجد أن طلاب الكليات يميلون لأن يكونوا أكثر تفكيرا في المستقبل ، وهم على الاستعداد للتضحية بالسعادة الفورية من أجل تحقيق نتائج في المستقبل