أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
اعلام عبري: بايدن سيعلن وقف اطلاق النار في لبنان الليلة الطيّب مديراً عامَّاً لدائرة الأحوال الموافقة على اتفاقية لتمويل إنشاء 5 مدارس مهنيَّة منح مشاريع صّناعيَّة جديدة في الكرك والطَّفيلة حوافز استثماريَّة إضافيَّة التعليم العالي: تنوع المؤسسات التعليمية مصدر جذب للطلبة الوافدين وزير الشباب يؤكد أهمية الحركة الكشفية في تمكن وتزويد قدرات الشباب القيادية "صناعة الأردن": لا وجود لمصانع محلية مرخصة لإنتاج سائل السجائر الإلكترونية دائرة الجمارك : إقبال كبيرعلى الاستفادة من تخفيض الضريبة الخاصة بنسبة ٥٠% على السيارات الكهربائية العقيد عامر السرطاوي يجري عملية بعد 20 سنة وفدان من تونس وعُمان يطلعان على تقنيات إدارة المياه في الأردن الخيرية الهاشمية: تسيير قافلة جديدة لغزة الأربعاء سيناريوهات بعثة قوات اليونيفيل في لبنان منح دراسية للبكالوريوس والماجستير والدكتوراه ودراسات ما بعد الدكتوراه مقدمة من النمسا القتل العمد لقاتل ابنة شقيقه في محافظة البلقاء "تنمية المهارات" تبحث رفع كفاءة العاملين في القطاع السياحي الأمير علي: قصف الفلسطينيين وقتلهم عداء للسامية بورصة عمان تغلق تداولاتها على انخفاض ضريبة الدخل والمبيعات: ضرورة تأكد مدققي الحسابات من انضمام عملائهم لنظام الفوترة وزير الداخلية مازن الفراية يستقبل في مقر الوزارة السفير التركي لدى المملكة اردام اوزان العيسوي يلتقي أبناء الزرقاء وشعراء وأدباء من عجلون

التسامح الديني :

11-09-2010 10:36 PM

لا إخالُ باحثا يحثُ مطيّة البحث في أعطاف التاريخ ، ثمّ يسبر أغوار التاريخ العربي الإسلامي ، ينكرُ ما للعرب من مواقف ثابتة ناصعةٍ ، تجاه هذه القضية ، ومما لا شك فيه أنّ التاريخ المسطر بين طِيّات الكتب - وبخاصة تلك الكتب التي يُستشهد بصحتها – هو الشاهد العدل ، والماثل لأنظار الشعوب ، مهما تطاول الزمن ، وبَعُدت أحقاب الدهور ، وهو الحَكَمُ العدل الذي لا يفيض إلا ما وعاه وعاؤه .
وما من أمّةٍ ألمّتْ بها الخطوب ، أو دَاهَمَتها الدّهارير ،فطوقتها المخاطر والأزمات ، ثمّ رجعت إلى التاريخ إلا وجدت لها فرجا ومخرجا مما أحاط بها ، يوصلها إلى برّ الأمان والسلامة ، أجل – يا يرعاك الله – إنّ التاريخ فيه عبرة من كان قبلنا ، ونبأ المستقبل لمن بعدنا ، فضلا عن الاحتكام لما بيننا .
وإذا كان ذلك كذلك ، فأنت أمام حقائق ناصعة ، وحُجج دامغة ، شاهدة على ما للعرب المسلمين من التسامح الديني ، الذي يتمتع به المخالف وسط الأمة ، لأنّ هذا التسامح يدل دلالة واضحة على سموّ العقل البشري ، والنظر إلى الأمور من وجوهها المتعددة .
إنّ احترام الأغيار ، واعتبار المخالف إنسانا يحقّ له أن يكون كما أراده خالقه ، متنعما بنعيم الدنيا وخير المجتمع ، له ما لهم وعليه ما عليهم ، أوجب الواجب ، ومهما بولغ في شأن مخالفته فهي لا تتعدى أن تكون شذوذا عقليا يرجى برؤه .
أيها القارئ الكريم ، إنّ تاريخ حضارتنا العربية سجّل لنا بنور ساطع وضياء لامع ، ما يحقّ لنا أن نفاخر به الدنيا ، فهو منعمٌ بحوادث التسامح الديني ، مملوءٌ بالعطف على المخالف أو على الأغيار .
فهذا الطبري في تاريخه الكبير ، يذكر أنّ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه – كتب إلى أهل القدس الأمان الآتي : ( بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيليا من الأمان ، أعطاهم أمانا لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم ، سقيمها وبريئها وسائر ملّتها ؛ أن لا تُسكن كنائسهم ولا تُهدم ، ولا ينتقص منها ولا من حيّزِها ، ولا من صليبهم ، ولا من شيء من أموالهم ، ولا يُكرهون على دينهم ، ولا يضارّ أحد منهم ................... )
وفي كتابه إلى عمرو بن العاص ، عامله على مصر ما تقر له الأعين ويشهد بعدالته وإنسانيته ، وما يشهد بعدالة الإسلام دين التسامح والمحبة ، اقرأ يا يرعاك الله ما جاء فيه : ( واعلم يا عمرو أنّ الله يراك ويرى عملك ، فإنه قال تبارك وتعالى في كتابه :\" واجعلنا للمتقين إماما \" يريد أن يقتدى به ، وإنّ معك أهل ذمّة وعهد ، وقد أوصى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بهم ، وأوصى بالقبط فقال : \" استوصوا بالقبط خيرا ، فإنّ لهم ذمّة ورحما \" وقال صلى الله عليه وسلم : \" من ظلم معاهدا أو كلّفه فوق طاقته ، فأنا خصمه يوم القيامة \" ،فاحذر يا عمرو أن يكون رسول الله خصما لك فإنه من خاصمه خصمه ، ومن أراد الاستزادة فليرجع إلى تاريخ الطبري وغيرها من الكتب الموثوقة ، ففيها الكفاية والشفاء .
قال تعالى : ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إنّ الله يحب المقسطين )
ومما لا شك فيه أنّ الخلفاء والسلاطين والأمراء الذين أتوا من بعدُ ، قد انتهجوا المنهج نفسه ، وسطروا أروع المواقف التي أصبحت نبراسا يستضاء به ، ولذلك يرى الباحث كتب التاريخ طافحة بتلك المواقف والعهود العادلة ، التي كانت تُعطى لأهل الذمة .
ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، وإنمّا تعداه إلى ما يأخذ المرء بالدهشة والاستغراب ، فقد حظي أهل الذمّة حظوة رفيعة عند خلفائنا وشغلوا مقاما أدبيا عاليا ،إذ تجد الخلفاء يخاطبون علماء أهل الذمة بألفاظ التبجيل والتفخيم والتعظيم ، ما لا يتجرأ على فعله المعاصرون ،إن شئت فارجع إلى كتاب الأعيان لابن خلكان أو غيره من الكتب .
أجل هذا هو التسامح الديني وهذه هي حضارة العرب والمسلمين ، فأين أنتم من ذلك ؟
ومما هو جدير بالانتباه حريّ بالتأمل ، قمين بالوقوف عنده ، ما يناله أهل الذمة في أردن الهاشميين من الحظوة والاحترام والتقدير ، فنحن في أردن الكرامة ، نعيش كأعضاء الجسد الواحد تجمعنا الثوابت ، حتى لو اختلفت مشاربنا وأصولنا ومذاهبنا ، فلا دين يفرقنا ، ولا حدّ يباعدنا ، آيات المحبة ، وطبع الألفة ، ودم العروبة ، وجلدة الأخوة تجمعنا ، وإنسانية الإنسان ديْدننا ، وتاج الشهامة والمهابة والعز والكبرياء شعارنا ، وعرش آل هاشم حاكمنا .
حمى الله الأردن وعاش الملك .
الدكتور محمود سليم هياجنه .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع