لعــلّني، مثل كثيرين من زملائي في هذا الوطن الجميل في كل شيء إلا بعض الشيء، قد امتلكت حضنا دافئا، أو أصابع تتقن فنّ المسح بوداعة على الرأس، أو قلبا ينتج حرارة فيها دفء من نوع آخر... لعلّني قد تحولت خاصرة قلبي إلى أريـكة وثيرة مريحة أو متكئاً لكتلة حب لهذا الوطن، ليظل قريبا مني طالما قلبي ينبض.
لا تتركني هموم وقضايا كثيرة للوطن، لي علاقة بها من قريب أو من بعيد، إلا وقد تفاعلت معها، لأنها تسري في عروقي بعنف تيّار الحب الجارف المسلّط على أي شيء يدعوك لأن تحبه.
ماذا يعني أن تحب الوطن؟
يعني أن تفرح وأن تتألّم لفرح وتألّم من أحببت، وتسهر على راحته، وتوفر كل أسباب الحياة الهانئة لمن أنت على علاقة وجدانية غير عادية معه، وتعطيه مسكّنا أو مخفّضا لحرارته، وهي دعوة لمن همّه الأخذ من الوطن و الإكتفاء بالنقد دون العمل أن يعطي و يعمل ويحب مثلنا. بعبارة أخرى هي دعوة لمن لم يحترف بعد حب الوطن.
عطاؤنا يولد كل يوم على شكل مواصلة الملاحظة و التفكير ومن ثم صنع مقالات بالإضافة إلى العمل الإنتاجي اليومي الغزير.
إن المخيّب للآمال هو عدم تجاوب أو تفاعل الجهات المعنية مع الدعوات المستمرة للعطاء للوطن بأي شكل كان، من أهل طلاب جعلونا فرجة أمام العالم بسبب حالات عنف الطلاب، و من سائقين طائشين حولوا سعادات بيوت لمآتم حزن وغم أبديّ، ومن جيران حوّلوا أبواب عماراتنا إلى مواقع قمامة مقرفة، وأوقفوا مركباتهم في وضع لا يسمح لنا بالمرور في الأوضاع العادية و الحرجة، و من ناكري معروف مؤسسات الوطن، ومن الفاسدين الذين لا يخشى الواحد منهم ربــّه، ومن أرباب عمل أو مدراء قد جمّــدوا موظفيهم بغير وجه حق و تعاملوا مع موظفيهم بفوقية و تكبّر، ومن محتالين نهبوا الفلس الأخير لأسر معدمة، ومن بعض المسؤولين الذين لم يبرّوا القسم، ومن ...الذين إغتالوا الرحمة التي تنمو في القلب و على الأكف، ..... والقائمة تطول.
لا يهمني ألم و توجّع خاصرة قلبي في أحيان كثيرة عندما يتألم و يتوجع الحب، بل الذي يهمّني أن يذهب أيّ تشوّه صنع على وجه الوطن و إلى غير رجعة shafiqtdweik@yahoo.com