تختلف الأوساط الرسمية مع مراكز دراسات خاصة حول نسبة البطالة في المملكة. وتحشد الحكومة كما هذه المراكز الأرقام والدراسات لتؤكد أن النسبة التي تعتمد هي الأصح. لكن الجدل يبقى أكاديمياً. والنسبة تحددها المنهجية المتبعة في الوصول إليها. منهجيات دراسة نسب البطالة تختلف وبالتالي ثمة تفسير علمي لاختلاف الأرقام.
تعتبر أوساط رسمية وغير رسمية "ثقافة العيب" سبباً لرفض مواطنين العمل في عديد قطاعات. وتحاجج هذه الأوساط أنّ الأردنيين يترفعون عن القيام بأعمال تدر دخولاً معقولة وتوفر عيشاً كريماً. على سبيل المثال، ثمة من يعتبر غياب العمالة المحلية عن وظائف حراس العمارات، التي تحتكرها العمالة الوافدة، دليلاً على الفرص التي يضيعها الأردنيون نتيجة ثقافتهم المتعالية. لكن من يستشهد بتلك الحالة دليلاً على انتشار "ثقافة العيب" يغفل الظروف المعيشية غير المقبولة التي يقبلها العمال الوافدون مضطرين.
أكدت شابات جامعيات في المفرق لاحدى وسائل الاعلام أن الشهادة الجامعية لا تقف حجر عثرة في طريقهن من أجل العمل في مختلف المجالات، وأنهن يملكن الإرادة لتجاوز ثقافة العيب والتغلب على الفقر والعوزحيث تقول تقول خريجة جامعة آل البيت بتخصص الكيمياء شاهة المساعيد (24 عاما) من منطقة أم الجمال إنها التحقت بالعمل في شركة لتجهيز وتسويق الدواجن ومنتجاتها في المفرق غير آبهة برأي البعض، متمنية أن تتمكن من سداد ما تبقى عليها من أقساط جامعية، ولمساعدة أسرتها في أعباء الحياة.
وعلى المستوى الاقتصادي تعيش الدولة منذ سنوات محاولات جادة بتوجيهات القائد لتحقيق انتعاشًا اقتصاديًا يؤثر ايجابيا على المستوى المعيشي للمواطنين جميعا فيها على حدٍّ سواء الا ان العمل والحاجة ما زالت بحاجة للمزيد من الجهود لتخفيف الاثار السلبية لمشاكل الفقر والبطالة و اكد وزير العمل الدكتور ابراهيم العموش ان الحكومة تدرس حاليا قانون الضمان الاجتماعي وامكانية تفعيل التأمين الصحي ضمن آلية لتغطية التامين الصحي ، مؤكدا على دور الوزارة بالتعريف على المبادرتين : دعم وتشغيل عمال الزراعة ودعم تشغيل الاردنيين المتعطلين عن العمل.
المشكلة ليست محصورة في "ثقافة العيب". القضية مرتبطة بظروف العمل ومدى التزام مُشغّلين الحقوق المالية والوظيفية للعمال. فليس سراً أن قطاعات اقتصادية عديدة تفضّل تشغيل الوافدين لاعتبارات ربحية وحقوقية بحتة. ما انكشف من مخالفات لأبسط حقوق العمال في المناطق الصناعية المؤهلة يكشف ذلك، ويفسر، في آن، تفضيل أصحاب مصانع لعمالة أجنبية يمكن المغامرة باستغلالها وخرق حقوقها ورفض الأردنيين العمل في ظل ظروف كهذه.
وإذا كان من الطبيعي أن تظلّ ثقافة (العيب) مسيطرة على تفكير فئة معينة من فئات المجتمع، لم تُهيَّأ لها سبل إكمال التعليم وفرص العمل، ، والاحتكاك الحي والمباشر بمختلف الثقافات والحضارات، فإنه من العجب أن تظلّ مثل هذه الثقافة، وهذه الطريقة في التفكير، وفي النظر إلى الأمور ومعالجتها، سائدة بين الفئة المتعلمة والمثقفة في المجتمع تجاه العمل وانواعه ؛ فإذا كانت نخبة المجتمع لا تزال متمسكة بهذا المنطق في التفكير، فكيف يمكن أن نلوم فئات المجتمع الأخرى ذوات الحظّ الأقل منها، علمًا وثقافة
سليمان الخلفات