أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
لابيد يطالب باتفاق يعيد الأسرى الإسرائيليين من غزة إطلاق برنامج تدريب المهارات الخضراء لتأهيل القوى العاملة السفير اليمني لدى الأردن يزور هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي التربية: امتحان الثانوية العامة ورقيا لطلبة 2007 وإلكترونيا لطلبة 2008 ميدفيديف يتوعد برد نووي وقائد المخابرات يطالب بعلاج جذري لأزمة أوكرانيا الوحدات يتأهل للدور الثاني في دوري أبطال آسيا 2. روسيا تطرد دبلوماسيا بريطانيا بتهمة التجسس كيف علق إسرائيليون على رقص وزير الدفاع وصواريخ حزب الله تنهال عليهم؟ قمة إريترية سودانية بأسمرا وإثيوبيا تؤكد "التزامها" بسيادة السودان آخر تطورات غرق مركب مصري على متنه عشرات السياح الغربيين مقاتلة أميركية فوق مضيق تايوان والصين ترسل قوات لمتابعتها محافظ العقبة يتفقد إنجازات مدينة الأمير حمزة للشباب ضابط فرنسي : هذه هي أساليبنا في محاربة العرب يا صديقي! بلينكن: نحن في المراحل النهائية لاتفاق بلبنان الأردن .. خمسيني يقع ضحية احتيال على يد خطابة - فيديو الخلايلة يفتتح مسجد الحاج نبيل الخطيب بمنطقة أيدون افتتاح معرض "الفنون والإعاقة" في المتحف الوطني للفنون الجميلة نتنياهو يتحدث الليلة بعد اجتماع حول وقف إطلاق النار مع لبنان الأورومتوسطي: إسرائيل تمنع إدخال الأغطية والملابس إلى غزة رئیس الأرکان الإيراني: ردنا على إسرائيل سيكون خارج توقعاتها
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة القرآن الكريم والمصحف الشريف:

القرآن الكريم والمصحف الشريف:

12-09-2010 10:53 PM

القرآن في السديم المعجمي ، من قرأ قراءة وقرآنا ، تتبع كلماته نظرا ونطق بها أو تتبع كلماته ولم ينطق بها ، والقرآن في الأصل ، مصدر نحو كفران ورجحان ، وصار القرآن لمحمد كالعلم ، كم أن التوراة لما أنزل على موسى ، والإنجيل على عيسى ، عليهم السلام ، وتسمية هذا الكتاب قرآنا من بين الكتب السماوية ، لكونه جامعا لثمرة كتبه ،بل لجمعه ثمرة جميع العلوم ، ومما قيل في معنى القرآن عند أهل العلم ، الجمع ، وسمي قرآنا لأنه يجمع السور فيضمها ، وذكر ابن الأثير قوله : تكرر في الحديث ذكر القراءة والاقتراء والقارئ والقرآن والأصل في هذه اللفظة هو الجمع ، وكل شيء جمعته فقد قرأته ، وسمي القرآن لأنه جمع القصص والأمر والنهي والوعد والوعيد ، والآيات والسور بعضها إلى بعض ، ومن هذا الباب القروء والأقراء والقَرْءِ وهو جميعه عند أبي إسحاق بمعنى الجمع .
والقرآن اصطلاحا ، ومعنى اصطلاحا ، أنّ اللفظة اكتسبت معنى جديدا في زمن ما ، مع بقاء أواصر قربى بينها وبين المعنى اللغوي ، القرآن هو : كلام الله المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، المكتوب في المصاحف ، والمتعبد بتلاوته ، أو هو : ذلك الكلام المنزل على محمد من عند بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ........... إلى آخر سورة الناس ، كما يمكننا إطلاق كلمة قرآن ، على كل آية في المصحف ، فأنت عندما تقرأ آية فقد قرأت قرآنا ،وليس للقرآن جمع أي أنّ كلمة قرآن لا تجمع بينما كلمة مصحف تجمع على مصاحف فالقرآن هو القرآن ، وجاءت كلمة قرآن عند القرطبي ، بمعنى المقروء ، كالمشروب يسمى شرابا ، والمكتوب يسمى كتابا ، واستشهد بقول الشاعر :
ضحوا بأشمط عنوان السجود به ............. يقطع الليل تسبيحا وقرآنا
بمعنى قراءة ، وقال الله تعالى : ( وقرآن الفجر إنّ قرآن الفجر كان مشهودا ) بمعنى قراءة الفجر ، وقد وردت مادة القرآن في القرآن الكريم كثيرا ، تدبرت سياقها فوجدت أغلبها يشير إلى هذا الاسم الغالب المشهور لكتاب الله الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد خصه الله به ولم يطلقه على كتاب من كتبه السابقة ، وقد ورد حديث في القرآن : \" فيه نبأ من قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم ، وهو الفصل ليس بالهزل ، من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، وهو حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، هو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا تلتبس به الألسنة ، ولا يشبع منه العلماء ، ولا يَخْلق على كثرة الرد ، ولا تنقضي عجائبه ، من قال به صدق ، ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعى إليه هدى إلى صراط مستقيم \" .
وأمّا المصحف فهو تلك الأوراق أو ما شابه ذلك التي دوّن فيها ، لأن القرآن لم ينزل مكتوبا في مصحف وإنما نزل مسموعا على محمد صلى الله عليه وسلم كما هو في اللوح المحفوظ ، وتلاه محمد على صحبه كما سمعه ، ثم دون على الرقاع وسعف النخيل والعظم وما شابه ذلك إلى أن جمع بين دفتي مصحف ، ولفظ المصحف بالنسبة للقرآن هو بمثابة الوعاء الحافظ ، وقد اكتسبت بالقرآن صفة لازمة له حتى اكتسبت قداسة القرآن ، لأنها في الأغلب انحصرت به ، ولهذا لا يجوز مس المصحف للحائض ، أو الجنب على الأغلب عند الفقهاء ، فالقرآن والمصحف على الأرجح يتساوقان ولا يفترقان ، بل هما ذلك الكتاب المقدس الذي أنزل على سيد الخلق ، والقرآن يكتب في أكثر من مصحف فنقول مصاحف وصحف ، والمادة الموجودة فيها واحدة ، إذ لا يوجد مصحف يوناني ومصحف عربي ومصحف إفريقي ، لأن المادة واحدة ولكن الورق يختلف أو الحبر أو ما شابه ذلك ، بينما الكلام الموجود في جميع المصاحف واحد .
وعلى أية حال يجب علينا أن نفرق بين لفظ المصحف ولفظ القرآن ، أقول لفظ ، لأنه لو كان المقصود بالقرآن هو المصحف ، لما قال الله تعالى : ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ) فهل هذا يعني أننا لو أتينا بالمصحف ووضعناه على الجبل تشقق الجبل أو تصدع ، ليس الأمر كما يظن البعض ، إذن المقصود غير ذلك ، وللعلم فقد اختص الله كلمة قرآن في هذا الموقف بالذات ، وليس المصحف ، مما يدل دلالة واضحة على أن المصحف غير القرآن في مواطن ، أما لو نزل القرآن على الجبل فهل يستقر الجبل مكانه ؟لا وألف لا ، لأن الجبل حتما سيصبح عالما ، وإذا أصبح عالما ، تصدع من عظمة تجليات قدرة الله ، لأنه حتما سيفقه وإذا فقه علم وإذا علم خشي ، فالأشد خشية أشد تأثرا مما فيه من العلوم اللدنيّة ، التي لا يعلمها إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا قل كل من عند الله ، والتنزيل هنا تنزيل وعي وإدراك لا تنزيلا ماديا كما هو الحال في المصحف ، لأنّ التنزيل الماديّ ليس من شرطه الإدراك والوعي والفهم والفقه والعلم ، وعلى أية حال فهذه ليست قضية خلاف بين العلماء ، لأنهما أي القرآن والمصحف يفترقان من باب ويتفقان من أبواب ، لأن القرآن على الخصوص والمصحف على العموم ، والله أعلم .
ولكن ما هو مثير للجدل في هذه الأيام هو قضية حرق المصحف ، أقول حرق المصحف وليس القرآن ، لأنّ القرآن لا يُحرق ، إذ كيف يحرق كلام الله ؟ فهذا شيء مستحيل ، وأعتقد اعتقادا جازما بهذا ،لأن الأصل هو كلام الله المحفوظ في اللوح المحفوظ ( في كتاب مكنون ) ، بينما إنقاذ الفعل لا يكون إلا في الماديات وهو المقصود بالورق والحبر المسطر في المصحف فلو حُرق مئة مصحف أو أكثر، هل هذا يعني أنّ القرآن قد انتهى من الوجود ، والجواب واضح لكل ذي عقل ، والسؤال الذي يطرحه الكثير، هل في حرقه شيء ؟
أقول وبالله التوفيق : الحرق له معنيان ، أو نيتان ، فإن كان الحرق من باب الحفاظ على قداسة آياته وعدم تعريضها لأماكن غير مستحبة فهو جائز ، بل هو الواجب ، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ، وإن كان الحرق من باب الإهانة أو التحقير أو التدنيس أو ما شابه هذه القرائن فهو كفر وخروج من الملّة ، وإن حصل الفعل من كافر، داخل بيضة الإسلام فيجب معاقبته بما يراه أولي الأمر وحسب قواعد الشرع ، وإن حصل في خارج بيضة الإسلام ، ففي ذلك نظر ، لانّ له معاني كثيرة ، فقد يكون إعلان حرب على الإسلام وبخاصة إذا كان الفعل من الحاكم الكافر نفسه ، وقد يكون من باب الحقد والكراهية ، وقد يكون من باب التعبير لرفض فعل ما ، إلى غير ذلك مما هو شائع هذه الأيام وبخاصة ، عند الدول الغربية ، والأهم من ذلك كله ، هل تُترك الشعوب على أعنتها كي تعبر عن استنكارها لهذا الفعل الشنيع ؟ والجواب : مما لا شك فيه ، أنّ هذا الفعل مما لا ترضاه أمة على وجه الأرض ، فهو فعل قبيح مستنكر، ولا يجوز أن يمر جزافا ، دون استنكار ولو في القلب وذلك أضعف الإيمان ولكن في الوقت نفسه ، لا يجوز للفرد أن يتصرف دون أمر أولي الأمر ، لأن طاعة أولي الأمر واجبة ضمنا في طاعة الله ورسوله ، فهم لم ولن يقودوا الأمة إلى التهلكة ، بل يرون ما هو الواجب فعله ، حتى لو وصل الأمر إلى إعلان الحرب .وما أقصده بالتصرف الفردي ، ليس الاستنكار أو ما شابه ذلك ، ولكن فعل شيء ما ، لا ترضاه الشريعة . والله أعلم . اللهم إن أخطأت فاغفر لي إذ الخطأ من طبع نفسي وهي جديرة به ، وإن أصبت فهو من فضلك . الدكتور محمود سليم هياجنه .
أرجو من العلماء التفاعل مع المحافظة على روح الحوار البناء وشكرا لكم





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع