خرج علينا قس اخرق بفكر لا ينم إلا عن جهل يكنزه والمسيحية منه ببراءة , قاده تفكيره الذي له منه نصيب إلى إن يفكر بحرق نسخ من القرآن الكريم ليفرغ حق دفين عشعش في جنبات صدره حيناً من الدهر ليس بالقليل الذي هو قذارة كما هو صاحبه.
أي تفكير هذا الذي سوف يجرك للهاوية في الدنيا كما هي الهاوية التي ستكن مقرك في الآخرة وتنتظرك بفارغ الصبر,أما عرفت أن هذا القرآن رسالة سماوية وله رب يحميه لأنه هو الذكر الذي أنزله الباري على سيد المرسلين وهو له حافظ ليوم الدين مستودعه الصدور أكثر مما تحفظه السطور, فلا يضيره جاهل أهوج ارعن مثلك، ويدك إن مدت إليه إن لم يحرقها الباري سيحرقها المنافحين عن كتابه وهم بحمد الله كثر وسيدركونك أينما كنت ولو لجأت للبروج المشيدة وهذا أمر لا جدال فيه فارعوي يا جاهل بدينك قبل أن تجهل بديانات الغير, اعلم انك لن تقدم على ذلك ليس عن طيب خاطر منك لكن عن ما تعلمه علم اليقين ما سيجري لك وأي ثبور ينتظرك.
لكن الأمر المخزي هو ذاك الأحمق الذي شاكلك في فكرك انه محمد المصري من فوضك يا هذا أن تطلب الصفح من ذاك القس الذي لفظته البشرية جمعاء على أن لا يقدم على حرق كتابك الكريم وان شككت أن يكن ذلك لأنه لو كان ذلك ما جعلته موضع تفاوض, لو كنت تؤمن بكتابك لأوصلت رسالة فحواها إن حياتك يا قس ومن شاكلك هي ثمن لتصرفاتك الغير مسؤولة وان هذا الأمر ليس موضع تفاوض ونقاش ولا يحتمل إلا أمر واحد لا بديل له وهو أن يحترم هذا الكتاب ويجل لأنه أهل لذلك, وحتى التلفظ بحقه كإساءة جرمها كبير وقصاصها عظيم, أما أن تتخاذل له وتجعل للقس قيمة هو فاقدها كما هو حالك حين وضعت نفسك في صفه, من هو ومن أنت حين تضعون القرآن الكريم موضع تفاوض أعرفت انك هويت في جهنم سبعين خريفاً في كل كلمة جعلت لهذا الساذج منفذ على القرآن, لأنك قويت موقفه المتهالك الذي كان عليه فجعلته له.
هو يعرف وإن كنت أنت لا تعرف فلو عرفت ما قلت ما قلت, انه لن يقدم على تلك الخطوة لأنه يعرف الثمن الذي هو أكثر من حياته, ويعرف إن تلك الخطوة ستجر الويلات له ولآخرين هو سبب لهم في ذلك ويعرف أكثر منك أن لهذا القرآن رب يحميه, واتيت له أنت خانعاً ذليلاً منكسراً لقمة سائغة جلبت المذلة للأمة فوق ما هي فيه لترجح له الكفة، كان الأولى بك إن لم تقل ما يتوجب قوله أن تصمت لأن صمتك هو انفع لأنك حين نطقت كفرت, إن كنت كذلك فالإسلام ليس بحاجة لمن هم مثلك فدع الإسلام وقرآنه لمن هم أجدر بحمايته واخلع عباءة تدثرت بها لأنك بها تهدم ….. وأنا لك ناصح أمين.
حمى الله الإسلام وقرآنه ورد كيد أعداءه في نحورهم وقيض الله لهذا الدين من يعرف أن يدافع عنه...انه سميع مجيب.