يعتمد التخطيط على الأرقام فهو نشاط ذهني مقصود يهدف لتحقيق حاجة جسدية أو روحية آنية أو مستقبلية لفرد أو لمجموعة خلال فترة زمنية محددة وبكلفة معينة.
ويعتقد البعض بأن التخطيط يرتبط بالفكر الإشتراكي ولكنه ليس كذلك فالمانيا سيدة التخطيط وفرنسا وغيرها مخطِطة بإمتياز.
ويجادل البعض بأنه من الأجدر ترك الحبل على الغارب لإقتصاد السوق لكي يوازن نفسه بنفسه إعتماداً على مبدأ العرض والطلب، وقد يكون هذا صحيحاً في بعض البلدان الصناعية، وحتى في تلك فإنها تعتمد على الخطط التنموية وتحدد للنجاح معايير ومؤشرات إداء، فهل هذا ما يحدث عندنا بالأردن.
وزير تخطيطنا المهندس عماد فاخوري يمطرنا بالأرقام في كل مقابلة أو مؤتمر صحفي، وكنا نتمنى عليه أن ينتظر بضعة أسابيع حتى ننتهي من إحصاءات عام 2015 ليعتمد وثيقة الأردن 2025 التي بُنيت على إحصائيات قديمة، وليس أقلها شأناً ما تبين مؤخراً بأن 42% من سكان الأردن يعيشون في محافظة العاصمة، فكيف أنعكست أرقامه على الخطة العشرية المعتمدة، وكم من السنوات نحتاج لإعادة التوازن السكاني بين العاصمة والأطراف.
لقد كان معالي الوزير النشط (دينمو) إنشاء منطقة العقبة الإقتصادية الخاصة في العام 2001، وتنقل من الأسيزا الى شركة تطوير العقبة والى الديوان الملكي والى الوزارة، وقد وعدنا مراراً بأن تكون العقبة الخاصة الرافعة للإقتصاد الوطني بحيث ستوفر 200 ألف فرصة عمل خلال عشر سنوات، وها هي السنوات العشر قد مضت ومضت فوقعها خمسٌ عجاف، فهل تحققت رؤية أبو التخطيط للعقبة بعد أن نشرت دائرة الإحصاءات العامة الأرقام النهائية والتي بيّنت بأن عدد سكان العقبة قد قل عما كان عليه في العام 2004.
إحتراماً للقراء... لا تقل لي بأن الأوضاع في المنطقة هي السبب في تسرب المواطنين من العقبة الى عمّان، فقد مَنحت الدولة للعقبة كل التسهيلات الممكنة، ولكننا لم نرى وعودكم تتحقق، ولا الكلام ما عليه ضرائب.
لا يا سيدي، في الدولة المحترمة، الكلام عليه ضريبة، وضريبة عالية اقلها الإستقالة، لأن كلامكم يشحن الناس ضد الحكومات ويئلبها ضد الدولة، وإلا كيف للمتعطلين عن العمل أن يفهموا التزامكم تجاه مؤتمر المانحين بلندن بتوفير 200 ألف فرصة عمل للاجئين السوريين في الأردن بينما يصطف الشباب الأردني بالطوابير بحثاً عن فرصة عمل.
قال العرب، لقد بَلَغَ السَّيْلُ الزُّبَى، والُّزبَى هي جمع زُبْيَة وهي حُفْرة لإصطياد الحيوانات الكاسرة تحفر على تلة مرتفعة لكي لا يَعْلُوها الماء فإذا بلغها السيلُ كان جارفا مُجْحفاً، وهو مثل نستعيره لكي نقول لوزير التخطيط والتعاون الدولي، كفى إستخفافاً بعقولنا... فقد بلغ السيل الزبى.