زاد الاردن الاخباري -
ما زالت معاناة المزارعين في منطقة الاغوار تتزايد عامآ تلو الاخر حتى اصبح المزارعون المتضمنون مئات الدونمات يهددون بتسليم المزارع والعودة الى بلدانهم او تغيير نوع تجارتهم بعيدآ عن المزارع ومشاكلها .
وادى اغلاق ابواب التصدير للدول المجاروة إلى انخفاض غير مسبوق في اسعار الخضراوات وخاصة البندورة والباذنجان والكوسا التي باتت تباع باسعار زهيدة جدآ .
ورصد شكاوى ومشاكل مزارعي الغور خلال جولة ميدانية وابرز مشاكلهم ومعاناتهم والوقوف عليها لنقلها بشكل مباشر للجهات الرسمية في محاولة منها لتخفيض نسبة الخسائر الكبيرة التي تكبدها المزارعون .
المزارع ابو جميل وهو احد اصحاب المزارع الكبيرة في منطقة الاغوار الجنوبية منذ الثمانينيات أكد ان الزراعة في الوقت الحالي باتت تكبده خسائر فادحة ، حيث انه منذ عام 2011 بدأت معاناته ومعاناة المزارعين دون اكتراث من وزارة الزراعة بأحوالهم .
واضاف ابو جميل :انه قام بزراعة 18 دونما من البندورة بالاضافة لعشرات الدونمات من الكوسا والباذنجان الا ان احوال الطقس اتلفت اغلب المحاصيل بالاضافة الى تدني اسعار تلك المنتجات في الأسواق.
وقال المزارع ابو جميل :ان الباذنجان اتلف بشكل كبير بسبب الصقيع الذي شهدته المملكة مؤخرآ الامر الذي ادى الى التسبب بخسارة كبيرة، ليقوم بالسماح لاصحاب المواشي"الاغنام" بجلب مواشيهم للتخلص من محصول الباذنجان حيث تضرر 8 دونمات من اصل 18 مسببآ له خسائر بآلاف الدنانير .
وبين الى ان باقي دونمات الارض المزروعة سيبقيها على حالها دون اللجوء الى قطفها بسبب تدني سعرها بالاضافة الى اراضي الكوسا التي تبلغ مساحتها 14 دونما لم يستفد منها سوى 60 صندوقا تم بيعها لسداد اجرة العاملين في المزارع وتغطيته القليل من تكلفة السماد.
واشار الى عدم اهتمام وزارة الزراعة او احد السؤولين بالمزارعين ودون الاطلاع على احوالهم ، الا ان احد الاشخاص قام بزيارتهم في شهر 11 من العام الماضي وكتابة تقرير بخسائرهم ،دون وجود اي ردود فعل حتى الان ، كما وقام مدير الزراعة في منطقتهم بزيارة المزارعين للاطلاع على احوالهم دون الاكتراث لخسائرهم .
وقدرت خسائره من الكوسا بـ 7 الاف دينار اما مزارع الباذنجان فبلغت8 دونمات لم يتم قطف سوى 100 صندوق والباقي تم فتحها للاغنام بسبب انخفاض اسعاره مشيرآ الى ان سعر "البكسة" الفارغة 30 قرشا وحين يتم تلقيطها ومحاسبة العمال واجرة النقل لا يبقى للمزراع اي قرش لينتفع به .
ولفت الى ان 270 شتلة بندورة ضربها الصقيع مطالبآ بتعويض ولو بالقليل من وزارة الزراعة ، مشيرآ الى ان مزارع البندورة خسرت ما يقارب 2000 دينار حتى اللحظة ولم يكتمل نموها وهي بحاجة الى سماد وعمال وبتلك الحالة ترتفع نسبة الخسارة اضعافا مضاعفة .
واضاف ان الموسم الزراعي الحالي وضع عليه ديونا وصلت الى 9 الاف دينار وهي ثمن السماد ، و من الصعوبة التخلي في الوقت الحالي عن المزارع وتسليمها لاصحابها بسبب الديون المتراكمة على كل مزراع .
وبين ان كل بيت بلاستيكي يكلف المزارع 2500 دينار من سماد وعناية وعمال مطالبين بفتح باب التصدير لاي دولة لانهاء ازمة المزارعين التي باتت تشكل لهم ارقآ كل عام .
وهدد المزارعون من غير الأردنيين في حال استمر الوضع كما هو عليه انهم سيقومون بالتخلي عن مزارعهم والعودة الى ديارهم بسبب الخسائر الكبيرة الي تلحق بهم كل عام .
واضاف ابو جميل انه في شهر 11 من العام الماضي طالب عدد من موظفي وزارة الزراعة المزارعين التوقيع على اوراق دون اعلام المزارعين لم ذلك التوقيع؟ ليعلم المزارعون في وقت لاحق ان تلك التوقيعات هي عبارة عن صرف مبلغ من المال لكل مزارع متضرر وحتى اليوم لم يستلم المزارعون اي مبلغ مالي من الزراعة .
وبحسب قولهم فان اصحاب المزارع الذين على معرفة بموظفي الزراعة يقومون باستلام دواء وسماد باقل التكاليف او مجاني باغلب الاوقات ، مضيفآ ان موظفين في اتحاد المزارعين يقومون بالتحدث في اغلب الاوقات مع المزارعين واعطائهم بعض النصائح حول نوع الخضار التي يجب زراعتها وتجنب اخرى وان المزارعين قاموا بالاستجابة لهم وسماع نصائحهم والعمل بها لكن دون جدوى او فائدة تذكر .
حيث قام المزارعون بتقليل مساحة الاراضي لزراعة الباذنجان بحسب توجيهات موظفي الاتحاد ليقوموا بزراعة 8 دونمات بدلآ من 20 دونما ولكن مازالت الخسارة قائمة لديهم حتى لو قام بزراعة 5 دونمات ، وزرعوا 12 دونما بندورة بدلآ من 40 دونما لكن الاسعار المنخفضة لا تزال تسبب لهم الخسارة الكبيرة ، وان الحل الوحيد لتخفيض نسبة الخسارة او اختفائها هو محاولة الوزارة فتح ابواب جديدة للتصدير .
من جهته استهجن الناطق الاعلامي باسم وزارة الزراعة الدكتور نمر حدادين السؤال حول أموال لجنة حصر اضرار الصقيع للمزروعات التي تضررت بفعل اجواء الطقس السابقة.
وقال حدادين : لا اعرف عن الامر شيئا ، ولا علم للوزارة ان كانت هناك لجنة لحصر الاضرار ام لا.
الانباط