بدا العام الدراسي وانكب من لا يسألون الناس إلحافا يحملون حقائب وأحذية أبناءهم المدرسية المهترئة أو الممزقةإلى من يسعفهم في بداية كل عام دراسي ألا وهو " الإسكافي " ، ليرثيها ويغطي ثقوبها ويستر هوان فقرهم وعيوبها ، مع أنه وفي كثير من الأحيان يصعب إصلاح ما أفسده الفقر فانه لن يعجز عن حياكتها ورثيها رغما"عن كل ما فيها من عيوب وإهتراء ، يقصدوه- ولله- شاكرين بأن سخر لهم " الإسكافي " مرددين المثل الذي يقول " لولاك لمشيت حافي ...." .
هؤلاء وفي بداية العام الدراسي وعلى العكس منا تماما" يتجنبون المرور أو العبور نهائيا" من أمام المكتبات أو المحلات التي تزدان يافطاتها بعبارات " مهرجان العودة للمدارس " خوفا" من براءة أطفالهم في طلب ما يصعب شراءه من حقيبة مدرسية تزهو بصورة " فلة " أو " سبايدر مان " وغيرها من الإكسسوارات المدرسية التي تفوق أسعارها ما يدخرونه لحاجاتهم من مأكل ومسكن ...
إنهم يحمدون الله لحالهم هذا ولا يسألون الناس إلحافا ومع ذلك فأنهم يألمون لطمع وجشع بعض التجار الذين يطغوا بفجور الربح الفاحش والذين لا يتوانوا بإستغلال مهرجان العودة للمدراس بالأسعار المرتفعة للأزياء والقرطاسية المدرسية مما يضطرهم عنوة للقبول بها محتسبين – الله- وحده فهو المولى ونعم الوكيل فلا يوجدعن ذلك بديلا .....
إنهم يستيقظون من نومهم قبل كل الناس ليس لتناول إفطار " الكروسون " أو كوب الحليب الصباحي بل ليدرك أبناءهم جرس المدرسة قبل أوانه فهم لا يعرفون وسائل المواصلات فقد كفاهم الله بعفافهم بأقدام تمطي أحذية هي نفسها والتي كما حدثكم آنفا مرت وتمر على صديقنا الإسكافي العام تلو العام ...!
الفقر ليس عيبا" ، بل العيب سيكون فينا إذا لم نتحرى عن هؤلاء ، ونجد في السؤال والبحث عنهم إنهم محرومين ولكن لا يسألون الناس إلحافا ، وحتى لا نكون كما قال الإعرابي الذي جاءه أحد المساكين يسأله ان يعطيه حاجة حينما اجابه : ليس عندي ما أعطيه للغير فالذي عندي أنا أحق الناس به ، فقال السائل : أين الذين يؤثرون على أنفسهم ؟
فأجابه الإعرابي : ذهبوا مع الذي لا يسألون الناس إلحافا .
فعلينا أن نسعى وبخاصة في بداية كل عام دراسي لكي نجدهم ، ونمدهم بما يحتاجونه لسد حاجات أبناءهم المدرسية علنا نكسب بركة دعاءهم في سلامة أبناءنا وزيادة الرزق في اموالنا وليس هذا فحسب بل قد يكون ثمرة عملنا هذا أن يخرج لنا من بين اكنافهم علماء في أي مجال مجالات الحياة التي قد تسهم في رفعة وتقدم مجتمعنا والاجمل أيضا إن ذلك سينعكس على زيادة اللحمة والمحبة فيما بيننا والتي بلا أدنى شك ستجعل من مجتمعنا حصنا" وجدارا" منيعا يصعب مسه او العبث فيه .....وفقنا الله وإياكم للخير كله ...