لم تكن \"الآيات الشيطانية\" لسليمان رشدي هي البداية ، ولم تكن الرسوم المسيئة إلى الرسول الأعظم هي النهاية.. ولكنها سلسلة بدأت منذ زمن طويل، منذ أن كان أبو جهل ورفاقه يعملون على تسخيف الدين ونكرانه، وامتدت حتى زماننا هذا، تشتد تارة وتخبو تارة أخرى. ولكنها في جميع الأزمان موجهة إلى المسلمين، يستفزونهم فيجدوهم أهلا لهذا الإستفزاز، ويستثيرونهم فيجدوهم سهلي الإثارة. فيشعرون أنهم حققوا أهدافهم. فالمسلمون يهبون، يتظاهرون، يصرخون، يحطمون، يتقاتلون، يسقط منهم القتلى والجرحى.. بينما يذهب الآخرون هادئين إلى بيوتهم ليناموا ملء الجفون.
آيات شيطانية لسليمان رشدي انتهت، بعد صراع طويل، إلى شهرة وثراء لكاتب مغمور من كتاب تافه جلب له الشهرة والمال، ومنحته ملكة بريطانيا وغيرها الأوسمة، وأهدرت إيران دمه الذي لا يزال يجري في شرايينه!!
\"وليمة لأعشاب البحر\" قصة حب تافهة للكاتب السوري حيدر حيدر. لم يسمع به أحد قبل الرواية أوحتى بعد الرواية، حتى جاء بعضهم ليعلن المجد والشهرة لهذا الكاتب من وراء إعادة طباعة القصة التافهة في مصر. فعمت المظاهرات البلاد والعباد واشتهرت الرواية واصبحت الأيادي تتلقفها وتتناقلها...
الرسومات المسيئة للرسول الأعظم من رسام نكرة في الدنمارك يرسم في الصحف الصفراء الرخيصة والتي لا يقرأها إلا الرعاع ....أبينا نحن المسلمين إلا أن نجعل له رفعة وشأناً في أوروبا والعالم.. فانطلقنا – كالعادة – نخرب ونمزق كل شيء أمامنا.. نحرق السفارات الغربية.. وندمر الممتلكات ونقتل بعضنا بعضاً.. ولم يكن مستفيداً سوى ذلك الرسام - العاهر المغمور- الذي سيقدم لنا كتب شكر على معروفنا له...
حرق نسخ من القرآن الكريم كان آخر المهازل التي ننساق اليها، فمن قس لا يزيد عدد أتباعه على ركاب باص من العبدلي إلى وسط البلد، ولا يعلم أحد أنه حي يرزق غير زوجته وأحد جيرانه ...صنعنا منه بطلاً قومياً نستجدي أمريكا أن تمنعه، ونفاوضها في بناء أكبر مركز إسلامي في نيويورك إن هي شكمته...
وهكذا ونحن نسير على هذا الدرب الذي نظن أننا نحارب فيه من أجل الله والرسول، ولا نحصد سوى الضحايا، والذين كان مقتل 13 شخصا في كشمير آخرهم حتى الآن وبدون أي داع أو نتيجة، وكأننا نقول لمن يريد أن يشتهر ويحصل على المال والغنى والشهرة ، أن الطريق سهل وواضح، فما عليكم سوى شتم الإسلام والمسلمين ومقدساتهم وكتبهم والباقي علينا، فنحن سنحطم ممتلكاتنا ونقتل أنفسنا ونشهر كتبكم التافهة وأعمالكم المنحطة....
هل يستطيع أي مخلوق على ظهر البسيطة أن يحط من قدر رسولنا الأعظم مهما رسم وقال وفعل !!!! هل يستطيع أي فعل في صفحات القرآن أن يلغي معجزة إلهية نكتشف كل يوم إعجازا في كلماتها أو حتى في حروفها ولا يزال فيه الكثير مما بقي خافيا علينا وأمرنا الخالق تدبره ، هل سينسينا هذا القس التافه وغيره من الكتاب الساعين إلى الشهرة ايات القرآن المحفورة في قلوب وأدمغة المسلمين والتي وعد الله حفظها على مدار العصور !!!!!
اما آن لنا أن نتعلم ونعلم أن هذا الطريق ليس هو الطريق الصحيح، وإنما هو تدمير للذات وللدين ولكل ما له علاقة بالأسلام !!... أليس هناك من يدلنا ويذكرنا أن أكبر دولة إسلامية على وجه الكرة الأرضية لم تصلها سيوف المسلمين!! ....ألا يحق لنا أن ندعوا إلى دراسة جديدة لمفاهيم كثيرة إعتدنا أن نعتقد بصحتها وهي من الإسلام براء...
د. معن سعيد