أول سؤال يتم سؤاله بعد العيد \" شو سويتوا بالعيد \" أو وين رحتوا ووين اجيتوا وشو اعملتوا بالعيد \"
ادري بان السؤال متكرر وادري أيضا بأن الإجابة قد تختلف من شخص لآخر ، فالبعض ذهب إلى الملاهي والبعض الآخر ذهب إلى العقبة ، بعض الناس ذهبت إلى السينما ، في حين كان هناك من قضى إجازة العيد نائم ، فالعطلة فرصة لقضاء وقت طويل من النوم والراحة .
أنا كان الوضع مختلف بالنسبة لي ...
فقد قضيت العيد اكرر محاولات متعددة فاشلة لغايات التمكن من شراء وجبة شاورما عادي وليست سوبر ومن مطعم من الدرجة التاسعة ، وبين الازدحامات البشرية المصطفة على الدور كنت أمل في كل مرة الانتظار الذي يبدو جليا انه سيطول كثيرا ، فاترك مكاني واذهب إلى مطعم آخر لأجد أن كل البشر الذين خلقهم الله متواجدين في المطعم الثاني ، حتى النيل بساندويشة فلافل كانت أشبه بالمستحيلة ، إلا إذا جازفت بنفسك وتسلحت بالمعدات الحربية الحديث منها والقديم وارتديت ترسا وتقلدت سيفك واعتليت صهوة الانتظار .
ثلاثة أيام لم أتمكن من خلالها بترفيه نفسي حقيقة بالحظي بوجبة سفري من احد المطاعم نظرا للأعداد الهائلة والمستحيلة من البشر المصطف على أبواب المطاعم خارجها وداخلها ، لدرجة أنني ظننت لوهلة بان البيع مجاني وان الطعام يوزع عن روح أصحاب المطاعم .
استفساري طوال تلك الأيام على كل تلك المشاهد :
من يرى الجموع الغفيرة المصطفة على أبواب المطاعم في العيد ماذا سيظن ؟؟
أظن أن الأمر لن يخرج عن أمرين :
الأول : ربما يظن بأن الناس لم تأكل طوال شهر رمضان وأنها تقشفت واعتكفت شعورا مع الفقراء .
الأمر الثاني : ربما سيظن بأننا بعد رمضان والعيد لن نأكل ابدأ ما حيينا .
رغم أن هذين الأمرين أكثر استحالة من أي مستحيل في الحياة .
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com