أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
ضبط مصانع نكهات "الجوس" مزورة تستخدم مواد سامة مساع لمنع بريطانيا من بيع أجزاء محرك طائرة إف-35 لإسرائيل الملك يؤكد استمرار الأردن بتقديم المساعدات الإنسانية للأهل في غزة 26 مليون من اليونيسف لتنفيذ مشاريع تعليميَّة في الاردن الحكومة توافق على الإجراءات اللازمة لتصويب أوضاع العمالة السورية رئیس الأرکان الإيراني: الصهاینة تجاوزوا الخطوط الحمر الاردن .. اخضاع مستلزمات إنتاجية لضَّريبة بنسبة صفر الاردن .. تمديد العمل بتقديم الدَّعم النَّقدي للمخابز وتثبيت أسعار الخبز اعلام عبري: بايدن سيعلن وقف اطلاق النار في لبنان الليلة الطيّب مديراً عامَّاً لدائرة الأحوال الموافقة على اتفاقية لتمويل إنشاء 5 مدارس مهنيَّة منح مشاريع صّناعيَّة جديدة في الكرك والطَّفيلة حوافز استثماريَّة إضافيَّة التعليم العالي: تنوع المؤسسات التعليمية مصدر جذب للطلبة الوافدين وزير الشباب يؤكد أهمية الحركة الكشفية في تمكن وتزويد قدرات الشباب القيادية "صناعة الأردن": لا وجود لمصانع محلية مرخصة لإنتاج سائل السجائر الإلكترونية دائرة الجمارك : إقبال كبيرعلى الاستفادة من تخفيض الضريبة الخاصة بنسبة ٥٠% على السيارات الكهربائية العقيد عامر السرطاوي يجري عملية بعد 20 سنة وفدان من تونس وعُمان يطلعان على تقنيات إدارة المياه في الأردن الخيرية الهاشمية: تسيير قافلة جديدة لغزة الأربعاء سيناريوهات بعثة قوات اليونيفيل في لبنان

فلاشات الطرق

15-09-2010 10:03 PM

ما أن أركب سيارتي متوجهاً إلى الكرك مقترباً من بداية الطريق الصحراوي حتى تبدأ ظاهرة إنذارات الطرق بخطف أنظار السائقين و كأننا في ساحة معركة نحذر بعضنا البعض من عدو متربص يريد الفتك بنا , وهذه الظاهرة (سميتها ظاهرة لأني لم أرى أو اسمع عن وجود ما يشابهها في مكان آخر) يلاحظها و يتعامل معها أغلب السائقين المتجهين إلى الشمال والجنوب و سالكوا الطرق الخارجية بشكل عام.

اردت في مقالي هذا أن اتوقف عند هذه الظاهرة قليلاً و أسلط الضوء عليها لمعرفة اسبابها و دوافعها ، وحقيقة هذه التحذيرات التي يطلقها عشرات السائقين لتحذير بعضهم البعض من خطر يحدق
‎ بهم دون سابق معرفة بينهم أو اتفاق أو تميز وبطريقة لا إرادية في بعض الأحيان .

إنها ظاهرة إنذارات الطرق‎
و لتفسير هذه الظاهرة نبدأ بسؤال ما يلي:
من ماذا يحذرون بعضهم؟
ولماذا يحذرون بعضهم؟
أسئلة تطرح نفسها بقوة واعتقد أن في إجاباتها تفسير مقنع لهذه الظاهرة لا و بل تدخلها ضمن أغرب الظواهر الإنسانية.

!! فإجابة السؤال الأول بكل بساطة هو أنهم يحذرون بعضهم البعض من شرطة السير
جواب اعتقد انه مفزع و مستهجن في أغلب دول العالم ولكنها الحقيقة، فالمتعارف عليه هو أن السائقون يستأنسون بهم على الطرقات ويسترشدون بهم وقت الحاجة، ولكن في حالتنا هذه نجدهم يحذرون أنفسهم من دوريات السير التي وجدت بالأساس لتكون في خدمتهم و تنظيم سيرهم وليس لنشر الرعب بينهم و دفعهم لاختراع الطرقً لتفاديهم.
آما لماذا ؟ وفي جواب هذا السؤال تكمن الحقيقة التي لا يريد المسؤولين في شرطة السير مواجهتها ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة لها، فالسائق قد فقد ثقته في شرطي السير، واصبح يحاول اختراع الأساليب والطرق لتفاديه حتى لو لم يكن مرتكب لأي مخالفة، اصبح السائق يكن العداء لشرطي السير لشعوره بأنه مستهدف في أي لحظة و عرضة لتلقي أي نوع من أنواع المخالفات وبأسباب واهية في بعض الأحيان ، وأن الشرطي موجود فقط لمخالفته، ومما عزز هذا الشعور الأساليب التي يتبعها إخواننا في دائرة السير في ضبط المخالفين من نصب الكمائن المخفية دون وجود أي شواخص تحذيرية في بعض الأماكن، ونشر السيارات المدنية على الطرقات، و أداء بعض رجال السير واجبهم بلباس مدني، وإخفاء الرادارات والأفراد في الجزر الوسطية وبين الأشجار وكأنهم قناصة يترصدون بعدو، وغيرها من الأساليب التي تعزز القناعة والشعور بأن مهمة دائرة السير هي جباية النقود بالدرجة الأولى وليست مهمة توعوية و تثقيفية إرشادية تقوم على سياسة الردع النفسي ونشر ثقافة ومبادئ القيادة السليمة على الطرقات، و هناك اساليب كثيرة نحتاجها لإنجاز هذه المهمة منها ما هو متبع كالنشرات الإرشادية المرئية و المسموعة و المقروءة عبر التلفاز الإذاعة والصحف ولكن بتركيز وزخم أكبر، و محاولة إرساء الثقافة المرورية من خلال المدارس والمساجد من أجل تخفيف وطأة ظاهرة حوادث الطرق و البدء بنشر هذه الثقافة بين طلبة المدارس والجامعات من خلال مادة إجبارية تطرح بصورة منهجية , مسلية, شاملة يدرسها متخصصون من إدارة السير مما يساعد على ترسيخ هذه الثقافة في عقول المواطنين منذ الصغر للوصول إلى جيل
متشبع بهذه التربية ، و الطلب من أئمة المساجد وخطباء الجمعة اخذ دورهم في التوعية و التحسيس بضرورة احترام قوانين المرور.
ويجب على دائرة السير التشدد في الامتحانين النظري والعملي المعتمدين لغايات الحصول على الرخصة، والتشدد بشكل أكبر في عملية سحب الرخص من المخالفين الذين تتكرر مخالفاتهم بشكل كبير وتفعيل نظام احتساب النقاط و تطبيقه بصرامة، و لا نعفي دائرة السير من مسؤوليتها المباشرة اتجاه مدارس تدريب السواقة ،إذ وجب عليهم تقييم هذه المدارس من خلال عدد المرشحين الناجحين والراسبين شهريا و إجراء تقييم دوري لهذه المدارس ونوعية تكوينها ولمَ لا يتم توقيف المتقاعسين منهم .
اعتقد بأن التطبيق السليم لما ذكرنا من أساليب يمكن أن يعطي نتائج أكبر بكثير مما تحققه المخالفات المالية والتي يجب أن لا تكون الخيار الأول لإدارة السير وخاصة بعد أن أثبتت فشلها الذريع في الحد من حوادث السير والتقليل من حجم المخالفات مما يدفعنا لإعادة النظر بهذه الآلية إن كان التقليل من الحوادث والمخالفات هو هدف إدارة السير وليس تحصيل الأموال كما يشعر اغلب السائقين.

وهناك نقطة رئيسة يجب الأخذ بها بعين الاعتبار إذا ما اردنا إعادة الثقة المفقودة بين السائق وشرطي السير وهي تكثيف الدورات التدريبية و التأهيلية لأفراد دائرة السير وخاصة في كيفية التعامل مع السائقين وعدم معاملتهم بعصبية و بصورة استفزازية خاصة و أن الكثير من افراد السير هم من صغار السن الذين تنقصهم الخبرة الكافية بطرق التعامل السليمة وفن الحوار مع جميع أطياف المجتمع ومراعاة حالاتهم النفسية وعدم معاملتهم و كأنهم مجرمين، وكلنا نعرف أن للمعاملة الحسنة الأثر الأكبر في نفوس السائقين مما يساعدهم في إعادة الروح لثقتهم المفقودة ولإحساسهم بأن شرطي السير إنسان موجود لحمايتهم من خطره على أنفسهم و خطر الآخرين وليس مجرد محصل ضرائب.
نعرف أن إدارة السير تحاول جاهدة النهوض بمستوى افرادها وخدماتها بشكل يواكب التطور الحضاري الذي يشهده البلد والذي يحتم على إدارة السير والتي يمثل افرادها احد الواجهات المميزة والعناوين الرئيسية لمقدار تقدم و تطور البلد، فهم بأسلوبهم الحضاري يرسمون لوحة جميلة من لوحات الازدهار، ولكننا نطالبها بالمزيد والمزيد من الجهد والتعب علّنا نتخلص من ظاهرة فلاشات الطرق.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع