زاد الاردن الاخباري -
يصر الكثير من الازواج على تسمية ابنائهم وبناتهم بأسماء ابائهم وامهاتهم تخليدا لهم ووفاء لذكراهم ، والغريب هو ان اسم الجد قد يتكرر في الاجيال اللاحقة اكثر من مرة فنجد بعض الاشخاص يحملون اسماء متكررة من ثلاثة مقاطع تحمل نفس الاسم.
وقد يرتبط اسم لشخص ولقبه باسم والده حتى قبل ان يتزوج مثل الابن البكر والذي عادة ما يكنى بأبي "فلان" نسبة الى والده وما يعرف في العائلة ينتقل الى الاصدقاء والمعارف سواء في المدرسة او الجامعات او حتى العمل كجزء من الشهرة المبكرة للشخص الذي ينادونه به حتى انه وفي كثير من الحالات يرتبط هذا اللقب بالشخص لدرجة ان من حوله ينسون اسمه الحقيقي.
بعض الشباب اثناء فترة الخطوبة يشترطون على شريكة حياتهم ضرورة ان يحمل المولود الاول اسم والده او المولودة الاولى اسم والدته. واذا كان الشاب قد تربي في كنف جدته او جده واراد ان يحمل لهما الفضل في تربيته يكون الاسم لابنه او ابنته من نصيبهما ..ولهذا لا تبدو اسماء معينة لاطفال مثل (جميلة - فتحية - جواهر - صبحية ) او (فتحي - صبحي - عبد اللطيف او غيرها من الاسماء) التي درج العرف بانها اسماء قديمة وتقليدية غريبة عند الكثيرين ممن يعرفون على الفور بانها تعود لاجدادهم او جداتهم.
تكرار الاسم
وبسبب تعلقه الشديد بوالدته التى توفيت اثر مرض عضال قرر "ماهر" ان يسمى ابنته البكر "غالية" باسم والدته وفاء لها واشار الى انه قد اتفق مع زوجته على اختيار هذا الاسم لابنتهما فترة الخطوبة وقد رحبت بالفكرة بعد ان اكدت له بانها لا تهتم باختيار اسماء "حديثة" لاولادها .
وذكر ان الله رزقهما بالابنة البكر وقد أسموها "غالية" باسم والدته. مشيرا الى ان ابنته تشبه جدتها كثيرا ليس فقط في اسمها بل في الطباع الانسانية والشكل ايضا .كما ذكر بان اخيه الذي يصغره بثلاث سنوات رزق بطفلة قبل شهر ونصف وقد أسماها "غالية" وذلك لكي يبقى هذا الاسم يتردد في كل بيت من بيوت ابنائها.
ويرى "ماهر" ان تسمية الابناء على اسماء الاباء والاجداد هي شكل من اشكال الوفاء والحب لرد ولو جزء بسيط من الجميل لهم .
ومن جهة اخرى ذكر "فراس سليمان فتوح" انه واخوانه الاربعة قرروا ان يسموا ابناءهم بـ"سليمان" وهو اسم والدهم الذي توفي قبل سنوات. واشار "فراس" الى ان محبتهم لوالدهم لم تكن عادية وان علاقتهم به كأبناء كانت تتعدى كل الحدود. فقد كان الاب والصديق والاخ لدرجة انهم كانوا يصرحون له بأدق اسرارهم وتفاصيل حياتهم وقد كان القدوة والمثل الحسن للاب الحاني والصديق المخلص. الا ان القدر فاجأهم بوفاته قبل سنوات بحادث سير عندما كان في زيارة لاحد اصدقائه في محافظة العقبة.
يقول "فراس" ان الخبر كان له وقع نفسي كبير عليهم خاصة وانهم اعتادوا على وجوده معهم في كل لحظة مشيرا الى ان تسمية ابنائهم باسمه لم تكن فقط بسبب تخليد اسم والدهم بل لان حبهم لابنائهم قد يشكل جزءا من حبهم لوالدهم وليبقى هذا الاسم يتردد يوميا على مسمعهم.
اسماء الاجداد
وقد يجد البعض ان تكرار اسم معين في العائلة سواء كان اسم ذكر او انثى يعتبر تخليدا لهذا الاسم والذي قد يمتد لاجيال واجيال حتى ان بعض العائلات سميت بأسماء اجدادها او بسبب تكرارها في عائلتهم فأصبحت كنيتهم بنفس الاسم. كأن نقول على احدى العائلات بانها عائلة "توفيق" او ان نقول على عائلات كبيرة انهم ابناء "مرزوق" او "داوود".
كما هو الحال عند عائلة "الرضواني" والتي يعرف افرادها باولاد "موسى" وذلك بسبب تكرار هذا الاسم عبر اكثر من جيل حتى انه امتد للجيل العاشر من صاحبه الاصلي "الجد".
ويروي "معتز موسى الرضواني" قصة اسم موسى والتي توارثته الاجيال ابا عن جد مشيرا الى ان موسى هو جد والده وقد كان بحسب الروايات التى سمعها من والده رجلا كريما وصاحب مواقف انسانية كثيرة وقد اسس اول مدرسة لتعليم الاطفال في المنطقة التي كان يعيش فيها بعد ان تبرع بقطعة الارض وكذلك تكاليف بنائها كما كان له العديد من الانجازات الخيرية مثل بناء مساجد ومساعدة عائلات والتكفل بفتح طرق في القرية التى كان يعيش فيها قبل سنوات وقد ترك هذا الرجل بعد وفاته سمعة طيبة وذكرى حسنة ما زال يذكرها ويشهد له بها الاجيال المتعاقبة.
وذكر معتز ان جده لوالده قام بتسمية ابنه البكر (والده) بنفس اسمه وان اعمام والده أسمو ابناءهم بنفس الاسم وقد أوصى والده بالحفاظ على اسم "موسى" من خلال تسمية ابنائنا به ومن هنا اصبح جميع من يعرفهم يذكر بانهم (ابناء موسى).
ومن جانب اخر تحدثت "ام عمر" ربة منزل عن سبب تسمية ابنتها "زهور" على اسم والدتها التي ما زالت على قيد الحياة حيث انها وقبل زواجها كانت البنت الوحيدة لعائلتها ولديها ثلاثة اخوان يكبرونها بكثير. وقد كان لوالدتها اسمان اسم رسمي واخر ينادونها به وقد كان اسمها الرسمي هو زهور والاسم الشائع "نورا".
واشارت "ام عمر" الى انها كانت تحب اسم امها الحقيقي جدا وكانت تتمنى ان يكون اسمها هو "زهور" حيث ان للاسم دلالة رومانسية لارتباطه بالزهور وهو رمز الحب وقد قررت ان تسمي طفلتها الاولى بهذا الاسم الذي قد لا يذكره الكثيرون فيما بعد خاصة وانه الاسم غير المتداول لوالدتها والى جانب حبها الشديد للاسم ذكرت "ام عمر" انها تقول لكل من يسألها عن اختيارها لاسم "زهور" لابنتها بانه اسم والدتها التي تحبها وتحب اسمها ايضا.
الدستور