أحد الأصدقاء نصحه طبيبه بأخذ قسط من الراحة والابتعاد عن التفكير والهواجس وأخبره بأنه حبذا لو قام بتغيير الأجواء التي يعيش فيها للخروج من الروتين الحياتي الذي اعتاد عليه ، كما أن الطبيب نصحه بالسفر لغايات الاستجمام والنقاهة ، فمرضه وكما اخبره الطبيب واخبرني ، هو مرض نفسي يحتاج إلى راحة نفسية .
صديقي خفيف دم ، فعلى سبيل الفكاهة اخبرني بأنه يعرف الراحة الحمرا \" اللي هي الحلقوم \" لكن \" الراحة النفسية \" ؟؟! وين ببيعوها ؟؟؟
في الحقيقة .. ليس صديقي وحده من يعاني من هذا المرض الوبائي ، نعم هو مرض وبائي ، وجميعنا علته في هذا النوع من الراحة بالذات .
فأعصابنا دائما مشدودة ونفسيتنا دائما إما مرهقة أو محطمة ، نبدأ يومنا على أعصابنا ونذهب على أعصابنا خوفا من التأخر عن العمل ، وننهي يومنا على أعصابنا خوفا من اليوم القادم بما يحمل في عقولنا من هواجس وتخيلات ، حتى في نومنا نكون على أعصابنا فأحلامنا في يقظتنا وفي نومنا أصبحت كوابيسا خوفا من الغد القادم ومتطلباته ، طلبات الحياة كثيرة والتزاماتها أكثر ، والقدرة على تحقيقها باتت أصعب من أي وقت مضى ، في لحظة الهروب نصطدم في الواقع الذي أن هربنا منه وجدنا أنفسنا نهرب إليه من جديد .
الأخبار لا تريح النفسية إنما تشد الأعصاب أكثر وأظن بان البعض منا شدت أعصابه كثيرا لدرجة أن تفتت أو تمزقت وربما تفجرت ، ما أن تهدأ نفسيتك وترتاح قليلا تخرج إشاعة مفادها رفع الأسعار ، ليرتفع ادرينالينك وضغطك على السواء عندها نوقن بان راحتنا الضئيلة كانت هدوء يسبق العاصفة . وليست كما ظننا بأنها استراحة المحارب .
يقولون راحة نفسية ويقولون علتنا هي نفسية ولا يوجد هناك دواء أو حبوب أو كبسولات أو حتى شراب أشبه بشراب السعال لهذا المرض فقط يكمن العلاج في الراحة . وهو علاج في يديك .
رجاء اخبروني ... مع كل هذا .. كيف يكون العلاج في يدي .
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com