ياسر العظمه لمن لا يعرفه هو فنان سوري ساخر اشتهر بنقد السلبيات في المجتمع من خلال سلسلة حلقات ( مرايا ) وكيف كان من خلال هذا البرنامج الفكاهي يوجه نقدا لاذعا حول الترهل الأداري في آداء الحكومه والقطاع العام وهو من نوع الكوميديا الهادفه عندما كان للفن رساله رائعه في توجيه المجتمع , وقد رجعت بي الذاكره الى احدى حلقات هذا المسلسل الرائع الىموضوع كيف تعالج الدوله مشاكلها من خلال تشكيل لجان للمتابعه ولجان للتنفيذ ولجان للأشراف ولجان للتدقيق ولجان للتنفيذ ولجان لمتابعة التنفيذ حتى بلغ الموضوع ان شراء علم لرفعه فوق احدى المدارس ان أختلفت جميع هذه اللجان وتطلب الأمر الى اصدار قرار جمهوري بحسم هذا الموضوع .
يحضرني هذا القول بمناسبة قيام دولة رئيس الوزرا بتشكيل لجنه لدراسة أسباب التراجع في السوق المالي ؟؟؟؟؟ فعلا صح النوم يا دولة الرئيس فبعد ان تبخرت مئات الملايين من جيوب كل من وثق وفكر في الأستثمار في هذا السوق الذي يعتبر الواجهه الأقتصادية للملكه الأردنيه الهاشميه وبعد الأهمال الشديد والمتعمد من قبل القائمين على هذا السوق سواء من البنك المركزي أو وزارة الماليه وجيش الخبراء والمستشارين التابعين لهما والذين يطلون علينا بين الفينه والأخرى من خلال أجهزة الأعلام بربطات عنق أنيقه وبدلات حرير فاخره يمتطون افخر انواع السيجار الكوبي الفاخر ليطمئنونا على سلامة الوضع المالي للسوق وكل واحد منهم يشيد بالآخر وحكمته في تجنيب البلاد آثار الزلزال المالي بينما واقع الحال ان أمورنا الماليه تزداد سوء يوما بعد يوم .
دولة الرئيس , السوق المالي ليس بحاجه الى لجان تشكل وانتظار نتائج تلك الجان لأن اسباب التراجع واضحه ولا لبس فيها وقد جفت اقلامنا وبح صوتنا ونحن ننادي بأن تهتم الدولة في هذا الجانب الأقتصادي الهام ولكن لا حياة لمن تنادي , بالله عليك يا دولة الرئيس كيف نثق بهذا السوق وهو يعتمد على القليل ممن يسمون بالهوامير يبيعون ويشترون حبرا على ورق ويسحقون تحت اقدامهم صغار المتعاملين وكيف لهذا السوق ان ينتعش ونسبة الفائده على الأقتراض تتجاوز 14% بينما اسعار الفائده وخصوصا على الدولار الأمريكي تدور حول الصفر المؤي وكيف لهذا السوق ان ينتعش وبنوكنا المحليه متخمه بالودائع وأصبحت عبئا عليها نظرا لأحجامها عن الأقراض بحجة الأزمة العالميه بينما من المتعارف عليه ان السيوله النقديه هي السبب الرئيسي في انعاش هذا السوق سواء في دعم المصانع والشركات المدرجه في السوق المالي او توفير السيوله النقدية للمتعاملين , وأخيرا وليس آخرا يجب ان يكون هناك قناعة تامة لدى الدوله بأن هذا السوق هو جزء من أقتصاد هذه الدوله يجب ان يحظى بالرعايه الكامله والأهتمام الشديد وان لا يتم النظر اليه على انه وعاء لمجموعه من المقامرين الله لا يردهم , علما بأن الساده اعضاء اللجنه اللذين تم تعيينهم لهم من الخبرات والبصيره الرائعه وأنا على يقين بأنهم يعلمون اين موطن الخلل في السوق وآمل ان لا تطول اجتماعاتهم . وليد المزرعاوي , wmezrawi@hotmail.com