بعد يوم مليء بالغفران لكل مسيء ولكل شمتّان وشمل ذلك (وليس على وجه التحديد ) : كرسي الباص المليء بالمسامير وأصبع المدير الأوسط حين ترك بقية الاصابع وأنحنى لمقاله الاخير ، وأخيرا وليس أخرا أبو اسحاق البقّال أبوالدفتر العجيب ، هكذا كانت عودة الصحفي على بيته ... قلبه واسع وعقله كبيـــــــــــــــــــر .
بعد وجبه التسّمين بدء العمل على الخطابة ، يدا تكتب والأخرى ترفض الرتابة ، لا بد من معجزة ولا بد من تغيير، فعلم الصحافة كبير ولا شيء يعجب المدير ...( تعالي يا أم اسماعيل شاركيني الابداع لعلّي أكتب شيء مثير ) ، قالها وبدا كمكتشف البنسلين .
جلست سندريلا بجانبه وعلى الجلسة تم اسقاط اللحن الحزين وكانت أول الكتابة عن فلسطين :
في أول الصفحة كتب العنوان ( كيف السبيل الى التحرير) ، كانت أول الكلامات كافية لتبدء الحرمة التهليل والتكبير وتحلف بالله انه اذا أكمل الفقرة سيكون يومه الاخير ، فثمة زوار في الليل قد يضعوه في برميل ، هكذا كان تفكير ام اسماعيل .
بدّل الورقة ، عدل الجلسة وبدء بسورة يس وألحقها بشرح عن فرض الكفاية وفرض العين وكان الجهاد أول مثال ، وعند المدام كان الجدال بأن التهمة ستكون تحريري أو اخوان ، سحبت الصفحة من تحت قلمه لتجعلها الحصن الحصين وتضعها فوق الدولاب بركة للمؤمنين .
اذا سنبقى مواطنين سنكتب عن التعليم ، بداية الفقرة .... النقابة وكيف البداية ستكون تسخين واعتصام وكتب بأن الوزير... فهتفت ( يخرب بيتك وقانون المطبوعات وتعليمات سمير ، امزع الصفحة وأترك السر في البير) .
مسح بالرحمن وجهه وقال ( اذا لا بد من كشف خطر طهران ) ، أول العنوان كتب .... الشيطان قابع في لبنان ، ام اسماعيل رقصت رقصة الغربان دفعت رأسه منبهة ( وأين ستهرب من ملامة تجار الوطنية في الجبهة الشمالية ؟ ... امسح وجهك بالقهار واتركنا من سب الجار) .
حماس والأمارة ، بداية فقرة جديدة لأبو اسماعيل ، كتب السطر الأول يشرح انه مؤمن بكل التفاسير وبانه مسلم ويكره امريكا ولكنه يكره التبعية ويكره التوتير .... وتقتل ام اسماعيل الصمت بكلمة (عميل ... عميل نعم سيقولون عميل انسى وشيلك من حماس وكمان من عباس وخليك حيادي مثل الناس ) .
نظر طويلا في السقف ثم ابتسم ، سحب البسمة سريعا أبدلها بعيون مفتونة ....فقد وصل ، يداه كلا على زاوية ، سحب اليمنى فجأة .... مسك القلم ، ووضع اليسرى على ساق المسكينة وضغط اكثر فأكثر فكانت الفقرة الاولى :
( أسباب الطلاق في الأردن ........ يسارع الرجل لطلاق زوجته لعلمه بأنها الجهة الوحيده الذي يمكن قهره بسهوله أو حين يكتشف بأنه ورغم شاربه أصبح بلا رجولة ....... وبذلك تكون أم اسماعيل طالــــــــــــق بحكم حرمّة زواج المثيلين اصولا ..... ) .
جرير خلف