الحمار رمزا للقوة والعناد والتمرد والقدرة الخارقة للصبر ومهندس طرق لا مثيل له فهو يحفظ الطرق من أول مرة ويحمل الأثقال ويعلو الجبال فهو عنيد وغبي أحيانا وذكي ولماح أحيانا أخرى.
ولا يحتاج لمؤن ضخمة فهو قنوع بالطعام والشراب ومتعاون كثيرا ومخلص للصداقة
فالحمار امتطاه الأنبياء سابقا وذكر في القران فلا تستغربوا ولا تستهجنوا وصبرا آل البشر.
فالحمار وديع وصبور ويعفور ويمتطيه الأطفال والعجائز وهو مكروه من أخوته الحيوانات الأخرى فالجمال والبغال تنظر للحمار نظرة استهزاء ونظرة شفقة أحيانا.
وأنا اليوم أنظر إليك (بالعين الشمتانه) فكنت سابقا تمطرني بالنهيق والزعق وتنعت بني البشر وتتهمهم بالإسراف وحبهم للمال والطعام والنساء والجاه فكنت منتظرا لهذا اليوم لأشمت بك من غلاء أسعار الشعير والبرسيم.
فلا يوجد أحد على رأسه خيمة فأنت أول من بدأ واليوم أدعوك لشراء جهاز كمبيوتر لمراقبة بورصة الأعلاف وبورصة الشعير والبرسيم فكنت سابقا تسمعني الكلام المعسول وتتهمني بالانشغال بأمور الدنيا والغلاء المستمر ومؤشرات البورصة فجاء اليوم الذي أصبح للحمار الحق بامتلاك الانترنت ومراقبة مؤشر داو جونز
العالمي فهذا يا صديقي حال الدنيا فدوام الحال من المحال والبادئ أظلم.
فأنت اليوم ممشوق القوام ومملوء بطنك بالأعلاف والأعشاب اليابسة وناسيا صديقك الإنسان فغدا ستستفيق على أنغام البورصات العالمية والغلاء الفاحش للشعير والبرسيم.
فأنت أنكر الأصوات ولكنك تنام وتصحوا بنهيق عالي منذرا بحدوث الزلازل فأنت فأل سوء وأرجلك أربعة ولا تعرف الدوران ولكنك تشاهد أرجلك الأربعة من عيونك الثاقبة والواسعة أراك اليوم باكيا صامتا.
أنسيت كلامك بأن الدنيا لا تستحق العناء وبأنك تنعم دوما بالطعام والشراب بدون عناء ولا يهمك الغلاء المستمر ولا الأزمات المالية والزلازل الاقتصادية فكنت تمطرني دوما بالكلمات المنغصة وكنت تقول لي بأنك لا تعاني من سوء الهضم ولا ارتفاع بالكلسترول ولا بتضخم عضلة قلبك فكنت تنام متى تشاء وتغفوا متى تشاء وتسمع ما تشاء بأذنيك الغليظة وتلعق ما يطيب لك من حشائش وأما الآن فحان دورك.
أتذكر ماذا فعلت بي عندما طلبك جاري أبو عفاش فقلت له بأنك بالبستان فقمت بالنهيق والزعيق وأحرجتني مع جاري فصدقك وكذبني فأنت هكذا دوما.
فأنت من الأذكياء وأحمد الله بأنك لا تنطق وإلا لكتبت بي أسوأ الكلمات والمقالات المغرضة.
فالذي أسوأ منك ومن أحمالك هو أنا الذي أركب على أسفارك فأنت ماض الآن بلا طعام ولا أحمال.
فحالك اليوم من حالي فأنت تشاركني اليوم هم الأسعار وهم الطعام والشراب فادعوا وزارة الحشائش بأن تخفض البرسيم والشعير.
أو أكتب شيئا عن الغلاء أو اعترض على القرار ويمكن وقتها يضعوك بالسجن الانفرادي وأخلص منك ومن همك وهم أكلك وشربك وبالمناسبة من اليوم ورايح أنت بطريق وأنا بطريق لا صاحبي ولا بعرفك احنا هيك البشر اللي ما تستفيد منه اسجنه واخلص منه. وسامحني ولا تجيب سيرة بزعل منك ترى.
هاشم برجاق