قبل فترة أعلن صقور الاخوان المسلمين وحمائمهم عن مقاطعة الانتخابات النيابية القادمة،تم الترويج لهذا القرار على نطاق واسع شعبيا و إعلاميا. الحجة وراء المقاطعة كما يرى الاخوان هي وجود نية مبيته للحكومة سلب الانتخابات نزاهتها من خلال تزويرها يتوافق وأجندتها الداخلية والخارجية.
أجندة داخلية مرتبطة ارتباطا عضويا بالأجندة الخارجية التي تتوق الى تطبيق أفكارها الصالحة لكل زمان ومكان والمرتبطة ببقاء إسرائيل وسيطرتها على المنطقة،وهذا يتطلب من الحكومة وجود مجلس نواب معاق حركيا وفكريا لين لا يتدخل بما لا علاقة له به وفق نظرة الحكومة،في حين يعني القول بنزاهة الانتخابات التي يروج لها الناطق الرسمي باسم الانتخابات سميح المعايطة سيؤدي الى أنتاج مجلس قوي يسكون به صوت الاخوان المسلمين أنداداً أقوياء بوجه الحكومة ومخطاطاتها،وهذا الامر بناء على التجارب السابقة لن يكون لان القول به يعني بقاء الحكومات تحت رحمة مجلس النواب الذي لن يتنازل او يفرط بحقه الدستوري.
لكن المقاطعة الخجولة التي أعلنت عنها الجماعة قادت البعض الى الطمع في كسب ودهم بعدما افتقدت الشرعية الشعبية واقصد هنا دولة رئيس الوزراء المأزوم سمير الرفاعي الذي سيلتقي صقور الاخوان للحوار ولتشاور حول الانتخابات وعدولهم عن قرار المقاطعة وبهدف أخراج الحكومة من عنق الزجاجة التي وضعت نفسها فيه وبات يشدد على جسدها الذي قارب على الوفاة.
إلا ان الحقيقة المأساوية والغربية في عين الوقت تطالب الحكومة بالتصالح مع الشعب أولا ومن ثم مع ذاتها وبعد ذلك مع الاخوان والأحزاب والنقابات باعتبار الشعب هو أبو السلطات جميعها،هذا ان أريد بحق اصلاح البيت الحكومي المكسوف والمكشوف والمخلوع بيد وزراء يسيرون وفق سياسات مأزومة.
في عين السياق يعلم القاصي والداني ان الاخوان تاريخيا هم يشكلون بمثابة وتد البيت الحكومي خاصة في لحظات الثورة الشعبية كما حصل مثلا في أحداث ثورة معان 89،فهم كرت رابح في لحظات العسرة يتم الرمي بشيوخها عندما يشتد الخطب وتشتد الصعاب،فهم في نظرنا اقرب الى الحكومة منهم الى الشعب.
اللقاء المنظر مع رئيس الوزراء لقاء ينتظره الاخوان بفارغ الصبر،والدليل على ذلك هو هرولتهم مسرعين صوب رفاهية ومناسف الدوار السابع ،دون مراعاة للشعب الذي يقولون باصطفافه وراءهم،مع ان هذه إشاعة وكذبة كبرى تم تصديقها.
في النهاية لابد من القول ان ديكتاتورية الحكومة على سيئاتها وبالرغم من اختلافنا معها ومع سياساتها وأقطابها وأصحاب شركاتها لهي ارحم من ارحم من تشدد الاخوان وتزمتهم وتسلطهم باعتبارهم أصحاب وصفة الإلهية لا يأتيها الباطل من بين أياديها ولا من خلفها،الشعب فيها مجرد كومبارس لا أكثر ولا اقل.
لقد احترنا مع الاخوان،مره سوف يشاركون،ومره لن يشاركون،ومرة مترددون،لقد صاروا يشبهون فتاة مترددة في القرار،يأتيها الخطابة من كل حدب وصوب،مره تقول أريد وأخرى لا تريد،حتى بات لا يصدقها احد وهكذا هم الاخوان اليوم يقولون وغدا ينفون ويتخلون.
الأجندة التي يحملها الاخوان الى الدوار الرابع لن توافق عليها الحكومة فهي ليست بمجنونة لتقوم بالإلغاء قرار استصدرته حتى ولو كان الاخوان من صنعهم باعتبارهم معارضة مشروعة الهدف منهم تجميل الصورة اللاديمقراطية للبلد.
من الأهمية بمكان ان تعيد النظر الحكومة في توجهاتها فالخوف لا يتأتى من الاخوان المسلمين،بل من الشعب،والمقاطعة الشعبية التي أضحت تمتد كلما اقتربنا من اليوم المشهود،هذه المقاطعة التي لا يلتفت لها احد ولا تعار إي اهتمام.
الشعب هو الأولى بالنقاش والحوار والأحزاب والنقابات لا تتحدث باسمة ،فإلى متى يبقى الشعب الأردني في أخر سلم أولويات الحكومة التي استنزفت رصيدها لدى الرأي العام عندما ابتعدت عن الشعب،الذي افقدها الشرعية الوطنية .... الله يرحمنا برحمته ... وسلام على أردننا الهاشمي ورحمة من الله وبركه.
خالد عياصرة
Khaledayasrh.2000@yahoo.com