زاد الاردن الاخباري -
اخفقت الادارات البحرية المتعددة بالعقبة في ايجاد حل جذري لقضية السفن المحتجزة في المياه الاقليمية ، والتي باتت تشكل خطرا يهدد سلامة البيئة البحرية في ضوء اشغالها لعدد من الأرصفة الهامة في موانىء العقبة منذ سنوات .
و فشلت القيادات البحرية المعنية بتوفير حل جذري ومهني لسفن محتجزة اصبحت بقعة سوداء في المياه الاقليمية تهدد سلامة القطاع البحري وسط تخوفات من تحول هذه السفن الى قطع سكراب كما حدث سابقا مع السفينة «شروق» التي قطعت على شواطىء العقبة و بيعت بالمزاد العلني «سكراب» .
ودعامختصون في هذا الشأن إلى سرعة البت في قضية احتجاز سفينتين في خليج العقبة منذ سنوات، وإنهاء تواجدها في مرسى حوض الوسط التابعة لمؤسسة الموانئ الأردنية لوقف مخاطرها على السلامة البحرية، مطالبين بإنشاء غرفة بحرية في محكمة بداية العقبة متخصصة للنظر في النزاعات البحرية، للتسريع في البت في المنازعات البحرية بما يضمن عدم تأخير السفن وتكدسها في العقبة.
و قالوا أن وجود السفن المحتجزة منذ سنوات على أرصفة الموانئ يشغل المرسى لفترات طويلة ويمس الأمن والسلامة البحرية ويضر بسمعة الميناء البحرية العالمية، مطالبين بتفعيل الأنظمة والقوانين التي تضمن البت السريع في قضايا احتجاز السفن
وكان اجتماعا سابقا لمجلس إدارة الهيئة البحرية الاردنية أكد على الاستمرار في الإجراءات المتخذة في تنظيم منطقة حوض الوسط لتنظيم كافة الانشطة البحرية حفاظا على السلامة البحرية وسلامة الأرواح والمنشآت بالتنسيق مع الأطراف ذات العلاقة وخاصة المشغلين ومالكي القوارب، بالإضافة إلى دراسة الطاقة الاستيعابية للمنطقة من القوارب بمختلف أنواعها ليتسنى أخذ ذلك بعين الاعتبار عند التخطيط وتسجيل القوارب الجديدة.
ورغم ما تقوم به بعض الجهات البحرية المعنية من تنفيذ حملات تفتيش على السفن المحتجزة في خليج العقبة وهي «حيدرة» و»هزير سوفوغلو» ، الا ان هذه السفن باتت تعاني من تآكل الحبال والأربطة المثبتة بها مما يعني وفق مصادر بحرية حدوث أضرار بيئية متوقعة .
و من الجدير بالذكر ان الباخرة «حيدرة» دخلت المياه الإقليمية الأردنية نهاية شهر حزيران العام 2011 قادمة من السودان للتزود بالماء والمواد التموينية اللازمة، لتحميل بضاعة صادرة من العقبة إلى السودان وما زالت في منطقة المرسى حتى الآن بعد ان احتجزت السلطة البحرية الأردنية والجهات المسؤولة في منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، الباخرة التي ترفع علم سيراليون لمخالفات فنية للمتطلبات الدولية، حيث تم إجراء الكشف الفني من قبل قسم رقابة الدولة على الميناء في شهر آب العام 2011 وتم منع السفينة من السفر، لوجود العديد من المخالفات الفنية لمتطلبات السلامة والمحافظة على البيئة البحرية الدولية.
والباخرة التركية» هيزر سوفوغلوا» اندلع فيها حريق في شهر تشرين اول من العام الماضي وكانت ترسو على بعد 700 متر قبالة رصيف مؤسسة الموانئ الاردنية ،و اوضحت مصادر أن الباخرة حالياً تعد «سكرابا «، لافتا إلى حجم الأضرار التي طالت أغلب مرافقها.
وفي تفاصيل الحادثة أكدت المصادر أن الباخرة «هيزر سوفوغلوا» التي تعود ملكيتها لشركة تركية ويتواجد على متنها 8 اشخاص من الجنسية التركية رست منتصف نيسان من العام الماضي في ميناء العقبة لتفريغ حمولتها من المواد الصناعية «مواسير» وجرى تفريغها سريعا، إلا ان عطلا فنيا في المحرك أرغم السلطات البحرية الأردنية والمنوط بها مهام السلامة العامة البحرية للطلب من مالك الباخرة إصلاح العطل الفني قبل عملية المغادرة، حيث تم إصلاحه في شهر أيار الماضي وبانتظار تحميلها من ميناء العقبة.
و يبقى السؤال الذي يفرض نفسه متى تتخذ الجهات المسؤولة القرارات لتخليص المياه الاقليمية الاردنية من خطر بيئي يتمثل ببواخر «سكراب « جاثمة منذ سنوات في المنفذ البحري الوحيد للمملكة على العالم .
الدستور