تعود قضية القدس مرة اخرى الى دائرة الضؤ ويدق ناقوس الخطر الذي كان يجب علينا ان ندقه من سنوات خلت وما التصريح الخطير التي اعلنته وزارة الداخلية ونقلته معظم المواقع الالكترونيه لهو خير دليل ان القدس تتعرض لهجمه صهيونيه منظمه اطارها الخارجي قوانين اسرائيليه صارمه هدفها الوحيد تصفية قضية القدس لصالحها وتقليل اعداد المقدسيين العرب الحاملين للهويه المقدسيه وتفريق الارض من اصحابها.
الموضوع كبير جدا وشائك وبحاجه الى تضافر كافة الجهود الرسميه والشعبيه وخاصة هنا بالاردن كوننا اكثر الدول تؤثرا بما يحدث على الارض الفلسطينيه من اجراءات تقوم بها السلطات الاسرائيليه هدفها الوحيد تهجير اكبر عدد ممكن من ابناء الضفه والقدس من خلال مصادرت هوياتهم وتصاريحهم والعمل على تفريق الارض من اهلها لخلخلة التوازن الديمغرافي لصالحهم .
وتقوم وزارة الداخليه الاردنيه ممثله بدائرة المتابعه والتفتيش والتي بالمناسبه قد تعرضت وتتعرض باستمرار الى هجمات شرسه من بعض الجهات هنا في الاردن من المطالبه باغلاق هذه الدائره او الدعوة الى تحجيمها تحت مسميات وشعارات جوفاء غير مفهومه ولا تجلب على القضية الفلسطينيه الا الخراب والدمار وهذا الهجوم انما ينطلق اما من عدم معرفة كافية بالواجبات المهمه والكبيره والوطنيه التي تضطلع بها هذه الدائره المهمه وهذا شيء خطير جدا وبحاجه الى دراسه معمقه او ان هذه الجهات على درايه كافيه بهذا الدور المهم ولكنهم يستمرون بالهجوم تحقيقا لمبأربهم الخاصة وهم لا يدرون ان بدعواتهم هذه انما يتماشون ويدعمون المخططات الصهيونيه بشكل غير مباشر وان اكثر شيء يدخل السرور الى قلوب الاسرائيليين هو اغلاق هذه الدائره الوطنيه للابد حيث انها تعمل بكل جهد ومثابرة بقدر استطاعتها وبالتنسيق المستمر مع ادارة امن الجسور والتي يعتبران خط الدفاع الاول والمهم لمحاربة التوجهات الاسرائيليه والنوايا الخبيثه التي تضمرها للقضيه الفلسطينيه بشكل عام ولقضية القدس بشكل خاص من خلال تطبيق بعض القرارات والتعليمات والتي للاسف الشديد تواجه بمعارضه شديده وانتقادات لاذعه تصل الى حد الاتهام بان هاتين الدائرتين تعملان ضد مصالح الفلسطينيين وهدفهما الوحيد سحب الارقام الوطنيه وتحويل البطاقات الصفراء التي يحملها الاردنيين من اصول فلسطينيه الى بطاقات خضراء وبالمناسبه كان لي شرف الخدمه في هاتين الدائرتين لعدة سنوات عملت خلالها مع زملائي بكل عزم وجهد لتحقيق اهدافهما الوطنيه المرسومه بكل دقة وعنايه ولا يزال موظفوا هاتين الدائرتين يعملان كخلية نحل ويتنسيق مستمر لتحقيق الاهداف المرسومه من قبل السلطات المعنيه بهذه القضيه.
ان محاربة المخططات الاسرائيليه تقع اولا وبشكل كبير على عاتق ابناء القدس انفسهم لاننا مهما عملنا واتخذنا قرارات واصدرنا تعليمات هنا في الاردن ومن خلال وزارة الداخليه لمحاولة الحفاظ على الهوية الفلسطينيه بشكل عام والهويه المقدسيه بشكل خاص قد لا يكتب لها النجاح دون تعاون ابناء القدس من خلال التمسك بالهويه المقدسية بكل قوة وعدم التفريط بها مهما كلف الامر حتى لو تتطلب ذلك ترك وظيفه كبيره في احدى دول الخليج او في الاردن او امريكا او مهما كانت الاعذار فكل هذا لا يغني الانسان عن وطنه وهويته حيث من المعروف ان التصاريح التي كانت تمنح لابناء الضفه والقدس عند مغادرتهم للضفه الغربيه عن طريق الجسر قبل عام 1995 كانت مقيده بمدة معينه تسعة اشهر او سنه و يتوجب على حاملها العوده الى الضفه الغربيه قبل انتهاء مدة التصريح لان عدم ذلك تكون نتيجته قيام السلطات الاسرائيلية بسحب الهويات من حامليها وبالتالي يفقدون حق العوده مرة اخرى الى فلسطين وهذا ما حدث وللاسف لعشرات الالاف من ابناء الضفه الغربية والقدس الذين خرجوا منها الى دول الخليج واوروبا وامريكا طلبا للعمل او الدراسه ولكن بعد عام 1995 اصبحت التصاريح الممنوحه لابناء الضفه غير محددة بمدة معينه ولكن بقيت تصاريح ابناء القدس محددة بمدة ثلاث سنوات ولغاية الان وهذا يعطي الانطباع ان السلطات الاسرائيليه تركز وبشكل كبير وتعمل جاهده على تفريق القدس من اهلها وسحب هوياتهم وبشكل منظم وينطلق الخوف على القدس والهوية المقدسيه من عدة امور مهمه :
1- ان عشرات الالاف من ابناء القدس والمتواجدين في الاردن ودول الخليج العربي وفي مختلف دول العالم وخاصة امريكا والذين انتهت مدة التصريح الممنوح لهم عند مغادرتهم الجسر بسبب عدم عودتهم قبل انتهاء مدة التصريح لاسباب واعذار عديدة واحيانا غير مقنعه اما لظروف العمل او لغايات الحصول على الجنسيه الامريكيه هؤلاء يعتبرون فاقدين للهوية المقدسيه ولن يستطيعوا العوده مرة اخرى القدس وما يترتب على ذلك من مصادرة اراضيهم ومنازلهم تماشيا مع قانون املاكين الغائبين والذي اصدرته اسرائيل .
2- ان نسبة كبيره من ابناء القدس قد احتصلوا على جنسيات اجنبيه مختلفه وعلى رأسها الجنسية الامريكيه وبالتالي وحسب القوانين الاسرائيليه يعتبرون فاقدي الهويه المقدسيه وتقوم السلطات الاسرائيليه بسحب الهويات من حامليها وعذرهم في ذلك حصولهم على جنسية اجنبيه اخرى .
3- التقاعص الشديد الذي يبديه ابناء القدس المقيمون في الاردن ومختلف دول العالم من العمل على اضافة ابنائهم المولودون في تلك البلدان الى الهويه المقدسيه قبل تجاوز اعمارهم سن الخامسه حيث انه من الصعوبة بعد ذلك ادخالهم الى القدس واضافتهم الى الهويه الا بعد حصولهم على تأشيرة من السفارات الاسرائيليه او تصريح من الداخليه الاسرائيليه وهناك صعوبات كبيره تواجههم في ذلك.
4- قيام عدد لا بأس به من ابناء القدس المقيمين بالداخل وللاسف الشديد بالحصول على الجنسية الاسرائيليه وهذا امر ليس بالسر تحت اعذار ضعيفه وغير مقنعه وبالتالي فقدانهم للهوية المقدسيه وهذا من شأنه تقليل اعداد حملة الهويات المقدسيه مما يؤثر سلبا على التوازن الديمغرافي داخل المدينه
5- اشتراط السلطات الاسرائيليه على ابناء القدس الاقامه لمدة عامين كاملين داخل القدس من اجل اعطاء الهويه او اضافة الابناء لهوية والديهم وهنا توجد صعوبه كبيره في ذلك وخاصة لمن يقيم ويعمل على سبيل المثال في الاردن او دول الخليج والدول الاجنبيه خوفا من خسرانهم لوظائفهم ومصدر عيشهم .
6- تأخذ عملية اصدار هوية لاول مرة من قبل السلطات الاسرائيليه لزوجات المقدسيين مدد طويله قد تصل الى اكثر من عشرة اعوام وهناك احتماليه كبيره بعدم حصولهن على الهويه حتى بعد مرور هذه المدة الطويله .
ومن هذا المنطلق يجب على وزارة الداخلية ممثله بدائرة المتابعه والتفتيش وادارة امن الجسور اتخاذ الاجراءات المناسبه والصارمه للحفاظ على القدس والهوية المقدسيه دون الالتفاف الى اي اقاويل او اتهامات من اي جهه كانت لا ن الهدف والغايه من ذلك اسمى واكبر من اي شيء .