لا نستطيع رفض الإرهاب، ونضع بعده.. ولكن!! فاللون الرمادي هنا هو تبرير للإرهاب وإعطاء مخارج وطنية لجرائم القتل، واذلال مجتمعات بأكملها!.
فحين يدخل مجرمون معتوهون إلى فنادق العاصمة الأردنية مفخخين بالحقد، ويفجرون مئات الناس في حفلة زواج، فإن الإنسان السوي يسأل نفسه: إلى من يتوجه الإرهاب؟ أإلى النظام السياسي الأردني أم إلى الناس العاديين؟ أم هي حالة الفرح بزواج فلسطينيين قادمين من جنين بعد كارثتها، أم هو مصطفى العقاد القادم من الولايات المتحدة ليلتقي وحيدته في الفندق؟!.
وحين يختطف مجرمون طائرة مدنية، ويحولونها إلى صاروخ يقصف هدفاً مدنياً، فلا فرق عندهم ان يكون ركابها عرباً أو أميركيين، ولا فرق أن يكون الهدف أناساً لهم علاقة بالسياسة أم لا.. مسلمين أو مسيحيين أو بوذيين!!. ولا الى معرفة اين يمكن ان يضرب أناس إرهابيون بربطات عنق ملونة كرد فعل على الجريمة.. فالدم يستسقي الدم، والجريمة دفعها جريمة.. وإلا فكيف نقتل مليون عراقي وأفغاني؟!.. وكيف تمتد بقعة الدم إلى باكستان والصومال واليمن ونهر البارد؟!.
الإرهاب قائم. والرد عليه واجب ومهمة إنسانية، ولا يصح أبداً ان نضع على المعركة شروطاً. فإذا كانت الولايات المتحدة تساند الإرهاب الإسرائيلي فإن الرد لا يكون بتفجير فنادق في عمان او في كراتشي او طابا. فالمجرمون لا علاقة لهم بمقاومة الاحتلال في العراق وانما هدفهم الشيعة آناً، والسُنّة آناً آخر، والمسيحيون في الموصل وبغداد. كانوا يقتلون الأردنيين لانهم يقاتلون الأميركان.. فكم اميركياً قتلوا في العام الماضي وكم عراقياً؟!.
لقد تحوّل إرهاب القاعدة إلى الداخل العربي المسلم وكان ذلك واضحاً منذ البداية، وتحوّل الى تحالفات غير خافية مع قوى إقليمية يقال ان شعارها الموت لأميركا، فصار: الموت للعرب!!.
المشكل ان العنف الأميركي لم يعد هدف الإرهاب وأن المعركة صارت على الأرض في اليمن والعراق وافغانستان والصومال.. وصار هدفها السعودية ولبنان. ثم نحاول ان نضع الإرهاب في الحيز الرمادي.
نعم نحن حلفاء لكل من يقاتل الإرهاب. فنحن لا نختار أعداءنا أو حلفاءنا حين تكون القضية قضية حماية الوطن والمواطن!.