ايها العائدون على متن الغيم (الكاريبي)..لقد وصلتم قبل أن تصل أحلامكم..
كنتم تعدّون مثل الأطفال رحلة الرجوع على الأصابع ، (تشكلون خرز الوقت في خيط الصبر) وتحلمون وتحلمون ..هناك في جلسة صباحية في فناء الدار،ولثغة آخر العنقود في لفظ الأسماء ،و فنجان قهوة يُغلى على فرح بلون سكان (بورت أوبرنس)..وألبوم يُفرد على الركبتين يروي صفحات الغربة بقلم السلاح..هذه صورتي وأنا أطبخ للزملاء ، انظروا هذا معسكري ، هذا الواقف هنا صديق من الشمال والأوسط من الوسط والأسمر جنوبي ..هذه غرفتي، وهؤلاء مجموعة من السكان البسطاء التفّوا حولنا ذات صباح تشريني..أنا هنا الواقف خلف الحاجز، وهنا أيضا وأنا أعطي الأوامر للأفراد..لحظة لن اقلب الصفحة سأريكم كل البوم الشوق ..
لكن قبل أن أكمل ..سأبوح لكم بما أفكّر ، لدي أحلام كثيرة ، بعد أن أهنأ بإجازتي سأضيف غرفتين إلى بيتي ، وأدفع قسط الجامعة لمحمد ، وأزفّ هذا الأعزب الذي عذبني برسائله اليومية..متى ستحضر يا أخي ، متى ستحضر ..ها أنا حضرت!!..قم و(ورجينا شطارتك)!! ..أووووف...اشتهي ابريق شاي (أردني) هذه المرة ..أريده بهذا الحجم (!!) سلمت عيونك يا غالية...
يغلق الألبوم ، يضعه جانباً ثم يقول: سأكمل فيما بعد، يبدو ان العيون الصغيرة بدأت تضجر من ثرثرتي .. سأحضر الحقائب وأوزّع الهدايا على الأولاد الملتفين حولي مثل الفراش..لكن مهلاً، لنتفق أولاً: الدُمى عليّ..و(البطاريات) على ذويكم..اتفقنا...
***
ايها المحلّقون مع زرقة القبّعات والسماء لقد وصلتم قبل أن تصل أحلامكم...
يا أبناء الفلاّحين الحراثين المتعبين الطامحين (بغفوة) سلام ، وحلم بحجم عين العصفور،ايها المملّحون بعرق الرجولة ، الملوَّحون بشمس البطولة..لكم المجد المجلل بالكبرياء...لكم صهيل الحزن يا فرسان الغيم ..يا (قمح السماء)...
ahmedalzoubi@hotmail.com