كم هوجميل أن يعود المغترب الى وطنه حاملا كل الحب للاهل والربع والارض وعبق الطفولة وذكريات الاماكن وقضاء بعض المصالح خاصة اذا تزامنت هذه الاجازه مع شهر رمضان الكريم وعيد الفطر السعيد اللذان يرتبطان بصلة الرحم وتجمع الاهل والاصدقاء .
ولكن وللاسف فأن مشاعر الكثير من العائدين من اجازاتهم اختلطت بالكآبة والحزن والغضب من الوضع العام للناس حيث يسود الوطن حالة يتحدث عنها المواطن والمسؤول على حد سواء وكأن هذه المسؤوليه ليست من صنعهما الاثنين نتيجة ضعفهما في الاداء والمراقبه والصدق في الانتماء والاخلاص للارض والقياده والرايه .
وتلك الحالة تتسم بتفشي الفساد والمحسوبية وغلاء المعيشه وعدم الثقه بين المواطن والحكومه والتوتر في بعض العلاقات الاجتماعيه بين العائلات والافراد والطلبه الذي ادى لكثير من المشاجرات والضحايا والخسائر الماديه هذا اضافة للحديث عن عزوف الناس عن المشاركه في الانتخابات النيابيه القادمه لعدم القناعه بجدواها وليس انصياعا لتوجهات اي حزب اوتجمع سياسي وكما ان المواطنين يشعرون بتراجع فرص العمل والاستثمار في البلد وعدم المصداقيه في الخصخصه واستغلال اموالها للصالح العام واقتصار تعيينات الوظائف العليا على لون واحد وعدم القناعة بآهلية وكفائة الوزراء وكبار الموظفين للقيام بواجباتهم .
ويجمع كل المواطنين على امرين فيهما الحل هما رحمة الله تعالى وقدرة وحكمة جلالة الملك .
ومن التناقضات التي يشاهدها اي عائد او زائر للوطن هو مظاهر الحياه الاجتماعيه الزائفه من سيارات حديثه في الشوارع والازدحامات في اماكن التسوق والولائم وتبادل الهدايا في المناسبات وغيرها من مظاهر البذخ المزيفه وكأن هناك جهة تدفع الكثير من الناس لحد الافلاس والوقوع في الدين وحبائل البنوك .
وقد تشرفت بالجلوس مع الكثيرين من صحفيين ومسؤولين حاليين وقدامى ومع مثقفين وتجار ونقابيين وعمال وغيرهم وكلهم يتكلمون بلغة واحده هي الشكوى من الاحوال التي وصل لها الناس في الوطن من حالة الغلاء وعدم الثقه والمصداقيه مع ومن الحكومه والكل على لسانه الله يستر ولا حول ولا قوة الا بالله .
لا شك ان تراكمات سببت تلك الحاله ولكن ما يحدث الان من تغول للحكومه على الناس ومقدراتهم زاد الطين بلة من خلال الشلليه
والمصلحه الششخصيه في التعيينات والقرارات الغير مدروسه وتفشي الظلم والفساد .
وبالرغم من تململ بعض القطاعات والفعاليات فما زال خوف المواطن على لقمة العيش له ولعائلته يجعل الصبر خير سبيل لاستمرار الحياة خاصة ان كل الشعب يكن كل الحب والولاء لمليكه صاحب التاج داعين له بطول العمرمؤمنين بأنه المدافع عن حق شعبه بالعيش الكريم .
ان الاردن الوطن الاجمل والاعز علمنا حبه كيف نصبر وكيف نفتديه بالمال والولد برغم الفاسدين ليبقى سيدا عزيزا وطنا لكل الاردنيين الشرفاء بظل الرايه الهاشميه الخفاقة عاليا .
المهندس احمد محمود سعيد
دبي – 20/9/2010