ان اعمار الاوطان تحسب بعدد الاجيال التي تعاقبت فيها ولكل جيل صفاته ومميزاته وبصماته التي يتركها واضحة في بناء الوطن ورفعة شانه وتقدمه وتطوره . ولكن هناك اوطان تمر فيها السنوات بلا عداد ، وتولد اجيال وتنتهي دون اي اثر يذكر وتبقى هذه البلاد تراوح مكانها بل وربما تتراجع الى اوضاع اسوأ من التي كانت تعيشها، وتضيّع هذه البلاد سنوات عمرها واجيالها على صراعات بين الحكومات والمعارضات ومن هذه الصراعات صراعاً على قوانين جانبية لاتلبي الحد الادنى من الطموح التي تسعى اليه الاجيال الواعده . فالانتخبات مثلا في كل البلاد الحضارية هي عنوان ديمقراطيتها ورقيها وحضارتها وهي التي تفرز كل فترة زمنية عناصر قيادية جديدة تستطيع قيادة البلد والحفاظ على مكتسبات الجيل السابق واضافة مكتسبات جديدة تتواكب مع تطور العصر ، ولكن للاسف بعض البلاد الانتخابات فيها شكلية والرموز التي تفرزها تتكرر هي نفسها اكثر من جيل وتنحصر مهمة هؤلاء الرموز العتيدة في تحقيق بعض المكاسب الشخصية وتعبيد بعض الشوارع وفي هذه البلاد يتم تعيين الحكومات بطريقة لايعلمها الا الله والراسخون في العلم، وتقوم هذه الحكومات المعينة (غير المنتخبة) بقيادة هذه البلاد مدة معينة تشرّع خلالها قوانين وتلغي اخرى دون حسيب ولارقيب ويجعلون من الوطن حقلا لتجارب قوانينهم . اما المعارضون (رافعوا لواء الاصلاح والتغيير) فلسان حالهم ليس بافضل مِن مَن يعارضون ويملؤن الدنيا صراخا وضجيجا ولكنهم غير مستعدين لدفع ثمن التغيير فكلهم قيادات يريد قطف الثمرة ولا احد منهم يريد ان يضحي وينزل الى الشارع وينكر المنكر باليد (بدون عنف) فكلهم يملكون فقط لسانا ذاكرا وقلبا خاشعا (مُنكِراً) ولا يعرفون ان الحريات في كل الدول المتحضرة لم تنل إلا على جسور التعب والتضحيات .
وهكذا تضيع الاوطان واجيالها بين عناد الحكومات وسلبية المعارضات فتنتهي حقبة من عمر الوطن دون تغير يذكر على امل ان يحدث هذا التغيير في القادم من الاجيال ، ولكن للاسف فإن الذل لايورث إلا ذلاً والخنوع ينجب خنوعاً والجيل المهزوم لايلد إلا جيلاً مهزوما.
ملاحظة: الحالة المذكورة اعلاه غير موجودة في بلادي!!.
(نموذج من نماذج . . .)
سالم الخطيب