إنني لأذكر تلك الحقول المزروعة في القمح والتي أصبحت اليوم إما بنيانا وعمرانا وإما أراض ومساحات مقفرة ، وكيف كانت السنابل الملوحة بلون الشمس تبدو للرائي بأنها حقول ذهب أو أجمل ، كان يشدني وقت الغروب وكيف كان يمتزج لون الذهب الأصفر مع لون الغروب البرتقالي ليضفي على الروح والعين على السواء سحرا فتانا يشد القلوب قبل الأبصار .
أجل إنها أياما مضت وقد يكون الصعب كل الصعب إعادتها فكل الظروف لا تسمح وكل الإمكانيات أصبحت أكثر عجزا سواء من توفر المساحات اللازمة أو توفر المياه الكافية ، لذا سيبقى ذلك المشهد ، مشهد السنابل الذهبية ضربا من ضروب الماضي الجميل .
الأمر لن يقف عند زوال خلابة المنظر بل سيتعداه ، فهناك أقاويل حكومية تشير إلى أننا ننتظر أزمة جديدة نضيفها إلى رصيدنا الوافر من الأزمات ليست ازمة مياه أو كهرباء - وان كنا منهن مازلنا نعاني - ، فنحن بانتظار أزمة جديدة هي أزمة القمح .
ومن سيتحمل تبعات هذه الأزمة سيكون كما هي العادة \" المواطن \" ، فالدعم الحكومي المفروض على مادة القمح سيرفع وبالتالي سيكون هناك ارتفاع جديد على الأسعار والمشتقات التي يدخل القمح في تكوينها ، وأهمها رغيف الخبز ، بالمختصر ، سيصبح رغيف الخبز حاله مثل حال الأغلبية \" مش مدعوم \" .
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com