بعد الحرب الأمريكية ـ الفيتنامية، خرجت فيتنام (شأنها شأن كل دولة تخرج من حرب، بما في ذلك الولايات المتحدة نفسها) منهكة مضطربة، مهزوزة الاقتصاد، معتمدة بشكل كبير على المساعدات السوفيتية. ولكن في عام 1986 تبنت الحكومة الفيتنامية تغييرات شاملة في الاقتصاد تمثلت في تحرير الاقتصاد، وتشجيع الاستثمار الأجنبي، مما أسهم بشكل كبير في نهضة الاقتصاد الفيتنامي، ليصبح اليوم واحداً من أسرع اقتصادات العالم نمواً. وفي تصنيف لبنك الاستثمار جولدمان ساكس عام 2005 فإن اقتصاد فيتنام جاء ضمن الاقتصادات الـ 11 القادمة والمتميزة ذات المستقبل الواعد للاستثمار والنمو. وبلغ معدل النمو في فيتنام عام 2006 حوالي8.17 في المائة، وهو ثاني أسرع نمو بين دول شرقي آسيا، بعد الصين. وأتاح لها دخولها منظمة التجارة العالمية في عام 2006 مزيداً من النمو والثبات، ليضعها صندوق النقد الدولي في عام 2007 في المرتبة الـ 37 بين دول العالم من حيث معدل الناتج المحلي، متقدمة على سويسرا، والإمارات العربية المتحدة، وسنغافورة والنرويج والدنمارك، ومتجاوزة معدل الناتج المحلي للدول العربية التالية مجتمعة: ليبيا، والكويت، وعمان، وقطر، والأردن، واليمن.
وفي مجال التعليم انتهجت فيتنام سياسات تطويرية أسهمت في وضعها في مصاف الدول ذات التعليم المتنامي، واكتسبت الجامعات الفيتنامية قوة واحتلت مراكز مرموقة بين الجامعات الآسيوية، وهي الآن تغازل التصنيفات العالمية. وانتهجت فيتنام سياسة عولمة التعليم، فارتبطت علمياً بكثير من الجامعات العالمية سواء عن طريق الارتباطات البحثية التعليمية، أو الاستثمار الأجنبي المباشر في قطاع التعليم العالي الفيتنامي، كما عززت خطط الحكومة الفيتنامية من قدرات التعليم العالي في المنافسة العالمية من خلال خطط عشرية تطويرية، انطلقت ثانيتها عام 2001 وتهدف إلى تنويع وعولمة التعليم الفيتنامي بشكل عام، والتعليم العالي بشكل خاص، وتخريج طاقات متدربة تدريباً جيداً للعمل في السوق المحلي والعالمي.
لكل ذلك فإنه ينبغي دراسة النموذج الفيتنامي لمعرفة كيف يمكن لدولة خرجت منهكة من حرب طاحنة أن تطور من نظاميها الاقتصادي والتعليمي في مدة وجيزة، ويبدو أنها في السنوات العشر المقبلة ستظهر بشكل جلي بين دول المنطقة كدولة إقليمية ناهضة، وهي فيما يبدو تسير على خطى اليابان (رغم اختلاف النظامين السياسي والاجتماعي في كلا البلدين) في الصعود من أسفل الهرم إلى أعلاه، وكبح جماح القوى المحيطة التي تحاول أن تعصف بها.
ماورد اعلاه جزء من مقال للكاتب الدكتور محمد القويزاني في صحيفة الأقتصاديه الألكترونيه لفت نظري وخصوصا اننا كجيل مخضرم عاصرنا ما تعرضت له فيتنام من ظلم كبير نتيجة الحرب التي وقعت عليها مباشره من قبل الولايات المتحده الأمريكيه منذ فتره ليست بعيده وكيف استطاعت هذه الدوله وبهمة ابناؤها تلقين اعظم دوله في العالم درسا في الوطنيه والدفاع عن النفس حتى اصبح لدى الجندي الأمريكي وكذالك المواطن العادي عقده اسمها حرب فيتنام وكذلك النهوض من براثن الدمار وويلات الحروب معتمده على امكانياتها الذاتيه في تطوير المواطن الفيتنامي حيث قفز دخل الفرد من 430 دولار عام 1980 الى حوالي 4000دولار عام 2007 , لذلك فأنني ارى انه ليس من العيب ان ننظر حولنا ونتعلم بدل ان نتخبط في سياسات اقتصاديه غير مدروسه وغير محمودة العواقب نتيجتها شاهده للعيان خصوصا وأننا في قلب الحدث وقوتنا تكمن في اسباب ضعفنا ولكننا بحاجه الى قيادات قادره على استنباط مواطئ القوه وتفعيلها واخراجها الى حيز التنفيذ وذلك بالكثير من الشفافيه ونكران الذات .
وليد المزرعاوي
wmezraawi@hotmail.com