أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
المياه: ضبط اعتداءات كبيرة على نبع وادي السير الحنيطي يكرم عددا من ضباط وضباط صف القوات المسلحة مبابي يسجل أخيراً في فوز ريال مدريد على ليغانيس محمد صلاح ينتقد إدارة ليفربول بشكل علني رئيس ريال مدريد يكشف سبب مقاطعة النادي حفل الكرة الذهبية الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي الأردن الحكومة تخصص 2 مليون دينار لدراسات المدينة الجديدة توقع زيادة الطلب على أسطوانات الغاز إلى 180 ألف أسطوانة يوميا 1.4 مليار دينار نفقات رأسمالية بموازنة 2025 بالأردن الأردن .. اعتماد مادة الكاشف الخاص بالكاز أصحاب معاصر الزيتون يدعون المزارعين إلى تأخير عمليات القطاف الشونة الشمالية .. عشريني يصيب طليقته بعدة عيارات نارية وحالتها سيئة البنك الدولي صرف 150 مليون دولار لبرنامج يعزز كفاءة الكهرباء في الأردن الوحدات يلتقي فريق سبهان الإيراني بدوري أبطال آسيا غدا كم بلغ سعر كيلو البندورة والخيار في السوق المركزي اليوم؟ الصين تحظر استيراد الحيوانات المجترة من ليبيا بسبب مرض اللسان الأزرق أوكرانيا تكشف عن حطام تقول إنه للصاروخ البالستي الروسي الجديد رئيس جمعية كفرسوم الزراعية: موسم الزيتون الحالي يعتبر استثنائيا ” ليست فوتوشوب “ .. عضلة في جسد محمد صلاح تثير ذهول المتابعين ارتفاع أسعار النفط عالميا الاثنين
الصفحة الرئيسية آدم و حواء الكبت .. قنبلة موقوته تهدد أمن المجتمعات!

الكبت .. قنبلة موقوته تهدد أمن المجتمعات!

21-09-2010 10:42 PM

زاد الاردن الاخباري -

اناس حولنا يعيشون حياتهم "كما نراها نحن" بصورة طبيعية الا ان ما لا يرى هو الاهم . احاسيس ومشاعر وحتى دموع مخفية ومغلفة داخل جدران الذات يصعب على اصحابها تداولها ونشرها نتيجة خوف او جهل: والنتيجة اسوار عالية وسدود منيعة معرضة للانفجار في اي وقت.

قد يقول قائل: "كل واحد حر بحاله" ولكن ما حذر منه باحثون واطباء مختصون في مباحث علم النفس والصحة والاجتماع من أن الأشخاص المعتادين على كبت مشاعرهم وعدم الافصاح عنها قد يدفعون ثمنا غاليا لهذا السكوت الذي قد يستحيل بين ليلة وضحاها الى بركان يدمر في لحظة ثوران حياتهم بل وحياة المحيطين بهم من اهل واحبة ومجتمع.

فالكبت واخفاء المشاعر الحقيقية للانسان وكما وصفه الاخصائيون سلاح يعمل في لحظة ما لا يمكن تصوره من قبل العقل البشري سيما وان هذا السلاح يضعف مع أسراف الفرد في الالتجاء إليه كحل لمشكلاته ورغباته وينتقل به إلى حالة المرض ومن ثم الوقوع في سلوكيات غير طبيعية.



الخوف ..دافع الكبت

وعرفت الاخصائية النفسية سهام جنيد وبحسب المعجم الموسوعي في علم النفس الكبت على انه "آلية دفاع للأنا تُطرح بواسطتها وتظل خارج ساحة الشعور عواطف ، وأفكار ، وذكريات ، مرتبطة بدافع غير مقبول.

واشارت الى ان الكبت هي محور نظرية المشتغلين بالتحليل النفساني عموما لان هذه الظاهرة اللاشعورية قد توقع الأنسان في الخطا أو الجريمة أو الأمراض النفسية ، اذا ما ظهر الشيء المكبوت فجأة .

وبينت ان الانسان يلجأ الى الكبت كوسيلة وقائية للمحافظة على توازنه النفسي ، تماما كالطفل الذي يفكر في العقوبات المتوقعة من الام او الاب لو انه فكر بأشياء غير مقبولة او مارس افعال لايرضاها الابوين حينها يلجأ الى الكبت خوفاً من العقاب.

واكدت جنيد ان الشخصية غير القادرة على ابداء مشاعرها وتعيش حالة من الكبت هي شخصية غير سليمة تحتاج الى علاج ، فهناك حالات يعيشها الانسان في حياته اليومية في حالة من التبدل والتغير من غضب وضيق وحزن وخوف وفرح وسرور وهي مشاعر لابد ان تظهر وتحترم باعتبارها ادوات يعبر بها الانسان عن وجوده وتفاعله مع الحياة.

وزادت اخصائية علم النفس ان احاديثنا اليومية تتداول فيها هذه الكلمة الا ان كثيرين لا يقفون عند هذه الكلمة فتكون بذلك مجرد كلمة عابرة في حياتنا مع أنها قنبلة موقوتة تنتظر لحظة الانفجار بعد تراكمات من الضغط النفسي والقهر المتواصل.

واشارت جنيد الى بعض حالات لجرائم ومواقف كانت نتيجة لموقف اخير فكانت بمثابة القشة التي قصمتْ ظهر البعير أو لتكون هذه المواقف ضربة الفأس الأخيرة التي أسقطت الشجرة بعد سلسلة متتالية من الضربات،،

كبت منذ الصغر

اخصائي علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور حسين الخزاعي اشار الى اننا نتعلم الكبت منذ نعومة اظفارنا،، وارجع د.الخزاعي الكبت للتربية والتنشئة الاجتماعية الخاطئة التي نربي اطفالنا منذ الصغر عليها بدلا من الحوار والنقاش.

واشار الخزاعي الى ان اسوأ انواع الكبت هو الكبت العاطفي الذي لا تعترف معظم مجتمعاتنا العربية بوجوده. وزاد الخزاعي ان "البعض ومع الاسف يرى بان العاطفة يجب الا تظهر كنوع من الوقار او حتى الكبرياء فلا نجد مثلا شابا يمتدح اخته لجمالها او لهندامها الانيق او رجل يمتدح طبقا قد طهته والدته او زوجته باعتبار ان هذه الاحاديث لا لزوم لها".

وبين الخزاعي ان "مجتمعاتنا تغفل عن الامور التي لا ترى في حكمه على سلامة وصحة افراده فالمظهر الخارجي يكاد يكون هو الحكم على صحة وسلامة الفرد بينما يغفل كثيرون عن السلامة الداخلية التي لابد ان يعيشها عقل وفكر الانسان لتتحقق بذلك ثلاثية سلامة الجسد والفكر والمشاعر".

واشار د.الخزاعي الى ان خطورة الكبت لا تقف عند اسوار نفس الشخص المكبوت بل وصفها بالمياه الجارفة التي تنتظر ان يزال حاجز الصمت لتدمر في طريقها الاخضر واليابس.

وبين ان عددا كبيرا من الجرائم التي باتت ترتكب في مجتمعاتنا هي نتاج هذا الكبت للمشاعر الذي يتطور بمرور الوقت والاهمال ليصبح سلاحا ومرضا يهدد سلامة الفرد والمحيطين به.

واشار الى ان دراسة لعدد من الجرائم التي حدثت مؤخرا واستهجنها العقل والاحساس البشري كانت" نتاجا لكبت ومرض نفسي طال السكوت عنه ، فنما وترعرع واستحال وحشا دمر مرباه وما احيط به".

وبين د. الخزاعي ان الازمات النفسية الشديدة او الصدمات الانفعالية العنيفة او اي اضطراب في علاقة الانسان مع غيره من الافراد على مستوى الاسرة او المدرسة او العمل او المجتمع من السهل ان تدفعه الى حالة الضيق والتوتر والقلق وهي بحد ذاتها ضغوط حياتية تضرب كيان الانسان واتزانه النفسي. وعليه فان الكائن البشري حينما يتعرض يوميا لمصائب او مواقف او هزات انفعالية شديدة ، قد يتحمل وقد ينهار وهناك فروق بين الناس في القدرة على التحمل حتى يصاب البعض بامراض نفسية او عقلية.

ونوه خزاعي الى ضرورة طلب الاسناد الاجتماعي من قبل الآخرين اجتماعياً أو نفسياً ، طبياً ، مادياً وذلك باللجوء إلى الأهل أو الأقرباء أو الاصدقاء والاطباء واصحاب الاختصاص للحصول على الدعم اللازم.



الكبت يولد الاجرام

ونتيجة لتزايد حالات القتل والاجرام التي بات المرض النفسي يقف وراء ارتكابها كان لابد من الوقوف على الأمراض النفسية والعقلية وعلاقتها بالمسؤولية الجنائية فقد اشار المحامي الاستاذ زكريا بني شعبان الى ان انحرافات وجرائم باتت تهدد امن المجتمع مردها الى كبت ومرض نفسي يعانيه بعض الافراد .

والى ذلك قال شعبان"كثيراً ما نجد سرقات وقتل وتخريب أو إدمان على المخدّرات والكحول و نحو ذلك من الانحرافات التي يكون الكبت سبباً رئيساً في إبرازها إلى حيّز الوجود".

وعن علاقة القانون بين لنا بنود المادة 233 والتي تعدلت بموجب القانون رقم 16 لسنة 2001 من قانون اصول المحاكمات الجزائية الأردنى رقم 9 لسنة 1961 والتي تقول : فانه يتعين على المدعي العام في كل حالة يعتقد ان المتهم مصاب بمرض نفسي او اعاقة عقلية ان يضعه تحت الرقابة الطبية اللازمة وذلك للتحقق من سلامته النفسية والعقلية ولا يوقف ذلك اجراءات التحقيق ضده.

واذا ظهر للمحكمة ان المتهم مصاب بالمرض النفسي او الاعاقة تصدر قرارا بوضعه تحت رقابة ثلاثة من اطباء الحكومة المختصين بالامراض النفسية والعقلية للمدة التي تراها لازمة وذلك لتزويد المحكمة بتقرير طبي عن وضعه المرضي.

واذا تحققت المحكمة من الرقابة الطبية التي اجرتها ان المتهم مصاب (بمرض نفسي) يبقى تحت الاشراف الطبي الى ان يصبح اهلا للمحاكمة وتفهم مجرياتها حيث تشرع بمحاكمته بعد ذلك ، اما اذا كانت حالة المريض النفسي لا يؤمل شفاؤها فتقرر المحكمة ايداعه في مستشفى الامراض العقلية.

واذا تبين للمحكمة ان المريض نفسيا قد ارتكب التهمة المسندة اليه وانه كان حين ارتكابه اياها مصابا بالمرض الذي جعله عاجزا عن ادراك كنه اعماله او انه محظور عليه اتيان العمل او الترك الذي يكون الجرم قررت ادانته وعدم مسؤوليته جزائيا واعمال المادة (92) من قانون العقوبات بحقه.

واذا تبين للمحكمة من الرقابة الطبية التي اجرتها ان المتهم مصاب باعاقة عقلية (تخلف عقلي) وتبين لها ارتكابه للتهمة المسندة اليه قررت ادانته وعدم مسؤوليته ووضعه تحت اشراف مراقب السلوك من سنة الى خمس سنوات على ان ليس هناك ما يمنع المحكمة قبل ذلك من وضعه في المركز الوطني للصحة النفسية او اي مأوى علاجي اخر لمعالجته من مظاهر السلوك الخطيرة على الأمن العام الذي قد يرافق تخلفه.


الدستور - رنا حداد





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع