لم يخطر على بال دنيس بابان مخترع طناجر الضغط حجم المشكلة التي أوجد لها حلا في الأردن، فالمشاكل العائلية كانت كبيرة جدا لأن "الطراف مش مستوي"، طناجر الضغط جعلت من أكلة "الكوارع والروس" شيء جميل وممكن، وما عادت "الكرشة تمغط" خلال سحب الخيط منها.
كلمة "طنجرة" هي من أصل تركي، وأخذت لدينا تستخدم لوصف الشخص قليل الاستيعاب فيقال فلان "طنجره" وعندما يتدنى مستوى الاستيعاب كثيرا لدى ذلك الشخص يقال عنه "طنجير" وعندما يتصرف شخص بشكل سيء على غير ما هو معتاد يقال "طنجر".
لكل واحد منا حكاية مع "طنجرة" ما، والكثيرون منا "يطنجرون" أحيانا وهذا ليس غريبا ولا حراما ولكن المحزن أن يتحول الإنسان إلى " طنجرة ضغط " فيصبح أذاه و "طنجرته"مأساة لغيره ، بعض الناس يستمتع بأنّ لديه إمكانية الضغط....يضع أصبعه على الوجع ويضغط بشدة ، لا يكفيه أن يتألم الشخص المقابل، بل يمعن بالضغط لدرجة تشعر معها انك تتعامل مع "طنجرة ضغط" ، لا يترك لك مهربا تنفذ منه "بحشرك" بإحدى الزوايا ويبدأ يمارس عليك هواية الضغط ، ولأنه " طنجير" لا يعرف أن نهاية هذا الضغط هي الانفجار... بوجهه طبعا.
كي لا نقرأ أن امرأة ألقت بنفسها عن برج بعد أن قتلت زميلة لها في العمل، وحارس حرق مديره حيا بعد أن فصله من العمل، وابن يقتل أباه لأنه حرمه من الميراث، وما إلى ذلك من القصص...ثم نسأل عن سبب ارتفاع معدلات الجرائم في الأردن....حتى نحارب كل ذلك، هذه دعوة ليعرف كل منا حده وليعرف من بإمكانه الضغط أن الشخص المقابل له لديه إمكانية تحمل محدودة ولحسن خلق الله سبحانه وتعالى نحن غير مزودين بعدادات تعطي قراءة لحجم الضغط الذي نحتمله وإلا لتركونا الناس عند الحافة.
إن كنت تملك إمكانية الضغط ...أنصحك بالحذر لأنك الأقرب إلى الانفجار فلا تتحول "لطنجرة ضغط".
ولا تنسوا انه حتى "طناجر الضغط" لها تنفيسه.
طبعا...الحكي للحكومة كمان.
قصي عبد الرحيم النسور