لعل الناظر للمشهد السياسي على الساحة الاردنيه يندهش , فالمقاطعه هي الخَيار الذي لجئت اليه بعض الفئات في المجتمع الاردني . وهنا استعجب ففي ظل الحريه والديمقراطيه التي كانت وما زالت ابرز ملامح هذا الوطن نرى ان هناك فئات " جبهة العمل الاسلامي " تُلوح برايات المقاطعة ! على الرغم من سعة صدر الحكومة من خلال فتح باب الحوار والمناقشة للوصول إلى الحلول الايجابية .
المتتبع لأسلوب الانتخابات منذ نشئته في روما كأحد انظمة الوصول الى السلطة ومكان خلق القرارات , لا يستطيع التشكيك انها من اجل الوطن لا من اجل الحكومات المتعاقبه فالحكومه سترحل ولها عمرها المُحدد وواجبات مناطه بها لفتره زمنيه معينه لا اقل ولا اكثر , ومن هنا دعونا نحاور الانفس ونخاطب العقول لنعمل ونكد من اجل الوصول الى مجلس كان يحلم به الاردنيين منذ زمن بعيد .
ولا يسعني الا أن نؤكد بأن الانتخابات لا يكفي ان تكون شَرعية للوصول إلى مَجلس شَرعي بل يجب أن تكون قرارات ذلك المجلس شرعية وتحفظ حقوق الوطن والمواطن , ولكي نصل الى ما نرجوه من هذه القرارات والمجلس المشرع لها يجب أن " نظع الرجل المناسب في المكان المناسب " وأن يكون اختيارنا لناخبنا على أساس العلم والدين ومستوى الولاء للوطن والمواطن , وهذا لن يكون الى بأختيارنا شخصيات " تكنوقراط " أي أن تكون على درجه من العلم والدرايه ومؤهله علميا وعمليا ولا نغفل هنا الخلفية السياسية فهي تلامس الحنكه والدبلوماسيه والذكاء وكيفية صنع القرار.
ولعل قرار الملك في حل المجلس النيابي السابق هي أكبر دليل على عدم رضاه عما جرى عام 2007 بل هو بذلك يخاطب العقول الاردنيه الباطنه أن لا تنظر الى الخلف بل تتحدى وتنظر الى الامام للوصول الى المجلس الذي يلبي احتياجات الوطن أولاً من قرارات تنمو بنا لنلحق بعض الدول التي انتقلت من دول العالم الثالث الى دول العالم الثاني ك تركيا على سبيل الذكر لا الحصر .
ونؤكد هنا على الدور المهم للأحزاب السياسيه , فلا زال المواطن الاردني بعيداً كل البعد عن الأحزاب باستثناء أواسط متواضعة , على الرغم من تأكيد جلالة الملك على أهمية العمل الحزبي وما يعود به من صَقل للشخصيات وغَرس روح العمل الجماعي وتنمية الافكار وتوسيع الأفاق للعقل والادراك .
أبرز الفئات تطالب بأن تكون " الشفافيه & النزاهة " هي شعار انتخابات 2010 ولا أعتقد أنه سيكون كذلك دون تواجد وازع وطني يحرك المشاعر الاردنيه للتوجه والاقتراع واختيار الاشخاص الذين هم فعلاً قادرون على تحقيق امال الشعب الاردني وطموح الوطن ,ولا تكون الفزعة هي المحرك بل يجب الاطلاع على اجندة المرشح للوقوف عند افكاره وقدرته على الانجاز وبخلاف ذلك سيكون المجلس عقيماً وبالتالي تنتج عنه قرارات عقيمه لا تسمن ولا تغني من جوع .
سليمان الخلفات