-1-
الطقع كلمة عامية لا أصل لها في لغتنا العربية الفصحى ، إلا أن هذه الكلمة تدخل في اللهجة العامية لكثير من الدول العربية ، ويحمل " الطقع " في معظم البلدان العربية معنىً سلبياً في الشكل والمضمون .. والرائحة أيضاً ، أما في الأردن فإن لهذه الكلمة استخدامات أخرى ، فعلى سبيل المثال تحمل مشتقات هذه الكلمة مثل " تطقيع " أو " مطقّع " أو " طقّعتلوا " معنى التجاهل أو " التطنيش " ، فيما يعني جذر هذه الكلمة " طقع " الشيء الجيد وبخاصة لدى قطاع الشباب والطلبة ، فنقول " امتحان اليوم كان طقع " أو " هذه السيارة طقع " أو " ليش الحكي ، ملابسك اليوم طقع " .
-2-
الحكومة الأردنية استطاعت أن تتجاوز مأزقين أساسيين عاشتهما وعايشتهما خلال الفترة الأخيرة تمثل الأول بمشكلة المعلمين ومطالبهم بأن تكون لهم نقابة أسوة بكافة القطاعات والتي أدت إلى قيام الحكومة بمعاقبتهم وتحويل قياداتهم إلى الاستيداع ، أما المشكلة الثانية فكانت مقاطعة الإسلاميين للانتخابات والضغط الغربي على الحكومة لثني الإسلاميين عن قرارهم ، إضافة إلى محاولات الأحزاب الوسطية ب" المونة " و" تبويس اللحى " و" الدق على الصدر " ، لقد نجحت الحكومة في تجاوز هذين الملفين ، فأعادت المعلمين الذين تم استيداعهم إلى العمل ، وعقدت لقاءاً مع الإسلاميين تم وصفه بالإيجابي .
-3-
أجمل ما في هذه الحكومة أنها استطاعت الجمع بين الطقع والتطقيع ، فقد هلل الجميع لقيام الحكومة بإلغاء الاستيداعات التي قررتها هي بنفسها ، وأصبحت هذه الحكومة بنظر الجميع حكومة " طقع " علماً بأنها " طقّعت " للمعلمين في حقهم بإنشاء نقابة . كما تغنى الجميع بإنجاز الحكومة حواراً مع الإسلاميين وباقي الأحزاب والنقابات واعتبروه إنجازاً " طقعياً " على الرغم من أن هذه الحوارات لم تعدل قانون الانتخابات ولم تثني المقاطعين عن قرارهم ، بل بقيت الحكومة " مطقعة " لكل مطالب المعارضة والمعارضين .
من حقنا أن نفخر بحكومة أمسكت المجد من أطرافه " طقعاً " و "تطقيعاً " ، ومن حق الحكومة أن تنام الليل الطويل بعد إنجازاتها " الطقعيّة " هذه ، ومن حق الشعب من الآن فصاعداً أن يعيش حياةً " طقعيةً " بعد النعيم " الطقعي " الذي وفرته له الحكومة ، وفي انتظار انتخابات " طقع " تقوم فيها الحكومة ب " التطقيع " لكل من يظن أنه ليس في قائمة " المتطقعين " ... والله من وراء القصد .
فاخر دعاس
21 أيلول 2010