زاد الاردن الاخباري -
حذر طبيب الأمراض الجلدية الفرنسي انطوان بوتي في جامعة سان - لويس من خطورة استخدام كريمات تفتيح لون البشرة لفترات طويلة خاصة بالنسبة لذوات البشرة السمراء في فرنسا.
وأوضح الأطباء أن هذه الكريمات تحتوي على نسبة 2% من مادة الهيدروكينون وهو مركب مستخدم في الكريمات المصنوعة في الولايات المتحدة الأمريكية ويستخدم في التبييض, وهذه المادة ممنوعة في الاتحاد الأوروبي, نظراً لتأثيرها الجانبي في الإصابة بالأمراض السرطانية.
وقد أطلقت مؤخراً بلدية باريس حملة إعلانية في عدة أماكن التي يعيش فيها السود لتحذيرهم من استخدام هذه الكريمات التي تستخدمها من 15% إلى 20% من الشابات الأفارقة اللاتي ترغبن في تبييض بشراتهن.
ولعل هذه الأضرار التي تسببها هذه المستحضرات , في قائمة الأخطار الصحية التي تقف وراءها كريمات التفتيح طويلة لا تشفع لها النتائج الباهرة التي تروّج لها إعلانات الشركات العالمية الكبرى, ولتثبت من هذه الحقائق عن قرب كان ل¯ العرب اليوم هذا التحقيق:
تقول مرام عبد الكريم الحاصلة على شهادة في تخصص الكيمياء أن كريمات التفتيح مدمرة للبشرة, وهذا الحكم أطلقته من منطلق علمي بحت, فقد كان بحث تخرجي في الجامعة حول أضرارها الصحية وتبين لي من خلال البحث والتقصي أنها تحتوي على نسبة كبيرة من العناصر الثقيلة الضارة التي يجب لا أن تدخل الجسم كونها مواد مسرطنة.
وتضيف عبد الكريم:وهذا ينطبق على الكريمات المشهورة المشبعة بالعناصر الثقيلة كالزئبق والرصاص التي تعمل على تفتيح البشرة عندما تحل محل النحاس الموجود في صبغة الميلانين لدى أصحاب البشرة السمراء, ومن الاثار المدمرة التي قد تسببها هذه العناصر تشوه الأجنة وكذلك انتفاخ الوجه او ما يطلق عليهmoon face بسبب وجود الكورتيزون فيها بالإضافة إلى إضرارها بالعظام.
كما أشارت عبد الكريم أن جهل الناس بحقيقة مكونات المستحضرات تجعلهم فريسة للهجوم الدعائي الذي يوقعهم في فخ شرائها رغبة في نتائج سريعة, ولا تفكر باستعمال هذه المستحضرات.
وترى هبه أبو الهيجاء ان كريمات التفتيح ليست مجدية :لقد جربت أنواعا كثيرة من الكريمات في مقدمتها الماركات العالمية ولم أحصل على أي نتيجة مرضية بل شعرت بعد استعمالها بجفاف في البشرة وتغيير غير طبيعي في لونها.
وتتابع أبو الهيجاء:لم يعتد الناس على استشارة أطباء الجلدية قبل شراء كريم تفتيح البشرة مما قد يؤدي إلى الإضرار بالبشرة ولكني الاحظ بأنهم أخذوا يبثون عن المستحضرات التجميلية الطبيعية ومنها كريمات التفتيح الطبيعية.
ولا يختلف موقف إيمان عطا الله من كريمات تفتيح البشرة قائلة:لا استخدم مستحضرات التجميل لعدم إقتناعي بجدواها, وأعتقد إنها وبكل تأكيد مضرة جدا لأنها تغير اللون الطبيعي للبشرة.
أما زينة جواد فترى انه لا ضرر من استخدام كريمات التفتيح الطبية التي ينصح بها الأطباء لمعالجة البقع والكلف وتتابع:لا أرى أي ضرورة لاستخدام مثل هذه المستحضرات لأنها تغير لون البشرة ولها آثار جانبية كثيرة تختلف في حدتها, وبالتالي لا أجد أي سبب منطقي يدفع الكثيرين لاستخدامها بل على العكس عليهم بالحرص على استعمال واقي الشمس الذي يحافظ على لون البشرة الطبيعي ويحميها من أشعة الشمس.
وبالانتقال إلى أصحاب الاختصاص الذين تناولوا مسألة الإقبال على كريمات التفتيح يشير الصيدلاني أمين خالد :يتزايد الإقبال على الكريمات التي تتصدر الإعلانات التجارية على شاشات التلفاز, وبالمقابل نلمس إقبالا ضعيفا على كريمات تفتيح البشرة التي تنتجها الشركات المحلية.
ويضيف خالد:تقبل الفتيات على شراء كريمات التفتيح أما كريمات التفتيح التي تزيل التجاعيد يقبل عليها الثلاثينيات, ولكن للأسف لا نحصل كصيدلية على تغذية راجعة من الزبائن حول جودة المستحضر, ولكن قد لا يطرأ أي تحسن على بشرة الزبونة فبعد استخدامها للكريم قد تضرر وهذا يعتمد على استجابة الجلد التي تختلف من شخص إلى آخر.
بينما ترى مديرة صيدلية أخرى رفضت ذكر اسمها,ان أكثر الفئات العمرية التي تستهلك هذه المستحضرات هن الفتيات العشرينيات والسيدات الحوامل التي تعاني من بقع في الوجه, وفيما يتعلق بالكريمات العلاجية فالزبون بعد خروجه من عيادة الطبيب يأتي إلى الصيدلية مقتنعا باستخدام ماركة معينة من الكريمات وذلك لأن بعض أطباء الأمراض الجلدية يملكون شركات لإنتاج المواد التجميلية بشكل مبطن.
وحول انتقادات الزبائن تقول :لا نتلق الكثير من الانتقادات لأن غالبية المرضى يشعرون بالملل لطول فترة العلاج الذي تستدعيه الأمراض الجلدية.
ويشير محمد الجمل طبيب الأمراض الجلدية :ان النظرة التي تنظر إليها بعض الفتيات والسيدات الجمال المقترن بالبشرة البيضاء, فالمجتمع البدوي الأصيل يتغنى بجمال البدوية السمراء.
ويستهزئ الجمل بمن يصنعون ما يسمى بخلطات مبيضة للبشرة ويبيعونها في الأسواق متجاهلين أسس السلامة والآثار الجانبية لتفاعل المواد المخلوطة قائلا:لو قام شخصان بخلط كمية من الملوخية والنشا مثلا وعملا على تسويقها بعبوة جميلة ستدر عليهما ربحا كبيرا في فترة قصيرة نتيجة جهل المواطنين وتفشي الغش الذي طال حتى المواد الغذائية.
ويضيف الجمل: تكمن خطورة الكريمات المبيضة للبشرة في عمليات التهريب التي تغرق الأسواق بهذه المنتجات.
ونفت خبيرة التجميل عايدة مخادمة تهمة الإضرار بالبشرة عن مستحضرات التفتيح:أن أي أثار جانبية قد تسببها كريمات المفتحة للجلد تتعلق بسوء تحديد نوع البشرة فالبشرة الدهنية ذات المسامات الواسعة تتفاعل مع المواد الكيماوية الموجودة في المستحضر مع صبغة الميلانين في الجلد مما يخلّف بعض الالتهابات الجلدية, ولذلك يجب أن تكون البشرة نظيفة و خالية من الخلايا المّيتة التي تبطل مفعول المادة المبيضة للبشرة .